صحافة دولية

NTY : لماذا أصبح وقف إطلاق النار في غزة والحفاظ عليه مسؤولية ترامب؟

ترى الصحيفة أن برنامج ترامب يمكن تطبيقه  في ظل الإضطرابات الحادة بالشرق الأوسط - جيتي
ترى الصحيفة أن برنامج ترامب يمكن تطبيقه في ظل الإضطرابات الحادة بالشرق الأوسط - جيتي
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن وقف إطلاق النار الذي تفاخر به، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب به،بات من مسؤوليته العمل على تثبيته.

وقالت إنه قبل أن نفحص المخاطر والضعف في وقف إطلاق النار في غزة، "دعونا نرحب حتى بأقل ما قد يحققه". وإن إطلاق بعض الأسرى وزيادة المساعدات الإنسانية غير المقيدة إلى غزة ولعدة أسابيع، هي أخبار جيدة في حد ذاتها.

وأكدت الصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار كان نتيجة من الجهود الحثيثة التي بذلتها إدارة بايدن والوسطاء في مصر وقطر والدفعة التي حصلت عليها المفاوضات في اللحظة الأخيرة من دونالد ترامب.

وساد نقاش طويل حول من له الفضل بالتوصل إليه في النهاية ومن الذي كان مسؤولا عن تأخيره لوقت طويل، إلا "ان الحقيقة التي لا جدال فيها هي تمتع الولايات المتحدة بنفوذ على قوى الشرق الأوسط، بما في ذلك مصير هذا الإتفاق، وهو ما سيتطلب منها جهودا ضخمة".

اظهار أخبار متعلقة


وتحدثت الصحيفة عن مراحل الإتفاق المعروفة الآن، حيث تم توضيح المرحلة الأولى بتفاصيل، والتي تشمل على الإفراج عن 33 أسير إسرائيلي من المرضى ومن هم في سن الخمسين أو أكبر. وستفرج إسرائيل عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وكذا زيادة الدعم الإنساني لغزة وبداية الإنسحاب من التجمعات المدنية. وسيتم التفاوض على المرحلة الثانية أثناء تنفيذ الأولى. ويتم في الثانية الإفراج عما تبقى من الأسرى والإنسحاب الإسرائيلي الكامل.

وتظل الثالثة غير واضحة حتى الآن ولكنها تتحدث عن إعادة جثث الأسرى وبداية الإعمار.

وتشير الصحيفة إلى أن السؤال الهام، هو من سيدير غزة بعد وقف إطلاق النار؟ وهو ما سيترك مجالا واسعا لأي من الطرفين التراجع كما فعلوا في المرات السابقة.

وتذكر الصحيفة بالإتفاقات المرحلية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وتاريخها البائس، ذلك أنها تعتمد على وفاء الطرفين بشروط كل مرحلة، كما تشهد مصائر أوسلو، وأوسلو الثانية، والخليل، وواي ريفر، والعديد من "عمليات السلام" الأخرى.

بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأتباعه في اليمين المتطرف فحقيقة الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس وعدم تدميرها بالكامل هو أمر لا يطاق.

ولم يتخل المتطرفون اليمينيون، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير الذي استقال من وزارة الأمن يوم الأحد الماضي٬ عن طموحاتهم من توسيع الإستيطان إلى غزة وضم الضفة الغربية واستثمار النجاحات ضد حزب الله وإيران.

وبالنسبة لحماس فإنها ستحاول استخدام  الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين لتعزيز مكانتها بين الفلسطينيين.

اظهار أخبار متعلقة


كل هذا يضع مسؤولية كبيرة على إدارة ترامب ومواصلة العملية ومنعها من الخروج عن المسار.  وتقول إن الفضل نسب إلى الرئيس ترامب، في دفعه نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق النار، أولا من خلال التحذير في أوائل كانون الثاني/ يناير الماضي٬ من أن "الجحيم سوف يندلع" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول الوقت الذي سيتم فيه تنصيبه، ثم بعث صديقه القديم ومبعوثه الجديد إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للضغط شخصيا على نتنياهو.

وقد مكن هذا رئيس الوزراء من إخبار جماعته اليمينية بأنه لم يعد لديه خيار، لأن الرئيس الذي كانوا يتطلعون لرئاسته لا يدعم موقفهم في هذا الأمر.

إلا أن هذا الجهد ليس مبررا لكي يزعم ترامب أن وقف إطلاق النار حدث بسبب "انتصارنا التاريخي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي".

فالصفقة التي دفع بها ترامب إلى المرحلة الأخيرة، هي نفسها التي اقترحها الرئيس جو بايدن في أيار/مايو الماضي، وكان سيتم تبنيها على أي حال. وعليه، فلو كان ترامب يعتقد أنه لعب دورا فعالا في الإتفاق، فعليه تحمل المسؤولية عن استمرار وقف إطلاق النار ومصيره.

ولكن هذا لا يعني أنه سيفعل ذلك، فقد كان المطلب الواضح الوحيد الذي طلبه ترامب من إسرائيل هو إطلاق سراح الأسرى في الوقت المناسب  وقبل تنصيبه. ويشير تاريخ ولايته الأولى في البيت الأبيض إلى قلة التعاطف مع الفلسطينيين وعدم الاهتمام بـ "حل الدولتين" الذي كان "الكأس المقدسة" للدبلوماسية الأمريكية لسنوات عدة.

اظهار أخبار متعلقة


ولعل تصرفاته بعد دخوله البيت الأبيض تقدم صورة عن عدم الإكتراث. فمن بين أول قرارات ترامب التنفيذية، كان رفع العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على العشرات من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين وجماعات المستوطنين. وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن وقف إطلاق النار سيصمد، أبدى القليل من الاهتمام بالصراع.

وقال: "هذه ليست حربنا. إنها حربهم". وتعلق الصحيفة ان ترامب مهتم أكثر بالبناء على اتفاقيات التطبيع التي رعاها في ولايته الأولى، ووافقت فيها دول عربية مثل الإمارات على إقامة علاقات دبلوماسية مع الاحتلال.
التعليقات (0)