سياسة عربية

إطلاق صاروخين من درعا على الجولان.. ومدفعية الاحتلال تقصف حوض اليرموك

أحد الصواريخ التي سقطت في الجولان- مواقع عبرية
قالت وسائل إعلام عبرية، إن انفجارات قوية، هزت منطقة جنوب هضبة الجولان المحتلة، بعد إطلاق صواريخ من سوريا

وهذه هي المرة الأولى، التي يستهدف فيها الاحتلال، من سوريا، منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتبنت مجموعة تطلق على نفسها "كتائب الشهيد محمد الضيف" إطلاق الصواريخ.

وقالت مواقع عبرية، إن صاروخي غراد، أطلقا من درعا، وسقطا في منطقة مفتوحة جنوب الجولان.

ولفتت إلى أن مدفعية الاحتلال، قامت بالرد على مصدر إطلاق الصاروخين، فيما خرقت مقاتلات الاحتلال، حاجز الصوت فوق الأجواء السورية، بعد إطلاق الصواريخ.


من جانبها قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن إطلاق الصواريخ من سوريا، جرى من قرية تسيل الواقعة في جنوب سوريا، على حوالي 12 كيلومترا عن الجولان المحتل، وقد عملت فيها قوات الجيش عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة.

من جهته، قال وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن الرئيس السوري أحمد الشرع، يتحمل بصورة مباشرة، مسؤولية إطلاق الصواريخ من سوريا، نحو الجولان والرد سيأتي قريبا".

بدورها قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، تستهدف منطقة حوض اليرموك في درعا.

وقالت مصادر في "كتائب الشهيد محمد الضيف" لقناة الجزيرة، إن العمليات ضد الاحتلال لن تتوقف حتى يتوقف القصف على غزة.

ونشرت "كتائب الشهيد محمد الضيف" بيانها التأسيسي في نهاية أيار/ مايو الماضي.

وجاء في البيان "نُعلن ، من قلب فلسطين المحتلة، عن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف، وفاءً للدماء الطاهرة، وامتداداً لطريق المقاومة المستمر".

وتابع بيان التأسيس بأن "كتائب الشهيد محمد الضيف ليست حزبا، ولا تنظيما، بل فعل ثوري مقاوم دينه دين، في كل شارع ومخيم وخندق، ويجعل صدى كل طلقة من تحت الركام، من الطفة، من القدس إلى الداخل المحتل، إلى كل أرضنا السليبة صوتاً واحداً: لا صمت بعد اليوم… والميدان لنا".

"رسالة دعم"
اللواء العراقي ماجد القيسي، رجح "أن تكون هذه العملية رسالة دعم من جماعات سورية للمقاومة الفلسطينية مفادها أننا معكم، وقد تكون جزء من وحدة الساحات".

وأوضح الخبير العسكري "أن ما يرجح هذا الاحتمال هو أن الهجوم تم بصواريخ غراد عيار 122 ملم، وهذا النوع أحد الأسلحة التي استخدمته فصائل محور المقاومة".

وتابع القيسي في حديث خاص لـ"عربي21"، "كذلك يجب أن لا ننسى أن القوات الإسرائيلية قد توغلت خلال الأشهر الأخيرة في عدة بلدات بمحافظتي القنيطرة ودرعا، وقوبلت هذه التوغلات برفض شعبي".

وأوضح، "أن هذا الرفض الشعبي أدى إلى اشتباكات محدودة، ردّ عليها جيش الاحتلال بغارات جوية أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص، ولهذا يُحتمل أن يكون المسؤول عن هذا الهجوم الصاروخي جماعات محلية معارضة للنشاط الإسرائيلي في الأراضي السورية".

هل الهجوم مُفتعل؟
وكان من اللافت أن كتائب الشهيد محمد الضيف التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم غير معروفة على الساحة السورية، وتواجدها حديث العهد حيث ظهرت صفحة لها على موقع التواصل تلغرام فقط نهاية شهر أيار، وأعلنت من خلالها بيانها الأول.

وفي ظل عدم وضوح الصورة حول هذه الجماعة، برزت تساؤلات عن احتمالية أن تكون هذه العملية مفتعلة من قبل الاحتلال.

اللواء ماجد القيسي، قال "هناك احتمال ثاني وهو أن هذه العملية قد تكون مفتعلة لأهداف استخبارية أو سياسية، فهي جاءت في لحظة سياسية فارقة".

وتابع، "أولا هناك محادثات غير مباشرة بين دمشق والكيان، وثانيا هناك تصاعد في الخلاف الحاد بين نتنياهو والجيش الصهيوني وذوي الرهائن، وهذا يعكس انقسامًا داخليًا بشأن استراتيجية الحرب على غزة".

وأوضح أن "نتنياهو قد يكون افتعل هذا الهجوم لتصدير أزماته الداخلية، وذلك عبر القول أن هناك عدو خارجي يجب التصدي له، وبالتالي رأب الصدع داخل المجتمع الإسرائيلي وتوحيده ضد هذا العدو الخارجي".

وأضاف القيسي، "كذلك قد يكون هدف هذا الهجوم إذا ما كان فعلا مفتعلا من قبل الاحتلال نفسه، هو محاولة نزع الشرعية عن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع خاصة في ظل وجود قبول للنظام الجديد من قبل جهات عدة منها أمريكا".

وخلص بالقول، "في المحصلة الهجوم الصاروخي من درعا على الجولان في هذا التوقيت لا يُقرأ كحدث عسكري معزول، بل كمحاولة لإعادة ضبط الإيقاع السياسي السوري والإسرائيلي".

وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في جنوب الأراضي السورية فور سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث وصلت إلى مناطق عدة أبرزها حرش جباثا الخشب و جبل الشيخ والتلول الحمر في محافظة القنيطرة.

كذلك توغل جيش الاحتلال في بداية شهر نيسان/ أبريل الماضي في ريف درعا جنوب سوريا، وشهد هذا التوغل اشتباكات له مع مقاومين محليين بالقرب من مدينة نوى، واستشهد 9 سوريين جراء هذا العدوان الإسرائيلي، كما أصيب أخرون.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع