كشفت قناة تلفزيونية
تركية مقرّبة من الرئيس، رجب طيب
أردوغان، عن قائمة وُصفت بأنها "بنك أهداف"
داخل دولة
الاحتلال الإسرائيلي، في حال نشوب صراع عسكري مباشر بين أنقرة وتل أبيب؛ ما أثار جدلاً
واسعًا على المستويين الإعلامي والسياسي، بالنظر إلى حساسية التوترات القائمة في المنطقة.
وبحسب ما نقلته القناة،
فإنّ: "القائمة تضمنت مواقع عسكرية واقتصادية إسرائيلية حيوية، أبرزها القواعد الجوية
في النقب و رمات دافيد، إلى جانب مقر وزارة الدفاع ورئاسة الأركان المعروف باسم
"الكيريا" في قلب تل أبيب".
كذلك، تابعت القناة، أنّ: "الأهداف قد شملت موانئ حيفا وأسدود و إيلات،
إضافة إلى منصتي استخراج الغاز البحري تمار و ليفياثان في شرق المتوسط، ومفاعل ديمونا
النووي في صحراء النقب".
إلى ذلك، يأتي تسريب هذه القائمة، في ظل تزايد التوتر السياسي بين
تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع حرب الاحتلال
الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر؛ حيث صعّد أردوغان من خطاباته تجاه
حكومة بنيامين نتنياهو، متهماً إياها بارتكاب "مجازر" بحق المدنيين الفلسطينيين،
وفي المقابل، اتهمت دولة الاحتلال الإسرائيلي، أنقرة، بتوفير دعم سياسي وإعلامي لحركة حماس.
إلى ذلك، تعد القواعد الجوية
التي ذكرتها القناة من أهم مراكز القوة في سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، حيث تستخدم قاعدة
رامات دافيد في شمال فلسطين المحتلة لاستضافة مقاتلات إف-16 وإف-35، بينما تشكل قاعدة
النقب مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية في الجنوب، أما مفاعل ديمونا النووي، الذي ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي الكشف عن تفاصيله، فإنه بحسب القناة: "من أكثر المواقع حساسية على الإطلاق".
ويذكر أنّ وسائل إعلام
عبرية قد أعلنت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تراجعت عن استهداف قادة حركة حماس في تركيا، ونفّذت الضربة
بدلاً من ذلك في قطر، في خطوة يرجح أنها جاءت لتجنب أي تداعيات سياسية أو اقتصادية
مع أنقرة، عضو حلف شمال الأطلسي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد شدّد خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية التي وُصفت بـ"الطارئة" في الدوحة،
على ضرورة تكثيف العالم الإسلامي لجهوده الدبلوماسية لزيادة الضغوط والعقوبات على الاحتلال الإسرائيلي،
معتبراً الهجوم الإسرائيلي على وفد حركة "حماس" بقطر، الأسبوع الماضي، "نقلاً للهمجية الإسرائيلية إلى مستوى آخر".
وأكد أردوغان أنّ: "تركيا
تقف دوماً بجانب قطر، الدولة الصديقة والشقيقة والحليفة"، مشدداً على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تمثل
اليوم "عقلية إرهابية تتغذى على الفوضى والدم ومتجسدة في شكل دولة؛ وأن
حكومة نتنياهو تهدف لمواصلة المجازر والإبادة في فلسطين ودفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى".
وأضاف الرئيس التركي
أنّ: "العالم الإسلامي يمتلك الوسائل والحكمة لإحباط المطامع الإسرائيلية"، داعياً في الوقت نفسه إلى: "التضييق الاقتصادي عليها"، مشيراً إلى أنّ: "تركيا أوقفت جميع التعاملات التجارية مع إسرائيل
منذ عام ونصف، متخلية بذلك عن تبادل سنوي بقيمة 9.5 مليارات دولار".
وأكّد أردوغان، التزام أنقرة بالكفاح حتى قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس،
مع استعداد تركيا لمشاركة خبراتها الدفاعية مع الدول الإسلامية الشقيقة، ومترحماً على
أرواح الفلسطينيين والقطريين الذين استشهدوا في "الهجوم الغادر" الإسرائيلي،
ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى، ومشيراً إلى أنّ: "العدوان الإسرائيلي يشكل تهديداً للمنطقة
ويجب وقفه نهائياً".