سلطت صحيفة "
لوموند" الفرنسية الضوء
على الدور الذي يمكن أن يلعبه "رجل الظل" المقرب من بوتين، كيريل
ديمترييف، في استعادة العلاقات الاقتصادية الطبيعية بين
روسيا والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن كيريل ديمترييف الذي يشغل منصب رئيس صندوق الثروة السيادي
الروسي، كان ضمن الوفد الذي أرسله بوتين إلى السعودية لإجراء مفاوضات مع الولايات
المتحدة بهدف تعزيز التقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقد أجرى ديمترييف العديد من المحادثات التي
أكد على إثرها إمكانية استئناف العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة في الشهور
القليلة القادمة.
وحسب ديمترييف، فإن العقوبات أثرت على واشنطن
أكثر من موسكو، حيث خسرت الشركات الأمريكية 300 مليار دولار بعد مغادرتها السوق
الروسية، وخاصة شركة إكسون موبيل التي لم تتمكن من بيع حصتها البالغة 30 بالمئة في
مشروع "سخالين1" للغاز والنفط في روسيا، حيث قام الكرملين بحظر البيع.
وأضاف ديمترييف أن إدارة الرئيس الأمريكي
السابق جو بايدن نشرت الكثير من المعلومات المغلوطة والكثير من الرسائل الخاطئة،
مؤكدا أن الاقتصاد الروسي يتطور بشكل جيد.
اظهار أخبار متعلقة
أهمية رفع العقوبات
أشارت الصحيفة إلى أن مساعدي فلاديمير بوتين
يروجون باستمرار رسالة مفادها أن "العقوبات لا تؤثر على روسيا"، لكن
وجود ديمترييف في الرياض يؤكد تعويل الروس على التقارب الاقتصادي مع واشنطن لإنقاذ
الاقتصاد الروسي الذي يعاني بسبب الحرب والتضخم ونقص اليد العاملة وقلة
الاستثمارات.
واعتبرت الصحيفة أن كيريل ديمترييف، الرجل الذي
يثق به الرئيس بوتين ويرأس صندوق الثروة السيادي الروسي، يمتلك الشخصية المثالية
لإقناع واشنطن برفع العقوبات.
وقد أدرجت الولايات المتحدة ديمترييف ضمن قائمة
الشخصيات الروسية الخاضعة للعقوبات منذ الساعات الأولى لغزو أوكرانيا في 24 شباط/
فبراير 2022، كما أن صندوق الثروة الروسي الذي يرأسه، يقع أيضا تحت طائلة
العقوبات، وقد وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بصندوق بوتين الأسود.
كيف أصبح مقربا من بوتين؟
ذكرت الصحيفة أن كيريل ديمترييف يبلغ من العمر
49 عاما، وقد ولد في كييف وتخرج من جامعتي ستانفورد وهارفارد، وعمل في شركات
غولدمان ساكس وماكنزي. كما أنه قاد في موسكو خلال العقد الأول من القرن الحالي شركة
"دلتا برايفت إيكويتي"، وهي صندوق استثمار أمريكي روسي، ثم عمل لدى
الملياردير الأوكراني فيكتور بينتشوك، صهر الرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما،
حيث أدار صندوقه الاستثماري.
وبحسب الصحيفة فإن ديمترييف أصبح مقربا من بوتين
بعد زواجه من ناتاليا بوبوفا، وهي صديقة لابنة بوتين الصغرى كاتيرينا تيخونوفا،
وقد عينه في عام 2011 على رأس صندوق الاستثمار السيادي الروسي.
العلاقة مع واشنطن
أضافت لوموند أن ديمترييف لعب منذ الولاية
الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دور الوسيط بهدف إنشاء قنوات اتصال غير
رسمية مع واشنطن. وقد التقى في سيشيل مع إريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر العسكرية
الخاصة، وأحد المانحين للحزب الجمهوري. كما أنه التقى مع أنطوني سكاربوتشي، مستشار
ترامب، وذلك على هامش منتدى دافوس.
وأكدت الصحيفة أن عودة دونالد ترامب إلى البيت
الأبيض أعادت ديمترييف إلى الواجهة مجددا، حيث لعب خلال الفترة الماضية دورا بارزا
في عملية تبادل الدبلوماسي الأمريكي السابق مارك فوغل، الذي كان مسجونا في روسيا
منذ 2021، مع الروسي ألكسندر فينيك، المدان في الولايات المتحدة بغسيل الأموال.
اظهار أخبار متعلقة
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص
للشرق الأوسط، والذي ذهب إلى موسكو خلال الأيام الماضية خصيصا لاستعادة مارك فوغل:
"هناك رجل في روسيا يدعى كيريل، كان له دور مهم في هذه القضية وأصبح وسيطا
مهما بين الطرفين".