سياسة عربية

استشهاد الصحفي حسن اصليح جنوب غزة.. استمع لرسالته الأخيرة (شاهد)

نعى صحفيون الشهيد اصليح مؤكدين أنه كان صحفيا شجاعا ورمزا من رموز العطاء- إكس
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، صباح الثلاثاء، استشهاد الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، جراء معاودة جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، بعد إصابته بالقصف الأول قبل أكثر من شهر.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إن عدد الشهداء من الصحفيين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ارتفع إلى 215، بعد الإعلان عن استشهاد الزميل اصليح، الذي يعمل مديرا لوكالة علم24 للأنباء.

وأشار البيان إلى أن "الاحتلال اغتاله بقصف استهدفه أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي، وذلك بعد أن كان قد أصيب في محاولة اغتيال سابقة وما يزال في مرحلة العلاج".

وأدان البيان بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.



وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة.

كما طالب بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.

جريمة حرب جديدة
من جانبها، اعتبرت حركة حماس، "اغتيال اصليح أثناء تلقيه العلاج في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، جريمة حرب جديدة تستدعي تحركا دوليا لوقف الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين".

وقالت في بيان: "الاحتلال يغتال الصحفي حسن اصليح أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود"، موضحة أن "الاحتلال يصر على تصفية الأصوات الحرة وكتم الحقيقة دون أي اعتبار لأي قيمة إنسانية أو قانونية"، باستهدافه المباشر للصحفيين.

وعدت الحركة هذه الجريمة "انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية والإنسانية" بما يعكس "إفلاس الاحتلال أخلاقيا وإعلاميا"، مطالبة المجتمع الدولي بهيئاته الأممية ومؤسسات الصحفية والحقوقية بـ"تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين".

كما دعت حركة حماس إلى ضرورة "فرض عقوبات رادعة" على الاحتلال الإسرائيلي.

يشار إلى أن اصليح تعرض لإصابة نتيجة قصف خيمة للصحفيين الشهر الماضي، بجوار مجمع ناصر الطبي في غزة، والذي أسفر عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي وأحمد منصور، إلى جانب إصابة صحفيين آخرين.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى اشتعال النيران في الخيمة، وإصابة عدد من الأشخاص بسبب الحريق، وجرى نقل المصابين إلى مستشفى ناصر.



وتداول صحفيون رسالة أخيرة للشهيد الصحفي حسن اصليح، تحدث بها تعليقا على استهدافه من قبل الاحتلال في المرة الأولى واستمرار التحريض عليه.

وقال اصليح: "نحن من أول الحرب ونحن في الميدان ولا نقاتل، فجيش الاحتلال يبرر هذه السياسة ويحاول أن يطمس كل صحفي وكل مبادر بمعلومات وادعاءات كاذبة (..)".


ونعى صحفيون وناشطون الشهيد اصليح، مؤكدين أنه كان صحفيا شجاعا ورمزا من رموز العطاء، وصعدت روحه لكن بقيت كاميرته شاهدة على نضاله وعطائه ونبله، وعلى جريمة الاحتلال التي لا تغتفر.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يتعرّض الصحفيون الفلسطينيون لانتهاكات ممنهجة، شملت القتل، والاستهداف المباشر، وتدمير المقار الصحفية، وقطع وسائل الاتصال.

وتشير منظمات دولية إلى أنّ الحرب الحالية تشهد واحدًا من أعلى معدلات استهداف الصحفيين في النزاعات الحديثة.