بحث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو
مع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، حرب الإبادة المستمرة على قطاع
غزة، وذلك في أول
اتصال منذ التقارير التي تحدثت عن توتر العلاقة بين الجانبين في أعقاب زيارة ترامب
للمنطقة الخليجية.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن "رئيس الوزراء
الإسرائيلي تحدث هاتفيا مع الرئيس ترامب، وناقشا الحرب في قطاع غزة".
وزعم البيان أن الرئيس الأمريكي، أكد خلال الاتصال،
دعمه لتحقيق الأهداف التي وضعها نتنياهو في قطاع غزة، وتتضمن القضاء على حركة
حماس، وتحرير الأسرى، ودفع خطة ترامب إلى الأمام.
ولم يصدر تعقيب فوري من الجانب الأمريكي بشأن ادّعاء
رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتنافى مع مواقف ترامب الأخيرة، لا سيما خلال جولته
الخليجية الأسبوع الماضي التي أكدت فيها وجود مجاعة في قطاع غزة وتعهد بأن تولي
بلاده اهتماما خاصا لهذا الوضع الإنساني.
ويقصد بيان نتنياهو بخطة ترامب في قطاع غزة، اقتراح
الأخير في كانون الثاني/ يناير الماضي، مخططا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى
دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى
ومنظمات إقليمية ودولية.
على صعيد آخر، أشار البيان إلى أن نتنياهو وترامب
اتفقا على ضرورة ضمان عدم حصول إيران على قنبلة نووية.
ويعد هذا الاتصال الأول بعد حديث وسائل إعلام عبرية
عن فتور العلاقة بين نتنياهو وترامب، وأن الأخير قطع تواصله مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بسبب شكوكه في أنه يتلاعب به.
وما عزّز الاعتقاد بفتور العلاقة بين الجانبين
استثناء ترامب إسرائيل من جولته الأخيرة للشرق الأوسط، واستثنائها أيضا من اتفاق
أبرمه مع جماعة الحوثي، ولقاؤه الرئيس السوري أحمد الشرع ورفع العقوبات عن دمشق
رغم عدم رضا إسرائيل بذلك، وكذلك مفاوضات ترامب مع إيران بشأن برنامجها النووي
والتي فاجأت نتنياهو، وفق إعلام عبري.
بجانب الطريقة التي تم بها إطلاق سراح الجندي
الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من غزة باتفاق بين واشنطن وحماس، ما اعتبر نقطة
بارزة أخرى في عملية إبعاد إسرائيل عن تحركات الإدارة الأمريكية في المنطقة.
يذكر أن الاتصال يأتي أيضا بينما تواجه حكومة
نتنياهو عزلة دولية متنامية مصحوبة بضغوط متصاعدة داخليا وخارجيا تطالب بوقف حرب
على غزة فورا وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وتحذّر من إجراءات دبلوماسية
واقتصادية ضد إسرائيل.
ويرتكب الاحتلال بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/
تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح
معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
في غضون ذلك، جدد نتنياهو استعداد حكومته لإبرام
صفقة تفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى
الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
جاء ذلك في كلمة متلفزة نشرها مكتب نتنياهو عبر
حسابه الرسمي بمنصة إكس، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والدولية عليه المطالبة بوقف
حرب الإبادة على غزة والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي
يتعرض لحصار خانق ما تسبب بجريمة مجاعة أودت بحياة كثيرين.
وقال نتنياهو في الكلمة إنه "مستعد لإبرام صفقة
تؤدي لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة، من أجل الإفراج عن مزيد من المحتجزين في
غزة".
ورغم هذا التصريح، فإن الموقف لا يمثل تحولا جوهريا
في سياسة نتنياهو، إذ يرفض وقف الحرب بشكل كامل استجابة لضغوط يمارسها وزراء من
اليمين المتطرف في ائتلافه الحكومي، يهددون بالانسحاب وإسقاط الحكومة في حال
التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
وتصر حركة حماس في المقابل على إنهاء الحرب، وانسحاب
القوات الإسرائيلية من غزة، كجزء أساسي من أي اتفاق مقترح.
وفي الكلمة المتلفزة أيضا، زعم نتنياهو أن إسرائيل
سمحت بإدخال كميات كافية من الغذاء والمساعدات الأخرى إلى غزة خلال الأيام الأخيرة.
وادّعى أن إسرائيل "سمحت الأربعاء بإدخال قرابة
100 شاحنة تحمل مساعدات إلى غزة"، فيما أعلن مسؤولون حكوميون في غزة أن
إجمالي ما دخل لم يتجاوز 87 شاحنة.
ومساء الخميس، أكدت حركة حماس في بيان، أن ما تم
إدخاله من مساعدات لغزة بعد 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي لا يمثل سوى أقل من
عُشر الحاجة اليومية، وسط تفاقم الجوع وانهيار القطاع الصحي.