علوم وتكنولوجيا

كيف يهدد الذكاء الاصطناعي عروش وادي السيليكون؟

كبريات شركات التكنولوجيا تتمركز في هذه المنطقة- جيتي
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن شركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون، تواجه مأزقا، أمام ثورة الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن عمالقة "السبعة الكبار" مثل غوغل، وآبل، وميتا، وتسلا ومايكروسوفت، يواجهون ما يشبه أزمة منتصف العمر، إذ يجدون أنفسهم في موقع المدافع بدل المبتكر.

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن ملوك عالم التكنولوجيا لم يعودوا في منأى عن تحديات الزمن. ففي لحظة، كانوا يغيرون الصناعات القائمة، وفي اللحظة التالية يجدون أنفسهم في مواجهة الهاوية، كما يقول إيلون ماسك، ليشاهدوا الاضطراب يطرق أبوابهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم، إن لم يكن جميع، رواد التكنولوجيا في "السبعة العظماء" يجدون أنفسهم في وضع صعب، حيث يسعون في نفس الوقت لفهم تهديد الذكاء الاصطناعي لمملكتهم.

وقد تجلى هذا الوضع في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفضت أسهم شركة "ألفابت" بأكثر من 7 بالمائة يوم الأربعاء بعد أن كشف أحد كبار المسؤولين في شركة "أبل" عن انخفاض حركة البحث على "غوغل". ومع ذلك، أوضحت "غوغل" لاحقا أنها لا تزال تشهد نموا في البحث بشكل، حتى من أجهزة "أبل".

وذكرت الصحيفة أن الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، يحاول كسب الوقت لشركته، داعيا المستثمرين بالتحلي بالصبر بسبب التأخير الذي شهدته شركة تصنيع "آي فون" فيما يتعلق بميزات الذكاء الاصطناعي.

وأضافت أن هناك أيضا محاولة مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، لرسم مستقبل مشرق لشركته العملاقة التي تدر عليه أموالا طائلة من الإعلانات بوصفه نوعا من الرفيق القائم على الذكاء الاصطناعي لأولئك الذين يشعرون بالوحدة.

وتابعت الصحيفة أن ماسك عاد من مغامرته مع دوج إلى تسلا، محاولا وقف تراجع سهم الشركة بوعود بنشر سيارات ذاتية القيادة.

ورغم أن هؤلاء العمالقة لم ينتهوا بعد ولديهم الكثير من الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالرضا، إذ يمثلون نحو 7 تريليونات دولار من القيمة السوقية، إلا أن مفترق الطرق الذي يواجهونه يبدو كدراسة حالة حديثة لكتاب "معضلة المبتكر"، والذي شرح فيه كلايتون كريستنسن كيف تزيح الابتكارات الجديدة اللاعبين الحاليين بخلق أسواق جديدة.

وكان جوهر نظرية كريستنسن هو أن الشركات الناجحة قد تفشل أمام منافسين أصغر يستخدمون تقنيات جديدة، كما فعلت نتفليكس مع بلوكباستر. وقد لجأ الكثيرون إلى كتابه لتفسير فورة شركات الإنترنت، والتي تتشابه مع ما يحدث اليوم.

فكما كان الإنترنت تقنية جديدة قادرة على فعل الكثير من الأشياء، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل العديد من الوعود. ولكن في هذه المراحل المبكرة، ليس من الواضح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي أو من سيستخدمه ومتى.

وبينت الصحيفة أن سوق التطبيقات قد يتغير إذا استخدمت الشركات طرقا جديدة للوصول للعملاء، مثل وكلاء الذكاء الاصطناعي.

وأشارت إلى أن غوغل لديها مساعد ذكي يدعى "جمني"، لكن من غير الواضح إذا كان هذا سيساعد في إنقاذ أعمالها الأساسية، والتي تتمثل في الإعلانات. وهذا يعتمد على نقرات المستخدمين في عالم يتزايد فيه استخدام الروبوتات للإجابة على الأسئلة. ومع ذلك، لا تبدو أي منصة مهيمنة تمتلك صيغة ناجحة حتى الآن.

واعتبرت أن ذلك يمنح الأمل لسارة غوو، الرأسمالية الشابة في وادي السيليكون، فهي تحاول أن تترك بصمتها من خلال الاستثمار في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التالية التي قد تحل محل الشركات الكبرى. .

وقالت الصحيفة إن الأيام الأولى للمساعد "جمني" شابتها اعتذارات ووعود بالتحسين بعد أن وصِفت ردوده بأنها منحازة وغير مقبولة، وفقا لبيتشاي. وجاء الطرح وسط مخاوف من أن "أوبن إيه آي" كانت متقدمة في هذا المجال، رغم أن غوغل كانت تعمل على الذكاء الاصطناعي  منذ فترة طويلة.

وأفادت أن الابتكارات الكبيرة، التي نعتبرها "مغيرة لقواعد اللعبة"، قد تساعد أحيانا في استدامة الأعمال القائمة. فشركة مايكروسوفت، التي تجاوزت قيمتها السوقية شركة آبل، تبدو ذكية بتبنيها الذكاء الاصطناعي لمنتجاتها. كما استفادت إنفيديا من الشركات التي تشتري رقائقها لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.

وشددت على أن ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل "ديب سبيد" الصينية التي تستخدم قوة حوسبة أقل تكلفة يثير أسئلة جديدة، ولا يزال من غير الواضح أين ستستقر قيمة هذه التكنولوجيا.