سياسة عربية

مقطع فيديو يثير الجدل حول تهديدات ضد الطائفة العلوية في سوريا.. ما حقيقته؟ (شاهد)

تتهم القبائل العربية قوات قسد بقتل النساء واغتصابهن - يوتيوب
تتهم القبائل العربية قوات قسد بقتل النساء واغتصابهن - يوتيوب
تداولت حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر تهديدات موجهة من قبل عشائر عربية سنية في سوريا إلى الطائفة العلوية في مناطق الساحل.

وقد حظي المقطع بعدد كبير من المشاهدات، وسط انتشار واسع له على منصات مختلفة، في إطار موجة من المقاطع التي تروج لاحتقان أهلي في البلاد.

وانتشر الفيديو بعد الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، الذي ينحدر من الطائفة العلوية، مما أثار مخاوف من تصاعد التوترات الطائفية في سوريا.

ويأتي هذا المقطع ضمن سياق يشهد تصاعداً في الخطابات المثيرة للانقسام، مما يزيد من التحديات التي تواجه عملية بناء الاستقرار في البلاد بعد سنوات من الصراع.

اظهار أخبار متعلقة


وتم تداول مقطع الفيديو مصحوباً بعبارات تُزعم أن "عشائر عربية سنية في المنطقة الوسطى السورية تطالب بإبادة الطائفة العلوية في الساحل السوري". وقد أثارت هذه العبارات، جنباً إلى جنب مع المقطع، ردود فعل واسعة، وسط مخاوف من تصاعد الخطاب الطائفي وتأجيج الاحتقان الأهلي في البلاد.

عند التحقق من مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع، تبين أن السياق الذي يُروّج له مضلل. وأظهر التحقيق أن المقطع خضع لعملية تحرير، حيث تمت إضافة أصوات إليه لتغيير معناه الأصلي.

ووفقاً للتحقيق، فإن المقطع الأصلي تم تصويره قبل عامين، ونشرته وسائل إعلام سورية محلية، من بينها شبكة "أورينت"، في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2022. ويُظهر المقطع الأصلي سياقاً مختلفاً تماماً عما يتم ترويجه حالياً، مما يؤكد أن الهدف من التعديلات كان إثارة الفتنة الطائفية وتضليل الرأي العام.

اظهار أخبار متعلقة


أفادت وسائل إعلام سورية، في وقت سابق، بأن شيوخ العشائر والقبائل السورية، بما في ذلك قبيلة البكّارة النافذة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، كانوا قد طالبوا بالتحرك ضد انتهاكات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي كانت تسيطر على المنطقة بدعم من الولايات المتحدة.

وظهر شيوخ قبيلة البكّارة في الفيديو الأصلي، الذي تم تصويره قبل عامين، بالتزامن مع موجة احتجاجات اندلعت بعد اتهامات لعناصر تابعة لـ"قسد" بـ"اغتصاب وقتل سيدتين نازحتين في إحدى قرى ريف دير الزور"، بالإضافة إلى قتل شاب.

وطالب المحتجون آنذاك بمحاسبة المتورطين وإعادة تشكيل مجلس عسكري لدير الزور من أبناء المنطقة.

وأشار معلقون إلى أن لهجة المتحدث في الفيديو المُحرَّف، والذي تمت إضافة أصوات إليه لتغيير سياقه، تبدو "حضرية" ولا تعكس اللهجة المستخدمة بين القبائل في شرق سوريا، مما يؤكد أن المقطع قد تم تزويره.

اظهار أخبار متعلقة


وبالنسبة للحسابات التي شاركت في نشر الفيديو الزائف، لوحظ أنها تتبنى بشكل متكرر خطاباً دعائياً مؤيداً لنظام بشار الأسد، وتعبر في منشوراتها عن المصالح الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها في المنطقة.

كما قامت بعض الحسابات الكردية بنشر المقطع، مما يسلط الضوء على استخدام الفيديو كأداة لتأجيج الفتنة الطائفية وتعزيز الأجندات السياسية في سوريا.
التعليقات (0)

خبر عاجل