كشفت
دراسة علمية حديثة، نشرت في مجلة PNAS، أنّ: "الاعتقاد السائد بأن قلة النشاط البدني هي السبب الرئيسي لزيادة الوزن قد يكون خاطئا".
وبحسب الدراسة التي أجراها فريق بحثي دولي ضم أكثر من 80 عالما، فإنّ: "النظام الغذائي وخاصة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة هو العامل الحاسم في انتشار
السمنة وليس انخفاض معدل الحركة كما كان يعتقد سابقا".
وأشارت المجلة، في تقريرها، إلى أنّ الباحثون قد استخدموا تقنية متطورة تعتمد على الماء المزدوج التسمية لقياس معدلات الأيض بدقة لدى أكثر من 4200 شخص من 34 دولة، تتراوح أنماط حياتهم بين العمال المكتبيين في المدن الحديثة والصيادين وجامعي الثمار في المجتمعات التقليدية.
وأبرزت الدراسة العلمية، أنّ: "المفاجأة الكبرى كانت عندما اكتشفوا أن معدلات حرق الطاقة متشابهة بشكل ملحوظ بين جميع هذه الفئات، رغم الفروق الهائلة في مستويات نشاطهم البدني اليومي".
وأضافت: "هذه النتائج تقلب الموازين في فهمنا لوباء السمنة العالمي، حيث تشير إلى أن الزيادة الكبيرة في استهلاك السعرات الحرارية، وخاصة من الأطعمة المعالجة، هي المسؤولة عن حوالي 90% من مشكلة زيادة الوزن في المجتمعات الحديثة. بينما تبين أن انخفاض النشاط البدني يساهم بنسبة لا تذكر في هذه الأزمة الصحية".
وفي السياق نفسه، يؤكد الباحث الرئيسي في الدراسة، البروفيسور هيرمان بونتزر، أنّ: "هذه النتائج لا تقلل من أهمية
التمارين الرياضية للصحة العامة، لكنها توجه الأنظار إلى ضرورة التركيز على تحسين جودة الغذاء كحل جذري لمشكلة السمنة".
وأضاف بونتزر: "لقد أخطأنا في إلقاء اللوم على قلة الحركة، بينما الحقيقة أن ما نضعه في أفواهنا يوميا هو ما يحدد أوزاننا في المقام الأول"؛ فيما يدعم هذا الرأي خبراء التغذية حول العالم.
من جهته، أوضح طبيب القلب ومدير معهد "الغذاء هو الطب" في جامعة تافتس، البروفيسور داريوش مظفريان، أنّ: "التغيرات في أنظمتنا الغذائية وليس في مستويات نشاطنا هي المحرك الأساسي لأزمة السمنة الحالية".
بدوره، أشار البروفيسور من جامعة نورث كارولينا، باري بوبكين، إلى أنّ: "هذه الدراسة توفّر دليلا قويا يؤكد ما توصلت إليه الأبحاث السابقة حول الدور المركزي للنظام الغذائي في مشكلة زيادة الوزن".
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الاكتشافات تمثل تحولا جوهريا في استراتيجيات مكافحة السمنة، حيث تشير إلى ضرورة إعادة توجيه سياسات الصحة العامة للتركيز على تحسين جودة الغذاء وتقليل استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة، بدلا من الاقتصار على التوصيات العامة بزيادة النشاط البدني.
إلى ذلك، أشارت عدد من التقارير إلى أنّ: "الحفاظ على نمط حياة نشط، يبقى مهما للوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة العامة، حتى لو كان تأثيره المباشر على التحكم في الوزن أقل مما كان يعتقد سابقا".