صحافة دولية

"الغارديان": لندن ونيويورك.. حين انتصر الأمل على الخوف

، يرى خان أن وجوده ووجود ممداني في مواقع قيادية هو أقوى رد عملي على الكراهية.. إكس
، يرى خان أن وجوده ووجود ممداني في مواقع قيادية هو أقوى رد عملي على الكراهية.. إكس
نُشر هذا المقال في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية يوم الخميس 6 نوفمبر 2025، وأعدّه الصحفي دانيال بوفي من ريو دي جانيرو، وقد قامت عربي21 بترجمته وتحريره ضمن متابعتها للتقارير الدولية التي ترصد التحولات السياسية في الغرب وصعود القيادات المسلمة التقدمية في كبرى المدن العالمية.

في الوقت الذي كان فيه ظهران ممداني يخوض الساعات الأخيرة من حملته الانتخابية في شوارع نيويورك الباردة، كان صادق خان، عمدة لندن المسلم الأول، يشارك في قمة مناخية حارة في ريو دي جانيرو. وبين المدينتين اللتين تُعدان من أكبر المراكز الحضرية في العالم، نشأت لحظة رمزية ذات دلالة عالمية: فوز سياسي جديد يجسد تنامي نفوذ المسلمين التقدميين في الغرب، وانتصار خطاب الأمل والتعددية على الخوف والانقسام.

خان: "الأمل لم يمت"

من على منصة متحف الفن الحديث في ريو، قال خان أمام نحو 300 رئيس بلدية من مختلف دول العالم: "الأمل لم ينتهِ بعد". كان حديثه عن التحديات المناخية، لكنه أضاف لاحقًا بعد إعلان فوز ممداني: "كما في لندن، اختار سكان نيويورك بين الأمل والخوف… وفاز الأمل".

خان، الذي ينحدر من عائلة باكستانية مهاجرة إلى بريطانيا عام 1968، يرى في صعود ممداني ـ ابن الأكاديمي الأوغندي الشهير محمود ممداني والمخرجة العالمية ميرا ناير ـ انعكاسًا لتجربة الهجرة المسلمة في الغرب، وتحولها من هامشية اجتماعية إلى حضور قيادي سياسي مؤثر.

تشابه في التجربة.. وتكامل في الرسالة

كلا الرجلين يجسدان مزيجًا فريدًا من الهوية المتعددة والانتماء الوطني الراسخ، ما يجعلهما هدفًا للهجوم من اليمين المتطرف من جهة، وللنقد من بعض اليسار الراديكالي من جهة أخرى.

خان يمثل جناح "اليسار اللين" في حزب العمال البريطاني، الذي يجمع بين العدالة الاجتماعية واحترام آليات السوق.

ممداني، من جهته، يُعدّ من أبرز الوجوه اليسارية داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، إذ دعا إلى أجرٍ أدنى بقيمة 30 دولارًا في الساعة، وفرض ضريبة بنسبة 2% على الدخل السنوي الذي يتجاوز مليون دولار.

ورغم اختلاف السياقين، يجمعهما الخطاب الاجتماعي الإنساني: مكافحة الغلاء، حماية المستأجرين، والدفاع الصريح عن القيم الليبرالية المتعددة الثقافات.

خط الدفاع عن التعددية في وجه الشعبوية

يتعرض خان منذ فوزه الأول في 2016 لحملات تشويه من اليمين البريطاني، وصلت إلى حد اتهامه بالرغبة في "تطبيق الشريعة" في لندن، بل استخدمت صور تفجيرات 7 يوليو في الدعاية ضده.

وعلى الجانب الآخر، واجه ممداني هجمات مشابهة من خصومه المحافظين، أبرزها تصريحات أندرو كومو الذي تساءل: "تخيلوا لو وقع 11 سبتمبر جديد، هل سيصفق ممداني؟" ـ في إشارة فجّة استحضرت الإسلاموفوبيا في أوضح صورها.

حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كتب في منصته "تروث سوشال": "أي يهودي يصوّت لممداني، وهو معادٍ لليهود، هو شخص غبي".

ورغم هذه الموجة، يرى خان أن وجوده ووجود ممداني في مواقع قيادية هو أقوى رد عملي على الكراهية: "مجرد كوننا بريطانيين ومسلمين وليبراليين وناجحين، يعني أن المتطرفين على الطرفين ـ اليمين المتطرف والمتشددين الإسلاميين ـ على خطأ".

التقاطع السياسي.. المدن كجزر للأمل

يرى محللون أن فوز ممداني يعزز نموذجًا سياسيًا بدأ يتبلور في العواصم الكبرى: مدن كبرى يقودها زعماء تقدميون يؤمنون بالعدالة الاجتماعية، والانفتاح الثقافي، والعمل المناخي. مراكز حضرية تقف في مواجهة القومية الشعبوية التي تتصاعد في دولها.

ويعلّق خان قائلاً: "ما يكرهه الزعماء الشعبويون هو رؤية ديمقراطيات ليبرالية ناجحة يقودها أبناء المهاجرين. لندن مثال حي على ذلك، ونجاحها هو مشكلتهم، لا مشكلتي".

https://www.theguardian.com/politics/2025/nov/05/sadiq-khan-zohran-mamdani-message


اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل