يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب.
وتشمل الزيارة استقبالًا رسميًا في البيت الأبيض، واجتماعات مغلقة في المكتب البيضاوي، يعقبها حفل عشاء رسمي، قبل المشاركة غدًا في "منتدى الأعمال السعودي – الأمريكي".
وقبيل وصول ولي العهد، أعلن ترامب موافقته على بيع مقاتلات F-35 للسعودية، معتبرًا الرياض “حليفًا رائعًا”، ومؤكدًا أن بلاده ستبحث اتفاقًا أمنيًا واسعًا مع المملكة. وتشمل الصفقة المحتملة نحو 48 طائرة، وهي خطوة تتجاوز القيود السابقة التي ربطت حصول أي دولة عربية على هذه المقاتلة المتقدمة بملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
هذا الإعلان مثّل تحوّلًا بارزًا في السياسة الأمربكية؛ إذ إنها المرة الأولى التي تُطرح فيها صفقة الجيل الخامس دون ذكر أي شرط سياسي يخص "إسرائيل".
صدمة في تل أبيب
وبحسب تحليل للكاتب العسكري عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس، فإن السيناريو الأكثر إثارة لقلق "إسرائيل" هو ليس حصول
السعودية على طائرات F-35 فقط، بل إمكانية أن يتم ذلك من دون تطبيع ومع غياب أي التزام إسرائيلي تجاه “مسار دولة فلسطينية”.
ويشير هرئيل إلى أن قدرة نتنياهو على التأثير على ترامب تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة؛ فالرئيس الأمريكي فرض على رئيس الحكومة وقف الحرب في غزة الشهر الماضي، ووقف الهجوم في إيران في حزيران/ يونيو الماضي، كما نجح في عمليات تحرير رهائن من غزة وإيران على نحو أعطى واشنطن اليد العليا في إدارة الملف الأمني.
ومع هذا التوازن الجديد، لم يعد لدى نتنياهو الكثير ليقوله لترامب أو ليعارضه، خصوصًا بصورة علنية.
لماذا يقلق الإسرائيليون؟
ترى الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية أن منح السعودية مقاتلات F-35 دون مقابل سياسي
يضرب جوهر مفهوم التفوّق العسكري النوعي الذي التزمت به الولايات المتحدة منذ عقود، يمنح الرياض قدرة استراتيجية تقلّص فجوة القوة الجوية بينها وبين “إسرائيل”.
كما يفقد تل أبيب ورقة التطبيع التي استخدمتها لعقود للضغط على واشنطن والعواصم العربية.
ويأتي هذا التطور في لحظة تعتبر فيها السعودية غير متحمسة للتطبيع بسبب الحرب في غزة وصعود الرأي العام الداعم للفلسطينيين.
وقد يستخدم ترامب ورقة التطبيع لاحقًا لإنقاذ نتنياهو داخليًا قبل انتخابات الكنيست.
وترى “هآرتس” أن السعوديين قد يحصلون على ما يريدون الآن—سلاح متطور وحلف دفاعي—من دون دفع ثمن سياسي لإسرائيل، وهو ما لم يكن ممكنًا في عهد الإدارة الديمقراطية قبل “7 أكتوبر”.