حقق علماء اختراقا طبيا، غير مسبوق، بعد
نجاحهم في
علاج مرضى سكري من النوع الأول، عقب تلقيهم علاجا تجريبيا على الخلايا
الجذعية.
وأشار العلماء إلى أن عشرة من أصل اثني عشر
مريضا تلقوا العلاج المعروف باسم "زيميسليسيل" لم يعودوا بحاجة إلى حقن
الأنسولين بعد مرور عام على تلقيهم الجرعة، بينما سجل المريضان الآخران انخفاضا
كبيرا في حاجتهم اليومية للأنسولين.
ويرتكز العلاج على تعديل الخلايا الجذعية
لتتحول إلى خلايا جزر بنكرياسية قادرة على إنتاج الإنسولين، وتمت زراعتها في كبد
المرضى حيث بدأت بأداء وظيفتها الحيوية. وأظهرت النتائج تحسنا كبيرا في استجابة
أجسام المرضى لمستويات السكر بعد الوجبات، وارتفعت نسبة الوقت الذي يقضيه المرضى
في مستوى جلوكوز صحي من 50 إلى أكثر من 93 بالمئة خلال عام.
ويعاني جميع المشاركين في الدراسة من نوع فرعي
من
السكري من النوع الأول يعرف بعدم الوعي بنقص السكر، وهي حالة تمنع المريض من
الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم وتؤدي إلى نوبات صرع أو فقدان للوعي أو حتى
الوفاة.
العلاج الجديد الذي طورته شركة
"فيرتكس" الأمريكية، يخضع للتجارب منذ أكثر من عقدين، وينتج الخلايا
الجذعية المخبرية بدلا من الحصول عليها من متبرعين متوفين، ما يوفر مصدرا دائما
ومستقلا للعلاج دون الاعتماد على التبرعات البشرية.
وقال الدكتور تريفور رايخمان، المشارك في
الدراسة وجراح الزرع في شبكة الصحة الجامعية في تورنتو، إن الدراسة تظهر للمرة
الأولى إمكانية توفير علاج آمن وفعال لمرضى السكري من النوع الأول عبر إجراء واحد
فقط، مع الحد الأدنى من المخاطر. وأضاف أن الهدف في المستقبل هو توفير هذا العلاج
لأعداد أكبر من المرضى مع تقليل أو إلغاء الحاجة إلى مثبطات المناعة.
واشترطت الدراسة أن يكون المرضى يعانون من
نوبات فقدان وعي أو إقامات متكررة في المستشفيات بسبب نقص السكر للانضمام إلى
التجربة. وبعد بدء العلاج، وضع المرضى على أدوية مثبطة للمناعة لحماية الخلايا
المزروعة من هجوم الجهاز المناعي.
يشار إلى أن أول مريض تلقى العلاج كان برايان
شيتون عام 2021، وقد شفي من المرض لكنه توفي لاحقا نتيجة مضاعفات صحية مرتبطة
بالخرف، بحسب ما أكدت الشركة المنتجة للعلاج.