رأى المحلل العسكري
الإسرائيلي في
صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع٬ أنه "لا حاجة لتجميل الواقع٬ الاتفاق المتحقق لوقف النار وتحرير المخطوفين والمخطوفات هو سيئ لإسرائيل، لكن لا مفر من قبوله٬ دولة تورطت في حدث خطير ومركب جدا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 مدينة بدين أخلاقي لمواطنيها ومواطناتها الذين سحبوا من أسرتهم أو للمجندات والجنود الذين تركهم الجيش لمصيرهم".
وقال إن "الحادثة القاسية أمس في بيت حانون وبعامة المعارك المريرة في جباليا يمكنها أن تدل على مشكلة مركزية في الاتفاق ترتبط بالعودة إلى القتال. 55 ضابطا وجنديا فقدناهم في هذه الجبهة منذ تشرين الأول/أكتوبر، 15 منهم فقط في الأسبوع الأخير في بيت حانون".
وأكد أن "كل هذا يقع في منطقة يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي منذ الآن ويدعي بأنه حقق الحسم ومعظم السكان نزحوا. غير أن المقاتلين والضباط يشهدون بأن الحملة لا تجري كما ينبغي٬ فحجم القوات كان أصغر من المطلوب وهي ليست مزودة بما يكفي من الآليات الثقيلة".
وأضاف أنه في "
لواء الناحل يعترفون أيضا بأن موضوعا لا يجري الحديث فيه بشكل كافٍ: المقاتلون متعبون جدا. هم يقاتلون على نحو متواصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر٬ وقلما يعودون إلى بيوتهم. آثار التعب واضحة عليهم".
اظهار أخبار متعلقة
وقال يهوشع إن كل هذا يدفعنا إلى التساؤل "إذا كان الاتفاق يسمح بعودة السكان إلى شمال القطاع فكيف بالضبط ستضمن إسرائيل القدرة على العودة للقتال إذا ما قررت
حماس بأنها لن تواصل الاتفاق؟ الأثمان ستكون أعلى بأضعاف مما دفعناه حتى الآن".
وتابع أن "الانسحاب بالذات من محور فيلادلفيا، الذي كان حتى قبل بضعة أشهر صخرة وجودنا حسب رئيس الوزراء، يبدو أقل خطرا. أما إغراق المنطقة بسكان مدنيين بالمقابل، فسيجعل استئناف القتال كابوسا".
وأضاف: "بالمقابل، فإن الأخطاء القاسية في بيت حانون تدل على أن الجيش بحاجة عاجلة إلى الانتعاش وكذا إلى تبديل القادة ممن اعترفوا بمسؤوليتهم عن 7 تشرين الأول/أكتوبر. قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، أخطأ بشدة في توزيع المسؤولية عن الجبهات".
وتابع: "تبين أن فرقة
غزة مسؤولة أيضا عن المنطقة العازلة على طول كل خط الحدود، عن رفح في جنوب القطاع وعن المعارك في بيت حانون. هذا حجم غير معقول من مهام من أنواع مختلفة تماما، مما خلق الفجوة الفتاكة في الانتباه وفي الوسائل لدى الفرقة وفي قدرتها على التصدي لحجم المقاومة من حماس".
اظهار أخبار متعلقة
وختم قائلا: "بعد 15 شهرا منذ بدأت الحرب، الجيش لم ينجح حقا في تقويض الذراع العسكري لحماس، والذي هو مسؤوليته. المستوى السياسي، بالمقابل، لم يعمل على خلق بديل سلطوي في غزة. وهكذا نحصل على اتفاق ندفع فيه ثمنا باهظا يفترض أن ندفعه على صفقة شاملة وليس على صفقة جزئية، بعدها ستختفي رافعات الضغط التي تستهدف ضمان المراحل التالية٬ ويتبقى الأمل في أن الرئيس ترامب على الأقل أعطى وعودا بالمقابل، والأهم – أنه يقصد أيضا الإيفاء بها".