صحافة إسرائيلية

زهران ممداني يتعهد باعتقال نتنياهو إذا فاز بالانتخابات في نيويورك

ممداني قال: سأعتقل نتنياهو فور وصوله إلى مدينة نيويورك- إكس
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، زهران ممداني، صعّد من مواقفه الحادة تجاه الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع، معلناً أنه في حال فوزه بالانتخابات المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، سيأمر شرطة نيويورك باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمجرد وصوله إلى المدينة.

وفي مقابلة مطولة مع الصحيفة نيويورك، وصف ممداني، وهو عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، نتنياهو بأنه "مجرم حرب يرتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة"، مؤكداً عزمه الالتزام بمذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحقه.

وقال ممداني: "هذا أمر أنوي الالتزام به"، موضحاً لأول مرة خططه العملية لتنفيذ وعده، حيث أشار إلى أنه سيأمر الشرطة بتنفيذ عملية الاعتقال فور هبوط نتنياهو في مطار نيويورك.

"لا يمكن الاعتماد على الحكومة الفيدرالية"
شبّه ممداني خطوته المرتقبة بالسابقة التي قام بها جافين نيوسوم عام 2004 عندما خالف القانون الفيدرالي بصفته عمدة سان فرانسيسكو وأصدر تراخيص زواج للمثليين، وهي الخطوة التي مهدت لاحقاً لتغيير دستوري شامل في الولايات المتحدة.

وأضاف المرشح الديمقراطي: "نعيش لحظة لا يمكننا فيها الاعتماد على الحكومة الفيدرالية في القيادة. هذه لحظة يتعين على المدن والولايات أن تُظهر التزامها الحقيقي بقيمنا وشعبنا".

كما أشار إلى أنّ خطوته لن تقتصر على نتنياهو، بل ستشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية عام 2023. وقال: "أرغب في ضمان أن تكون هذه المدينة ملتزمة بالقانون الدولي".

خبراء قانونيون: "مستحيل عملياً"
لكن خبراء قانونيين اعتبروا أنّ خطوة كهذه غير قابلة للتنفيذ عملياً وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الفيدرالي الأمريكي. فالولايات المتحدة ليست طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية ولا تعترف بسلطتها.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد دعا في شباط/فبراير الماضي إلى فرض عقوبات على المحكمة، معتبراً أنها "لا تملك أي ولاية قضائية على الولايات المتحدة أو الاحتلال الإسرائيلي".

وصرّح البروفيسور ماثيو واكسمان من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا قائلاً: "لم يحدث قط أن نُفذ اعتقال كهذا على الأراضي الأمريكية. هذا التصريح أقرب إلى الدعاية السياسية منه إلى سياسة إنفاذ جدية".
ويحظر "قانون حماية الجنود الأمريكيين" الصادر عام 2002 على أي وكالة حكومية أو محلية التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، وإن كان تعديل لاحق للقانون قد سمح بمقاضاة أجانب مشتبه في ارتكابهم جرائم إبادة أو حرب أو جرائم ضد الإنسانية.

بدورها، قالت بيث فان شاك، السفيرة الأمريكية العليا للعدالة الجنائية العالمية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن، إنه من الناحية النظرية قد تكون هناك إمكانية لإجراء اعتقالات بموجب هذا التعديل، لكنها شككت في أن تكون شرطة نيويورك مخولة بتنفيذ مثل هذا الإجراء. بينما أكد تود بوخوالد، الذي شغل المنصب ذاته في عهدي أوباما وترامب، أن التعديل لا يمنح السلطات المحلية مثل هذه الصلاحيات.

أما جورج غراسو، نائب مفوض الشؤون القانونية في شرطة نيويورك بين عامي 1997 و2002، فوصف الفكرة بأنها "غريبة"، موضحاً أنه كان يشرح لرئيس البلدية آنذاك رودي جولياني حدود الصلاحيات القانونية لقسم الشرطة. وقال لصحيفة نيويورك تايمز: "كنت أنظر مباشرة إلى رئيس البلدية وأقول: لا، لا يمكننا فعل ذلك".

تحول في الرأي العام
تأتي تصريحات ممداني في وقت تشهد فيه نيويورك تحولات ملحوظة في الرأي العام تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد أظهر استطلاع أجرته نيويورك تايمز ومعهد "سيينا" أنّ سكان المدينة باتوا أكثر ميلاً لمواقف ممداني بشأن الاحتلال الإسرائيلي والحرب الجارية.

وبحسب الاستطلاع، يتقدم ممداني بهامش ضئيل بين الناخبين اليهود، حيث حصل على نحو 30% من الدعم، متقدماً على العمدة الحالي إريك آدامز والحاكم السابق أندرو كومو.

مع ذلك، قد تعقّد هذه المواقف الجريئة مساعيه لتحسين علاقاته مع زعماء الجالية اليهودية الذين سبق أن أعربوا عن قلقهم من مواقفه، خصوصاً بعد رفضه في وقت سابق إدانة شعار "عولمة الانتفاضة".

وفي المقابل، يتبنى أندرو كومو، الخصم الأبرز لممداني في السباق الانتخابي، موقفاً مغايراً تماماً، إذ يُعد من أشد المؤيدين لإسرائيل. فبعد فترة وجيزة من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلن كومو تطوعه للانضمام إلى فريق الدفاع القانوني عن رئيس الوزراء الإسرائيلي.