صحافة إسرائيلية

ليفني: الدعوات لاستئناف القتال في غزة "صبيانية"

ليفني: ستتحول الحرب إلى صراع لا معنى له وتتعمق عدم شرعية "إسرائيل"- جيتي
ليفني: ستتحول الحرب إلى صراع لا معنى له وتتعمق عدم شرعية "إسرائيل"- جيتي
مع انقضاء خمسة عشر شهراً من الحرب العدوانية على غزة، والرفض الإسرائيلي المتعمد لمناقشة حل واقعي للقطاع، فقد أدى ذلك إلى استنتاج واضح، مفاده أنه طالما بقيت حكومة اليمين في السلطة، فإن الخطر سيبقى ماثلا.

تسيبي ليفني زعيمة المعارضة ووزيرة الخارجية السابقة قالت: "أستطيع أن أتفهم من ’تنقلب’ بطونهم عندما يرون ’حماس’ باقية في السلطة في غزة، معدتي تتقلّب أيضاً، لكن هذا لا يحدث بسبب صفقة التبادل، بل بسبب الفشل الذي بدأ في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا، ويتمثل في رفض الحكومة المتعمد لمناقشة اليوم التالي، واستبدال ’حماس’ في غزة، وبسبب من لا يفرقون بين ’حماس’ الجهادية والسلطة الفلسطينية التي تنسق أمنياً معنا".

اظهار أخبار متعلقة


وأضافت في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "جيش الاحتلال خاض حرباً على كل الجبهات، وحقق ’إنجازات’ عسكرية، ودفعت عائلات جنوده القتلى والجرحى أثمانا باهظة، لكن الدولة بعد أشهر عديدة من الحرب المكثفة، أصبحت منفصلة عن الواقع، وبات من الواضح أنه لا يوجد نصر مطلق يقتصر على الجانب العسكري فقط، فلا يستطيع الجيش أن يطيح بنظام لا يمكن استبداله، أو يدمر منظمة مسلحة حتى آخر عناصرها، دون تغيير طويل الأمد للحكومة".

وأشارت إلى أن "ما يحتاج إليه الإسرائيليون ليس سنوات أخرى من الحرب المتواصلة، بل اتفاقيات إقليمية تحت رعاية أمريكية ضد ’حماس’، تشمل إعادة المختطفين، واستبدال السلطة الفلسطينية بـ’حماس’، وتعزيزه بقوات إقليمية إضافية، والترويج للتطبيع مع السعودية، وبفضل هذا التحالف، يستطيع الجيش الإسرائيلي الحفاظ على قدرته على العمل ضد ’حماس’، والاستفادة من ’إنجازاته’ العسكرية في ساحات أخرى، كالضربة القاسية التي تلقاها المحور الإيراني، لإحداث تغيير في الواقع الأمني الإقليمي بمرور الوقت".

وأوضحت أنه "كان ينبغي لحكومة اليمين أن تخلص إلى هذه الخطوة، بالتوازي مع الحرب في وقت أصبح فيه العالم كله مشتركا، ولا يزال هذا الأمر ممكنا، حيث يجدد رئيس الولايات المتحدة التزامه بإعادة المختطفين، وينفي شرعية ’حماس’ كحكومة، ويسعى لتحقيق التطبيع مع السعودية، وهذا هو ’النصر الكامل’ الحقيقي، وهذه فرصة تاريخية، إذا لم تستغلها ’إسرائيل’، فستجد نفسها أمام خيارين سيئين لأمنه وقدرته على الصمود".

وأكدت أن "خسارة الاحتلال لن تتوقف على فشل الصفقة، والتخلي عن باقي المختطفين، بل إن الخيارات المتبقية ستكون الأسوأ، أخطرها التدهور للسيطرة على غزة، وإعادة احتلالها، ما يشكل حلم قِلة من اليمين، لكنه كابوس لغالبية الإسرائيليين، لأننا سنكون مسؤولين عن الرفاه والاقتصاد والصحة والتعليم لملايين الفلسطينيين، فيما تتواصل المقاومة ضد كل إسرائيلي في القطاع وخارجه، جنودا ومستوطنين، مع احتمال ضعيف بأن تظل ’حماس’ في السلطة".

وأشارت إلى أنه "بعد خمسة عشر شهراً، فإن الوعد بأن النصر المطلق لن يأتي إلا إذا واصلنا القتال هو وعد صبياني في أفضل الأحوال، أو مسيحاني ساخر في أسوأ الأحوال، وسيتمكن حالمو المستوطنات بغزة من مواصلة الاحتفال، ويتمكن نتنياهو من البقاء في السلطة، بثمن باهظ يدفعه المختطفون، والجنود الذين سيواصلون المخاطرة بحياتهم، وستتحول الحرب إلى صراع لا معنى له، وتتعمق عدم شرعية ’إسرائيل’، ويتعرض الجنود للملاحقة في الخارج".

اظهار أخبار متعلقة


وأوضحت أن "أمن دولة الاحتلال يتطلب في بعض الأحيان دفع ثمن باهظ، لكن من المدمر أن ندفع ثمناً باهظاً من أجل بقاء الحكومة، وبسببها تم تسويق مبرر واه لاستمرار الحرب، مع أن صفقة التبادل ليست هي التي تبقي ’حماس’ في غزة، بل الفشل السياسي المستمر منذ 15 شهرا، وهنا لا حاجة للجنة تحقيق في هذا التقصير، لأننا أمام سياسة فاشلة مفتوحة أمامنا جميعا، لن تؤدي لعدم تحقيق النصر الكامل فحسب، بل ستؤدي إلى التخلي عن بعض المختطفين، وستلطخ سمعة الدولة".


التعليقات (0)

خبر عاجل