ردت الحكومة
السودانية على الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها قائد قوات
الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والتي قال إنها تمتد لثلاثة شهور.
وأعلن وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد الأعيسر، رفض الحكومة للمقترح الذي طرحه "حميدتي".
وقال الأعيسر في بيان إن "ما أعلنه قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة، بشأن هدنة إنسانية لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة تتناقض بشكل صارخ مع الواقع المرير الذي ارتكبته قواته على الأرض. فهذه الميليشيا التي تجردت من كل قيمة إنسانية حاصرت المدنيين العزل، وجوعتهم، وقصفتهم بالطائرات المسيّرة في مدن عدة، وعلّقت بعضهم على الأشجار، ودفنت آخرين أحياء".
وأكد الأعيسر أنه بعد الجرائم التي ارتكبتها الدعم السريع في الفاشر "لا يمكن أخذ حديث قائدها عن "هدنة لاعتبارات إنسانية" على محمل الجد أو الصدق".
وأكد أن "التصريح الذي أدلى به بالأمس ليس سوى محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة".
وطالب الأعيسر المجتمع الدولي "ألا يسمح لنفسه بأن يُستدرج إلى هذا الخطاب المضلل؛ فقد أثبتت التجارب السابقة - وفي مقدمتها هدن اتفاق جدة - أن الجيش السوداني التزم بما وُقع عليه، بينما استغلت الميليشيا تلك الهدن لتمرير إمدادات مرتزقتها من السلاح والعتاد وتحقيق مكاسب عسكرية على حساب المدنيين".
وقال إن "من يمارس القتل والحصار والاغتصاب لا يصنع سلاماً، ولا يؤمن بأي قيمة إنسانية، ومن ينقض العهود لا يمكن الوثوق بوعوده.
وعلى المجتمع الدولي أن يدرك طبيعة هذه المناورة المفضوحة، وأن يقدم معاناة الشعب السوداني على أي اعتبارات سياسية أو دعائية".
والاثنين، أعلن قائد قوات "الدعم السريع" في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن هدنة إنسانية في كافة أنحاء البلاد تمتد ثلاثة شهور. وقال في خطاب جديد إن الهدنة الإنسانية فورية وتشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر. قائلا إن هذه الموافقة تأتي استجابة لمبادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في السودان.
وقال حميدتي إنه يأمل من أن تضطلع الدول الرباعية بدورها لدفع الطرف الآخر إلى التجاوب مع هذه الخطوة ومع الجهود الدولية الرامية لتحقيق مصلحة الشعب السوداني.
وبرغم ذلك، قال حميدتي إنه يأمل إلى حل سياسي شامل في السودان، لكن بشرط أن يستثني الحركة الإسلامية من جماعة الإخوان المسلمين، والمؤتمر الوطني.
وبرر هذا الاستثناء بزعم أن هذه الكيانات "تتحمل كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود".
وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفض اقتراح وقف إطلاق النار المقدم من اللجنة الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة ووصفه بـ “أسوأ ورقة”. وفي تصريحات عبر مقطع فيديو نشره الجيش في وقت متأخر من أمس الأحد، قال البرهان إن المقترح غير مقبول متهما الوسطاء بـ "عدم الحياد" في جهودهم لإنهاء الحرب.
وقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، لوكالة أنباء أسوشيتد برس في وقت سابق، إن أحدث مقترح يدعو إلى هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تعقبها عملية سياسية تستمر تسعة أشهر.
وأودت الحرب المدمرة بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، لكن منظمات الإغاثة تقول إن هذا العدد أقل من العدد الحقيقي، وإن الحصيلة الحقيقية قد تكون أكبر بعدة مرات.
وتسببت الحرب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث اضطر أكثر من 14 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، كما ساهمت في تفشي الأمراض ودفع أجزاء من البلاد إلى المجاعة.