صحافة دولية

كلينتون يكشف لأول مرة: بوتين ضحى بحياة طاقم "كورسك" لحماية أسرار نووية

كلينتون أشار إلى أن بوتين رفض المساعدة الدولية لمنع الوصول إلى التكنولوجيا النووية الروسية- الأناضول
كلينتون أشار إلى أن بوتين رفض المساعدة الدولية لمنع الوصول إلى التكنولوجيا النووية الروسية- الأناضول
اتهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بتعمد عرقلة جهود الإنقاذ الدولية بعد غرق الغواصة "كورسك" عام 2000، من أجل حماية أسرار بلاده النووية، وفقا لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك".

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن كلينتون، الذي كان رئيسا وقت الكارثة قبل 25 سنة تقريبًا، أدلى بهذه التصريحات في وثائقي من جزأين يحمل عنوان "كورسك: 10 أيام شكّلت بوتين"، والذي يُعرض الثلاثاء على قناة "سكاي هيستوري".

وأضافت المجلة أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها كلينتون علنا عن الكارثة التي أسفرت عن مقتل 118 بحارًا كانوا على متن الغواصة الروسية.

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت المجلة إلى أنه في 12 آب /أغسطس 2000، بعد ثلاثة أشهر فقط من تولي بوتين منصب الرئاسة، هزّ انفجارٌ الغواصة النووية الروسية "كورسك".

الانفجار نجم عن تسرّب بيروكسيد الهيدروجين وتفاعله مع مادة محفزة، ما أدى إلى فشل طوربيد من طراز 65-76A في حجرة الطوربيدات الأمامية، وهو الانفجار الثاني الذي أدى إلى غرق الغواصة.

ورغم العروض الدولية للمساعدة، فقد رفض بوتين التدخل الخارجي لمدة خمسة أيام. وفي 16 آب /أغسطس، أعلن أن البحرية الروسية تبذل كل ما في وسعها لإنقاذ الطاقم، رغم أن المسؤولين الروس كانوا يعلمون بوفاة أفراد من الطاقم منذ 14 آب /أغسطس، وفقًا لموقع ميدوزا الروسي المستقل، لكن تشير التقديرات إلى أن 23 بحّارًا نجوا من الانفجار الأوّلي.

وفي 20 آب /أغسطس، قال بوتين خلال اجتماع مع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية: "سنفعل كل ما في وسعنا حتى اللحظة الأخيرة لإنقاذ كل من يمكن إنقاذه. سنقاتل من أجل كل حياة، وسنأمل في الأفضل".

حماية الأسرار على حساب الأرواح؟
وقالت المجلة، بحسب كلينتون، إن بوتين رفض المساعدة الدولية لمنع وصول أي جهة أجنبية إلى التكنولوجيا النووية الروسية، حتى لو كان الثمن التضحية بحياة الطاقم.

ويقول كلينتون في الوثائقي، وفقا لصحيفة "التايمز" البريطانية: "بوتين كان يعلم أنه إذا نزلنا هناك، فسنكتشف أشياء عن تكنولوجيتهم لا يمكن محوها من الذاكرة".

ولم يتضح ما إذا كان كلينتون قد قدّم أدلة تدعم ادعاءاته.

اظهار أخبار متعلقة


وأعرب كلينتون عن أمله في أن تسهم جهوده في دفع روسيا نحو الديمقراطية بعد الحرب الباردة، لكنه أدرك سريعًا أن بوتين كان مصممًا على استعادة مجد بلاده.

وقالت المجلة إنه تم إنتاج الوثائقي من قبل شركة "هيدن لايت"، التي تمتلكها جزئيًا هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي.

ماذا قالوا أيضا؟

ويقول كلينتون في الوثائقي: "كنت داعمًا لذلك، لكن عليك أن تحدد معنى أن تكون دولة عظيمة. كنت قلقًا من أن بوتين سيجلب نسخة جديدة من القوة الصارمة".

ويضيف: "اعتقدت أنه يمكننا إيجاد طريقة للعمل معه، لكن اتضح أنه كان لديه أجندة مختلفة تمامًا. كنت أرى فيه إمكانات هائلة لقيادة روسيا نحو عالم أكثر انفتاحًا وترابطًا. لكنه لم يفعل ذلك".

أما بوتين، فقد أخبر كلينتون خلال اجتماع في نيويورك في أيلول /سبتمبر عام 2000، وفقا لمحفوظات مكتبة كلينتون الرقمية، وقال: "شعرنا بالعجز التام خلال هذه الكارثة. يبدو الآن أن الطاقم بأكمله توفي خلال 60 أو 90 ثانية. لم نتمكن من إخبار العائلات، لكن كان هناك فجوة بعرض مترين في هيكل الغواصة، غمرت أول ثلاثة أقسام بالمياه. لست متأكدًا حتى من كيفية انتشال الجثث. هناك الكثير من سمك القد في تلك المياه، وربما لم يتبق أي لحم على العظام. حاولنا تهدئة هذه الضجة، لكنْ هناك أناس غريبي الأطوار استمروا في تأجيجها. هذه هي الحياة".

التعليقات (0)

خبر عاجل