أراد ترامب من قرار مجلس الأمن 2803، المتعلق بخطة السلام في غزة، تعطيل دور الوسطاء، مصر وقطر وتركيا، في بلورة اتفاق حول المرحلة الثانية. ومن ثم بفرض شروط المرحلة الثانية. وبهذا يكون لنتنياهو اليد الطولى في صوْغ تلك الشروط.
منير شفيق يكتب: سياسة نتنياهو هذه، تشمل استفزازا، وتحديّا للوضع العربي والإسلامي، حتى في نظر أكثر الدول تأييدا لمشروع ترامب. كما تشمل استحالة القبول أو الصبر طويلا على سياسات الحرب في غزة، أو لبنان، أو حتى على المستوى العام. ولعل عملية بيت جن في سوريا، تحمل رسالة مباشرة، وغير مباشرة، بأن نتنياهو لا يستطيع ممارسة الاستباحة العسكرية التي يمارسها دون ردّ مناسب
منير شفيق يكتب: لقد أخذ هذا الوضع يتكرسّ، فيما الرأي العام العالمي يتوقع أن حرب الإبادة توقفت، وقد رفعت أو خفتت الضغوط الأخرى العربية والإسلامية والدولية. وبهذا يكون مشروع ترامب قد أنقذ نفسه، وأخرج نتنياهو المنبوذ عالميا من مأزق، من دون أن يلتزم، تماما، بوقف إطلاق النار الذي ترجمه الاتفاق على المرحلة الأولى من مشروع ترامب
منير شفيق يكتب: على ترامب أن يَسمع من غزة، والشعب الفلسطيني كله، ومن العرب والمسلمين، وأحرار العالم؛ أن عليه إلزام نتنياهو بوقف سياساته التي يمارسها، وإلّا فإن العودة إلى الحرب واقعة لا محالة، ومن ثم فإن الهزيمة والفشل بانتظاره، وانتظار نتنياهو أمام الغضب العالمي الذي سيتجدّد، وأمام الفشل العسكري في ميدان المواجهة في غزة
منير شفيق يكتب: تحتَ الدور السياسي، الذي يلعبه ترامب ومساعدوه، يصر نتنياهو على أن يواصل القصف والقضم، كما التضييق على المساعدات، والحرمان من وصول حاجة المستشفيات من الأدوية والمعدات، بل وممارسة سياسة التجويع، وقتل الأطفال، الأمر الذي يفرض على غزة مواجهة مرحلة ثانية، أو ثالثة، من الحرب العدوانية الإجرامية. وهنا يتحمل ترامب ومساعدوه مسؤولية ما يفعله نتنياهو، كما مسؤولية فشل اتفاق المرحلة الأولى من مشروع ترامب، إذا ما عادت الحرب
منير شفيق يكتب: هنا يصبح أمام ترامب، إذا لم يُرِد لمشروعه أن يفشل، ضرورة التهديد، وحتى التنفيذ، بوقف المساعدات العسكرية، الأمر الذي يفرض على نتنياهو أن ينزل على ركبتيه. ولكنه قرار لا يسهل اتخاذه على ترامب، بسبب صهيونيته، وخوفه على نتنياهو والكيان الصهيوني. ولهذا يواجه ترامب مأزقا، بين قرار التهديد بوقف المساعدات العسكرية لإنجاح مشروعه، من جهة، وبين المخاطرة بتنفيذ هذا القرار، مما يتيح فرصة لغزة بألاّ تسمح لنتنياهو بفرض حالة نصف الحرب.
منير شفيق يكتب: هذا التناقض مثّله توجّه ترامب لاستكمال مراحل مشروعه، أو البناء على ما اعتبره نجاحا. أما نتنياهو، فاتجّه ليبحث عن أيّة ذريعة لينسف اتفاق المرحلة الأولى، والعودة إلى الحرب، إن أمكن، أو التأزيم، بما يشبه العودة إلى الحرب، وذلك باستمرار الاعتداءات، وعرقلة إتمام تبادل الجثامين، وإعادة التضييق الأقصى في فتح المعابر ودخول المساعدات، بما فيها الطبية
منير شفيق يكتب: لا بدّ من حشد كل ما يمكن حشده، فلسطينيا، وعربيا، وإسلاميا، وأحرار العالم، لإفشال نتنياهو، والوقوف إلى جانب المقاومة والشعب، ووقف الحرب، وعدم العودة لها، كليا أو جزئيا في غزة
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكيان الصهيوني، وعقد مؤتمر شرم الشيخ، جاءا في أثناء تبادل الأسرى، وإعلان وقف الحرب، وعدم العودة إليها. أي في أثناء الاحتفالات، بنجاح وقف المجازر، وحرب الإبادة والتجويع.
يكتب شفيق:
بالنسبة إلى سبب عدم النزول إلى الشارع، وهو: أن نزول الجماهير إلى الشوارع في الدول العربية، عموماً، له أحد احتمالين: إمّا أن يؤدّي إلى سقوط النظام، وإمّا الانتهاء بمذبحة بين قوات الأمن والجماهير، ابتداءً، حين تكون بضع مئات أو بضع عشرات الآلاف.
إن أول ما يجب، أن يُقرأ هنا، هو فشل نتنياهو، في حسم الحرب عسكرياً، طوال سنتين ويومين. فلو كانت الحرب، قد حسمت عسكرياً، لما كان مشروع ترامب. وهذه هي البدهية الأولى، في بُعدها، المتعلق بعظمة المقاومة، والصمود الشعبي، كما في بُعدها المتعلق، بعدم قدرة الجيش الصهيوني، وعزلة كيانه، دولياً، وتخبّط نتنياهو بين مصلحته الشخصية، وبين القراءة الدقيقة لموازين القوى، داخلياً وخارجياً.
منير شفيق يكتب: إن قبول ترامب بردّ حماس، وبهذه السرعة وهذه الطريقة، ما كان ليحصل لولا مساومة بين ترامب وبين أطراف عربية وإسلامية، كانت قد أيّدت المشروع بلا إبداء تحفظات، وفيه ما فيه من "ثغرات"، حتى من وجهة نظرها
يكتب شفيق:
إنّ مشروعاً يحمل كل هذا الانحياز للكيان الصهيوني، سيواجِه ألواناً من المقاومات والعثرات، وذلك لصدامه مع موازين القوى. وأوّلها ما يعانيه كل من ترامب ونتنياهو، من عزلة دولية.
منير شفيق يكتب: لا بدّ من اتخاذ موقف إيجابي من وقف الحرب. أما مناقشة البنود الأخرى فمسألة ضرورية، وإلّا فشل وقف الحرب، أو وقعت كارثة على القضية الفلسطينية، وعلى العرب والمسلمين، وأحرار العالم، وعلى الرأي العام العالمي، في مصلحة نتنياهو
انتقل الوضع في غزة، إلى مرحلة جديدة، خلال الأسبوع الفائت. فمن جهة، تصاعدت عمليات المقاومة. وثبت أن استراتيجية "عربات جدعون2" آيلة إلى فشل. وذلك بالرغم من التصعيد، الذي راح الجيش ينزله بسكان غزة، على مستوى القتل الجماعي والتجويع، كما على مستوى التوسّع في التدمير، أكثر من ذي قبل، من جهة أخرى.
منير شفيق يكتب: أصبح الوضع العسكري للحرب في قطاع غزة مرشحا، عسكريا وسياسيا ودوليا، ليؤدي إلى سقوط كل رهان على نتنياهو وترامب في كسب الحرب، وذلك على عكس أوهام الذين يدعون إلى الاستسلام