مدونات

هنا غزة.. هنا فلسطين

محمد سرسك
"كيف يأمل الغزاة يوما أن نفارق هذا الوطن، أو حلم العودة إلى حضنه"- جيتي
"كيف يأمل الغزاة يوما أن نفارق هذا الوطن، أو حلم العودة إلى حضنه"- جيتي
غزة وفلسطين تقاسمتا الجوع والخوف في وجه الطغيان.

مردت غزة كما فلسطين كلها على الدماء ومقارعة الغزاة. يتضوَّع المسك في أنحائها وأنوائها، والمجد يسمو فوق جراحها، والنصر يزهو مسطرا فوق عتبات تاريخها، فهي أتقنت لعبة الألم ودحر الغزاة.

يشي ثراها بأهازيج الحصاد معطّرة بالندى، ومواويل الأعراس مخضَّبة بالحنّاء، وزيت في زيتونها يكاد يضيء، وتراب معجون بكثير من أمانينا وأحلامنا وآلامنا، وقصص عشق ضجت في شغاف قلوبنا وهامت في ثنايا ضلوعنا.

كيف يأمل الغزاة يوما أن نفارق هذا الوطن، أو حلم العودة إلى حضنه، فنتوسد أشجاره أو نفترش بساتينه، وتصدح أغانينا في سمائه، ونغوص في بحره مرات كثيرة ونغتسل بأرجوانه كل مرة كأنها المرة الأولى.

هذا منطق لا يدركه التجار والغزاة، لن يلامس أبدا خوالجهم وأفكارهم، كيف يكون الوطن شركة أو عقارا أو سهما في سوق المال؟ ألم يدع هرتزل إلى إنشاء شركة لتوطين أبناء دينه في فلسطين؟!

إنه الوحش الرأسمالي الغربي في أبشع تجلّياته، هذا ما انتهى إليه فلاسفتهم وقساوستهم، وهذا ما صوّرته لهم أطماعهم ورغباتهم وعنفوان غطرستهم، ثم احتفى به كهنة يهوذا. 

لن يروا يوما ما نراه، فهم يلهثون دوما خلف العجل الذهبي ليعبدوه، ذلك الذي يأخذ شكلا جديدا في كل عصر، فهو يتقن التناسخ جيدا.

سنبقى كما نحن نحب الوطن، وهذا الزمان سجال بيننا حتى ننتصر ويندحر الغزاة.
التعليقات (0)