أثنى الأمين العام
لحزب الله،
نعيم قاسم، على "الإرث السياسي والديني والوطني" الذي تركه الرئيس
الإيراني الراحل
إبراهيم رئيسي، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة،
واصفًا إياه بـ"الإنسان العظيم" الذي "حمل فلسطين في قلبه"،
وكان من أبرز الداعمين لمسار المقاومة في المنطقة.
وجاءت
تصريحات قاسم خلال فعالية تأبينية أقيمت في بيروت، تخليدًا لذكرى وفاته رئيسي
ورفاقه في حادثة تحطم المروحية التي وقعت في 19 أيار / مايو 2024، أثناء عودتهم من
جولة ميدانية في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
وقال قاسم في
كلمته: "الرئيس رئيسي كان من الشخصيات التي أثرت في مسار الجمهورية
الإسلامية، وتميز بثباته في المواقف، خصوصًا في دعمه العميق للمقاومة في لبنان
وفلسطين".
وأضاف أنه كان
يرى أن هذه المقاومة هي "السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الكرامة"، قائلا:
"نفتخر أننا وإياه في جبهة الشرف، جبهة فلسطين ولبنان وكل المقاومين في
العالم الإسلامي".
واختتم قاسم
كلمته بالتأكيد على "استمرارية خيار المقاومة"، قائلًا: "لن تتغير
البوصلة، وستظل فلسطين قضيتنا المركزية، ولن نتراجع عن الوقوف مع الجمهورية
الإسلامية التي احتضنت المقاومة منذ أيامها الأولى، وبقيت سندًا لها في أحلك
الظروف".
وخلال فترة
ترؤسه للسلطة القضائية (2019-2021)، ثم توليه الرئاسة في آب/ أغسطس 2021، لم يخفِ
رئيسي دعمه العلني لقوى "محور المقاومة"، وكان دائم التصريح بأن
"القدس هي بوصلة الجمهورية الإسلامية"، وهو موقف رددته جهات رسمية
إيرانية مرارًا في عهد المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي كان يعتبر رئيسي "أحد
رجال الثورة المخلصين".
كما أظهرت
سياسات حكومته دعمًا لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وعلى رأسها
حزب الله وحركة
الجهاد الإسلامي، واحتضنت طهران عدة لقاءات تنسيقية لقادة هذه الفصائل، آخرها قبل
شهور من وفاته، حين استقبل رئيسي وفدًا فلسطينيًا ضم زياد النخالة ومسؤولين من
حماس.
في آيار/ مايو
2024، لقي رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان حتفهم، بعد تحطمت مروحيتهم
فوق منطقة جبلية قرب الحدود الأذرية، بعد مشاركتهما في افتتاح مشروع سد مع الرئيس
الأذري إلهام علييف، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إرنا أن سوء الأحوال الجوية كان السبب الأساسي في تحطم المروحية من
طراز "بيل 212".
وأُعلن
الحداد الرسمي لخمسة أيام، وخرج ملايين الإيرانيين في جنازات رسمية وشعبية في
طهران ومشهد وقم، شارك فيها كبار المسؤولين الإيرانيين، إلى جانب وفود رفيعة
المستوى من العراق ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن، ما عكس مكانة الرجل في محور
المقاومة.
من هو
إبراهيم رئيسي؟
ولد رئيسي
عام 1960 في مشهد، وتلقى علومه الدينية في حوزة قم، وكان أحد تلاميذ الإمام
الخميني. عُرف بتدرجه السريع في المناصب القضائية، وتولى منصب المدعي العام، ثم
رئيس السلطة القضائية، قبل أن يُنتخب رئيسًا للجمهورية في انتخابات 2021، بنسبة
تقارب 62 بالمئة من الأصوات.
رأى فيه
كثيرون الرجل المناسب لتعزيز الخط الثوري الإيراني، وكان من المتوقع أن يكون خليفة
محتملاً للمرشد الأعلى، قبل أن يلقى حتفه المفاجئ، ما أحدث فراغًا في معادلة الحكم
الإيراني.