أعلن رجل الأعمال الأردني طلال
أبو غزالة في بيان أصدره الثلاثاء، احترامه لقرار الحكومة السورية بوقف تجديد ترخيص شركاته في
سوريا، مؤكداً في الوقت ذاته استمراره في دفع رواتب العاملين السوريين في مكتبه بدمشق حتى إشعار آخر.
وأوضح أبو غزالة أنه يحتفظ بوديعة مالية في أحد المصارف السورية بقيمة 650 مليون ليرة سورية٬ أي ما يعادل 65 ألف دولار، إلى جانب 415 مليون ليرة في الحساب الجاري، مؤكداً أنه فوّض هذه الأموال لتُستخدم في تسديد رواتب الموظفين كاملة.
قرار حكومي.. واتهامات "بإنكار الجرائم"
وكان وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، قد أصدر الاثنين، قراراً رسمياً نص على إيقاف تجديد ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" حتى إشعار آخر، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها أبو غزالة خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "المشهد" الإماراتية في 16 تموز/ يوليو الجاري، قال فيها إنه حزين على رحيل الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وبحسب القرار، فإن تصريحات أبو غزالة "تتعارض مع المادة 49 من الإعلان الدستوري السوري للمرحلة الانتقالية"، والتي تجرّم تمجيد نظام الأسد أو إنكار جرائمه أو التهوين منها.
ورغم قرار الإيقاف، ستواصل شركة "طلال أبو غزالة وشركاه للخدمات المحاسبية والمالية المتكاملة المهنية" عملها في تنفيذ العقود الجارية حتى نهاية عام 2025، بحسب نص القرار، على أن يُمنع تجديد ترخيصها أو التعاقد على أي أعمال تخص عام 2026. وقد أوكلت إدارة الشركة حالياً إلى المحاسب القانوني أحمد هيثم العجلاني، مع إمكانية منحه ترخيصاً جديداً مستقبلاً دون صلة بالشركة الأم.
عقوبات سورية دولية ضد أبو غزالة
وفي خطوة تصعيدية لافتة، أعلن وزير المالية السوري، في منشور عبر منصة "لينكد إن"، أنه بصفته محافظاً لسوريا لدى المؤسسات والصناديق المالية الإقليمية والدولية، سيُخاطب تلك الجهات لإبلاغها بتحفظ سوريا على منح أي عقود مستقبلية لشركات أبو غزالة، بسبب مواقفه التي "تنكر تضحيات الشعب السوري"، حسب وصفه.
كما أشار إلى أن الوزارة ستفرض شرطاً جديداً في عقود الاستثمار في سوريا، يمنع المستثمرين والشركات من التعاقد مع أي من شركات أبو غزالة، سواء في مجالات التدقيق أو الاستشارات المالية، وذلك كجزء من شروط الحصول على تراخيص عمل واستثمار داخل البلاد.
وكان أبو غزالة قد أعرب، خلال المقابلة التي أثارت الجدل، عن حزنه لما أسماه "رحيل بشار الأسد عن الحكم"، مشككاً في صحة مقاطع الفيديو التي وثّقت انتهاكات داخل السجون السورية، واصفاً بعضها بـ"المفبركة".