حقوق وحريات

فلسطينيو النقب يتظاهرون ضد سياسة هدم منازلهم .. "لن نرحل نحن باقون"

تظاهرة تحت شعار "العزة والكرامة" في مدينة بئر السبع بعد تصاعد عمليات الهدم لمنازلهم – شبكة القدس الإخبارية
تظاهر مواطنون فلسطينيون، في مدينة بئر السبع ضد سياسة الهدم الواسعة التي تشهدها البلدات العربية الفلسطينية في منطقة النقب منذ تشكيل حكومة الاحتلال الحالية.


وحمل المشاركون في المظاهرة التي دعت لها "لجنة التوجيه العليا لعرب النقب" لافتات ورددوا فيها شعارات ضد هدم المنازل، وجاء فيها "السكن حق وليس جريمة" و"قرانا العربية قلب النقب الصامد" و"لن نركع أبدا وعلى أرضنا لن نساوم" و"كفى لهدم البيوت في النقب".

وقد شارك في المظاهرة النائب عن "القائمة العربية الموحّدة" ابن النقب وليد الهواشلة، حيث اعتبر ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من خلال أذرعها ووحدات الرقابة "جريمة إنسانية"، حيث تواصل جرّافات الاحتلال يوميًا هدم البيوت، "دون الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن، ودون حوار مع السكان، ولا تقديم حلول لتأمين حياة كريمة".


وفي تعقيبه على المظاهرة، شدّد الهواشلة على اعتبارها رسالة لحكومة الاحتلال، بأنّ الحراك الشعبي سيستمر حتى يُستجاب لمطالب عرب النقب، وأضاف: "آن الأوان لهذه الحكومة الغاشمة بأن تكفّ عن سياساتها الظالمة التي تستهدف وجودنا كعرب على أراضينا وفي بيوتنا".

وفي كلمة بالمظاهرة قال النائب السابق في "الكنيست" يوسف العطاونة: "ما حدث بالأمس، جريمة وظلم وأنتم أحرار والحر لا يقبل الظلم"، وأضاف: "هذه المظاهرة مهمة ولكن الأهم هو أن هذه الوجوه وهذه الأعداد يجب أن تكون حيث يوجد الهدم ولا خيار آخر لنا فنحن أصحاب حق"، وتابع العطاونة: "لا يمكن أن تتغير معادلة الهدم في النقب إلا بمثل هذه المظاهرات، فالدفاع عن البيت واجب وطني وديني وأخلاقي".

وكانت السلطات الإسرائيلية هدمت الأربعاء، 40 منزلا في قرية السر العربية في النقب بذريعة البناء دون ترخيص، حيث لا تعترف السلطات الإسرائيلية بهذه القرية، وتعتبر منازلها غير قانونية ولا تربطها بالماء والكهرباء ولا توفر مدارس وعيادات صحية فيها، ويعيش في القرية 1500 نسمة، بحسب تقديرات محلية، فيما

وتوجد في النقب بلدات عربية عديدة ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بوجودها، في وقت تخطط فيه لبناء مستوطنات في المنطقة، ويقول المواطنون في النقب إن الهدم يهدد مئات المنازل العربية في قرى النقب، ويؤكد الفلسطينيون في الداخل المحتل، أنهم يتعرضون للتمييز والتهميش والإقصاء، ضمن محاولات إسرائيلية لمحو وجودهم في الأراضي المحتلة عام 1948، ويبلغ عدد الفلسطينيين في الداخل المحتل 2.1 مليون من أصل عدد السكان البالغ نحو 10 ملايين و27 ألفا، بحسب المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي.


وقامت آليات وجرافات سلطات الاحتلال، الأربعاء، بالتعاون مع ما يُعرَف بـ"دائرة أراضي إسرائيل" وبحماية قوات الشرطة، بهدم 40 منزلا لعائلات في قرية "السر" مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع في صحراء النقب، والتي يقطنها نحو 1500 نسمة من بدو فلسطينيي الـ48، وحاول الأهالي التصدي للعملية، فاندلعت مواجهات بالأيدي واحتجاجات انتهت باستخدام الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والاعتداء بالضرب عليهم، في حين لجأ بعض الشبان إلى إضرام النار في المنازل المهددة بالهدم تعبيرا عن احتجاجهم، كما استعانت قوات الاحتلال بمروحية لتأمين الغطاء الجوي لعمليات الهدم.


وتكثف دولة الاحتلال استهدافها "فلسطينيي الداخل" بموازاة حرب إبادة جماعية تشنها في قطاع غزة منذ نحو عامين، وعدوان عسكري دموي ومدمر بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتل.