موظف سابق في مايكروسوفت: الشركة تهتم بالربح المادي على حساب الدم الفلسطيني (شاهد)
عربي21- قدامة خالد25-Apr-2507:58 AM
0
شارك
أكد نصر أن قرار فصله هو وزملائه الآخرين تعبير عملي عن سياسات الشركة الواضحة والصريحة منذ بداية الحرب- حسابه على إنستغرام
لم يكن فصل شركة مايكروسوفت للمهندستين ابتهال أبو سعد وفانيا أغراوال، أول حالات الطرد لموظفين رفضوا تعاونها مع جيش الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة عبر برمجيات الذكاء الاصطناعي.
وأقالت الشركة الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر 2024 مهندس البرمجيات حسام نصر، والباحث وخبير البيانات عبده محمد؛ لأنهما نظما وقفة احتجاجية إحياء لذكرى الشهداء الفلسطينيين في غزة، ولجمع التبرعات في حرم الشركة.
واعتبر المهندس حسام نصر في مقابلة خاصة مصورة مع "عربي21"، أن هذا القرار إجراء تعسفي، مؤكدا أنه يدل على خوف الشركة من حملة مقاطعة منتجاتها التي أسسها هو وزملاء له، رافضين لتعاون مايكروسوفت مع جيش الاحتلال.
وأكد نصر أن قرار فصله هو وزملائه الآخرين، (عبده محمد، ابتهال أبو سعد، فانيا أغراوال)، ما هو إلا تعبير عملي عن سياسات الشركة الواضحة والصريحة منذ بداية الحرب، المتمثلة بدعم واضح وصريح وغير مشروط لجيش الاحتلال.
ولفت إلى أن عدد موظفي مايكروسوفت الرافضين لتعاونها مع جيش الاحتلال كبير، ويزداد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن بعضهم قد يكون لديه ظروفه الخاصة لهذا لا يقدم استقالته من الشركة.
وتاليا نص الحوار كاملا:
- كيف تصف قرار مايكروسوفت بفصلك أنت وزملاء آخرين بسبب موقفكم من الحرب على غزة، ورفضكم لدعم الشركة للاحتلال عبر الذكاء الاصطناعي؟
برأيي هذا القرار إجراء تعسفي ويدل على الجُبن والخوف، يعني الشركة خائفة من حملتنا وتحركاتنا وخائفة أيضا من العمل الذي نقوم به، وهو فضح جرائمها المتمثلة بالضلوع في الإبادة الجماعية ضد أهلنا في غزة، ولذلك هي قررت فصل أي موظف يجرؤ على مناهضة هذه العلاقة الدموية بينها وجيش الاحتلال.
وللأسف، هذا الأمر يتسق مع سياسات الشركة، من ثم غير مفاجئ لأن سياساتها كانت واضحة وصريحة من بداية ما يحدث في غزة، وهي دعم واضح وصريح وغير مشروط لجيش الاحتلال.
إضافة إلى ما كشفناه مؤخرا حول تزويد الشركة لجيش الاحتلال بالخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي والتخزين، وغيرها من الخدمات التي تستخدم بشكل مباشر في عمليات القتل والإبادة الجماعية في غزة.
من ثم الشركة تقوم بالتربح على دم الفلسطينيين ومن جرائم جيش الاحتلال في غزة، ولهذا فصلها لموظفين اعترضوا على هذا الأمر، هو للأسف أمر متسق مع سياساتها وحفاظها على هذه العلاقة الدموية المربحة بالنسبة لها.
- بحسب إطلاعك كم يُقدر عدد الموظفين الرافضين لهذه العلاقة بين مايكروسوفت وغيرها من شركات التكنولوجيا مع جيش الاحتلال؟
في الحقيقة، عددهم كبير وفي تزايد أيضا؛ لأن الموظفين وخاصة في شركة مثل مايكروسوفت كثير منهم انضم إليها بسبب وعودها بأنها شركة أخلاقية تلتزم بمبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول، وأن لديها التزامات تجاه حقوق الإنسان، التي اتخذتها كذريعة لسحب استثماراتها من روسيا بعد شن الحرب على أوكرانيا.
كما قامت من قبل وفقا لهذه الالتزامات بسحب استثماراتها من شركة ذكاء اصطناعي إسرائيلية "آني فيجن"، كانت تقوم بمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية، بعد حملات ضغط مشابهة لحملتنا على الشركة لسحب هذه الاستثمارات.
من ثم أشخاص كُثر كانوا ينضمون لمايكروسوفت بالذات، تطلعا إلى أنها أكثر أخلاقية من غيرها من شركات التكنولوجيا، وحينما يكتشفون أن عملهم يتم استخدامه في تمويل وتزويد الأسلحة التكنولوجية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنهم يشعرون بأنه تم خداعهم، لذلك صُدم كثير منهم وانضموا لحملتنا.
أيضا موظفون كُثر عرفوا عن طبيعة علاقة مايكروسوفت بجيش الاحتلال بعد تحركات واحتجاج ابتهال أبو سعد وفانيا أغراوال الأخير، ولهذا، بعدها زادت نسبة المشاركة والتوقيع على عريضتنا بأرقام غير مسبوقة، أيضا اكتشفنا زيادة ملحوظة في رسائل الدعم القادمة من موظفين ومهندسين آخرين في شركات تكنولوجيا أخرى، وهذا يدل على أن الرفض لهذا التعاون يتزايد.
- لكن، لماذا لا يُقدم هؤلاء الموظفون الرافضون لسياسات هذه الشركات استقالتهم منها؟ هل هناك بنود قانونية في عقودهم تمنعهم من ذاك؟
في الحقيقة، للأسف هناك ثقافة عامة من الخوف والرعب من اتخاذ هذا القرار، لعدة أسباب، منها مثلا، أن هناك كثيرا من العرب أو المسلمين، موجودون في أمريكا بفيزا، ولديهم التزامات تجاه أسرهم وما إلى ذلك، وهذا يجعل من تخليهم عن وظائفهم المربحة أمرا مُكلفا وصعبا للغاية.
بالإضافة إلى أن اللوبي الصهيوني في أمريكا، لا يكل ولا يتوقف عن التشهير بأي شخص يتخذ موقفا صلبا وواضح لدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين، وهذا الأمر ساعد في خلق مناخ عام من الخوف والرعب من التحدي أو التصدي لهذه الموجة الصهيونية، ولكن مع ذلك، يزداد عدد الرافضين.
ورسالتنا لهؤلاء الناس، هي أن هناك العديد من الطرق للمشاركة في الحملة دون التضحية بالوظيفة، ونقول لأي موظف يجد لديه هذا الموقف ولا يستطيع أن يتخلى عن وظيفته، ولكن بنفس الوقت لا يقبل أن تتلطخ أمواله بدماء الشهداء الفلسطينيين بأن ينضم إلى حملتنا، فلدينا العديد من الأدوار التي يمكن أن يمارسها دون المخاطرة بوظيفته.
- أشرت إلى حملة لكم ضد الشركة لو تعرفنا عليها أكثر، كذلك قد يعدها مؤيدو الشركة بأنها حملة شخصية انتقامية بسبب فصلكم، وليست حملة ذات مبادئ إنسانية، كيف ترد على ذلك؟
حملتنا اسمها "لا آزور للفصل العنصري - No Azure for Apartheid" وهي حملة عمالية قامت من عمال مايكروسوفت الحاليين والسابقين، وانطلقت بعد بداية الإبادة الجماعية في غزة بوقت بسيط.
وتهدف الحملة إلى إيصال صوت موظفي مايكروسوفت الرافضين لتواطؤ شركتهم مع جيش الاحتلال، واستخدام عملهم والبرمجيات التي يكتبونها في تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة التكنولوجية، التي تسمح له بتنفيذ الإبادة الجماعية في غزة.
وبدأنا هذه الحملة التي شاركت في تأسيسها أنا ومجموعة من موظفي مايكروسوفت، عندما رأينا أن موقف الشركة بعد بدء الإبادة الجماعية في غزة، كان واضحا وصريحا، حيث أرسلت رسالة لكل موظفي الشركة تقول فيها؛ إنها تقف مع إسرائيل.
أيضا قامت الشركة بتشجيع الموظفين على التبرع لـ"إسرائيل"، ضمن برنامج "مماثلة"، تقوم فيه بالتبرع بدولار واحد من أموالها مقابل كل دولار يتبرع به الموظف.
وبالطبع بعد هذه الأحداث، كثير منّا اهتز وتحرك وارتعب، ليس فقط بسبب الجرائم التي نراها تُرتكب في غزة، بل أيضا نتيجة إدراكنا أن عملنا والبرمجيات التي نشتغل عليها قد تكون مشاركة في هذا الأمر.
ومن ثم فحملتنا أصلا بدأت قبل أن يتم الانتقام مني أو من عبده وفانيا وابتهال، وبدأت بسبب أننا كموظفين في الشركة لديهم ضمير، رافضون أن يتم استخدامنا في تسهيل أو تسريع وتيرة الإبادة الجماعية ضد إخوتنا، وكان يجب علينا إيصال صوتنا الرافض لهذا الأمر، وفي الحقيقة الشركة هي التي انتقمت منا وليس العكس.
مثلا، قامت الشركة بفصلي وزميلي عبده محمد بعد شهور طويلة من بدء الحملة، وبعد محاولات مستميتة منهم للتشهير والتنكيل بنا ومعاقبتنا بالطرق كافة، ومع ذلك، لم نكل ولم نمل وبقينا مكملين طريقنا.
أنا شخصيا قبل أن يتم فصلي، تعرضت للتهديد وحققت إدارة شؤون الموظفين معي أكثر من مرة بسبب تعليقاتي وكلامي ودفاعي عن القضية الفلسطينية، ما أدى إلى خسارتي للمكافآت والحوافز. حتى قبل فصلي من العمل أيضا، خسرت إمكانية الترقي، ومن ثم هم عاقبوني بالعقوبات كافة التي تمكنوا منها قبل فصلي.
ولذلك، على العكس، الشركة هي التي انتقمت من موظفين رفضوا استخدام عملهم لتسهيل الإبادة الجماعية، وكان سهلا جدا عليها أن تخرج وتقول؛ إنها لن نقوم بدعم الاحتلال وأنها ستلتزم بمبادئها المُعلنة وباحترامها لحقوق الإنسان، وأنها لن تسمح لجيش الاحتلال باستخدام التكنولوجيا الخاصة بها، عندها كان من الممكن ألا يكون هناك أي مشكلة.
- تحدثت عن دعم مايكروسوفت للاحتلال، لكن هل هذا الدعم هدفه الربح المادي فقط، أم لقناعتها بصدق روايته؟
في الحقيقة، السبب هو مزيج بين الأمرين، بمعنى لا شك أن هناك بعض القائمين على الشركة، ومسؤولوها مؤمنون بالصهيونية فعلا، وإنهم صهيونيو القناعة، ولكن في النهاية مايكروسوفت هي شركة هدفها الربح، ومن ثم كأي شركة تهدف للربح، تكون قراراتها نابعة من ما يولد ربحا أكثر.
وللأسف، نحن نعيش في عالم وزمن أصبحت فيه الإبادة الجماعية سياسة وتجارة مربحة، تقوم الشركات بالتربح من خلالها على دم الفلسطينيين، وأصبحت فلسطين حقل تجارب لأحدث التكنولوجيات والأسلحة وأدوات القمع على مستوى العالم، التي يتم استخدامها بعد ذلك على الجسد الفلسطيني، ثم يتم تصديرها لأنظمة القمع الأخرى في العالم.
وهذه ليست المرة الأولى، ولكننا الآن نشهد أول إبادة جماعية باستخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ومن ثم هذا أنشأ تجارة مربحة جدا لجميع شركات التكنولوجيا، ليس فقط مايكروسوفت، بل أيضا المزودون الأمريكيون الكبار للتكنولوجيات السحابية، وهم أمازون وغوغل، هم مشاركون مع جيش الاحتلال بعقد قيمته 1.2 مليار دولار عبر برنامج نيمبوس.
وعليه، هدف حملتنا والمقاطعة تحميل هذه الشركات تكلفة مادية أكبر من قيمة هذه العقود، بحيث إذا كانت فعلا تفكر بشكل ربحي مادي بحت، نحن نقلب الموازين بحيث تصبح المشاركة في الإبادة الجماعية والتهجير والفصل العنصري للفلسطينيين سياسة مُكلفة ماديا وليست مُربحة، وهذا هو هدفنا في نهاية المطاف.
- هل تعرضت والموظفين الرافضين لسياسة مايكروسوفت الداعمة للاحتلال، لتهديدات من جماعات ضغط أو أفراد داعمين له خارج نطاق الشركة؟
للأسف هذا الأمر حصل، يعني أنا شخصيا تم التشهير بي أكثر من مرة على منصات الصهاينة، والهدف تخويف وبث الرعب في نفوس المدافعين عن القضية الفلسطينية.
وكان منهم مجموعة اسمها "إيقاف معاداة السامية - StopAntisemitism"، حيث نشرت منشورا عني في شهر أيار/ مايو 2024، تطالب فيه مايكروسوفت بفصلي، وحينما تم ذلك، قامت بنشر الخبر قبل أن تأتيني مكالمة الفصل بساعة ونصف.
ويبدو أن هناك تواطؤا، إن لم يكن مشاركة فاعلة بين هذه المجموعات ومايكروسوفت، أو هناك تسريب يتم في مستويات عالية من اتخاذ القرارات في الشركة بينها وبين هذه المجموعات.
في المقابل، قامت مجموعات داخلية في الشركة بتقديم شكاوى إلى إدارة الشركة، تشتكي فيها من أن مايكروسوفت لا تقوم بتوفير الحماية الكافية لموظفيها المسلمين والعرب من حملات التشويه والتنكيل والتشهير.
ولكن للأسف، الشركة لم تقم أبدا بالتحرك قيد أنملة للدفاع عن هؤلاء الموظفين، ولكن والحمد لله، هذا الأمر لا يرعبنا، بل يزيدنا قناعة وإيمانا بعدالة قضيتنا، ومواصلة الكفاح حتى تحرير فلسطين بإذن الله.
- لكن، هل اكتفت هذه المجموعات بالتهديد اللفظي والتشهير، أم تعرضتم لتهديدات جسدية بالقتل أو غيره؟
على حد علمي، الحمد لله، لم يصل الأمر إلى هذا الحد، الذي حدث هو قيام موظف من موظفي مايكروسوفت في الكيان الصهيوني بإرسال رسائل خاصة لموظف آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتوت على تهديد للشعب الفلسطيني بالكامل، قال فيها: "مات منكم 45 ألف، وهذا ليس بكاف، بل سنقتلكم جميعا؛ نساء وأطفالا، ولن نترك منكم أحدا".
وانتشرت بعد ذلك صور لهذه الرسائل، وعلى إثر ذلك، طالبت منظمات داخل الشركة وموظفون عرب ومسلمون بمحاسبة هذا الموظف، وبالفعل تم فصله، ولكن بعد ضغط كبير جدا استمر لعدة أيام، تم فصلي أنا وزميلي عبده محمد في اليوم نفسه الذي أقمنا فيه وقفة حداد؛ تكريما لأرواح شهداء غزة.
- طالبتم في حملتكم الناس بمقاطعة منتجات مايكروسوفت، ما هي البدائل التي تقترحونها عليهم، علما أن مثلا نظامها التشغيلي ويندوز يحوز على نسبة 70 بالمئة من السوق العالمي بحيث يلتزم الناس المقاطعة، وفي ذات الوقت يجدون ما يلبي رغباتهم الوظيفية؟
فيما يخص بديل نظام ويندوز، هناك أنظمة تشغيل عدة بديلة، منها ماك الذي يتم استخدامه في أجهزة أبل، أيضا هناك نظام التشغيل لينكس، الذي يتوفر منه أنواع كثيرة تتناسب واحتياجات كل شخص، وأنا شخصيا أنصح باستخدامه.
ولكن أيضا أريد إيصال رسالة مهمة، الكثير قد يكون من الصعب عليهم مقاطعة نظام ويندوز، وبالطبع نحن مقدرون لهذا الأمر، وفي الوقت نفسه، لا نريد أن يكون قرار المقاطعة صعبا أو ثقيلا على الشخص بحيث يمنعه من المشاركة نهائيا.
لذلك، حددت الحملة أولويات معينة لمقاطعة مايكروسوفت، بحيث حتى لو الشخص غير قادر على مقاطعة مُنتج مُعين مثل ويندوز أو أوفيس أو أوتلوك وغيرها، يمكنه على الأقل مقاطعة المنتجات التالية.
أولا: الألعاب التي تطورها الشركة، والتي تشمل كاندي كراش، وCall of Duty، وماين كرافت وإكس بوكس، أيضا مقاطعة الألعاب التي يتم تطويرها من قبل الشركات المملوكة لمايكروسوفت.
ثانيا: مقاطعة أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها، مثل السماعات وغيرها التي تنتجها مايكروسوفت.
ثالثا: مقاطعة Microsoft Copilot، وهو نظام الذكاء الاصطناعي الذي طورته واستثمرت فيه بمليارات الدولارات.
ولهذا، فإن مقاطعته يهدد ربحها وهو هدف حملتنا، من ثم إن لم يتمكن الشخص من مقاطعة جميع منتجات مايكروسوفت، يمكنه مقاطعة ما ذكرته أو بعضها.
- ما تعليقك على استمرار عمل بعض الموظفين العرب في شركات التكنولوجيا، رغم دعمها لجيش الاحتلال واستمرار الإبادة الجماعية؟
في البداية، الله أعلم بظروف كل إنسان، ولكن كل ما يمكنني قوله، هو أن كل شخص سواء يعمل في شركة تكنولوجيا أو غيرها، أي شخص عربي أو مسلم أو أي شخص لديه ضمير، يجب أن يُحضر إجابة ليوم القيامة الذي يُسأل فيه أمام الله: "أين كنت، ماذا فعلت حينما كان يتم إبادة إخوتك في غزة وفلسطين؟".
إبادة جماعية نراها على كل شاشات التلفزة على مدار 18 شهرا، والناس يستنجدون بنا ويموتون، ونراها على تلفزيوناتنا وهواتفنا، نرى أطفالا دون رؤوس، ونساء وأشلاء ومجازر لا يتخيلها العقل.
ونحن فعليا مشاركون في الإبادة الجماعية، وليس فقط متفرجين، بالذات الذين يعملون في شركات التكنولوجيا، أيضا الذين يعيشون في الدول الغربية ويدفعون ضرائب يتم استخدامها لتمويل هذه الإبادة.
كيف سنغسل أيدينا من هذا الدم؟! كيف سنقف أمام ربنا ونقول كنا وكنا.. نعمل ماذا؟ كيف كنا صامتين! أنا لن أستطيع التعليق على دور كل شخص، لكن أتمنى أن يجد كل شخص إجابة يقولها أمام الله.
وبكل صراحة، أقول لأي شخص يعمل في شركة متواطئة مع الاحتلال بالشكل الذي تشارك به الشركات التكنولوجية الكبيرة، وعلى رأسها مايكروسوفت: لا أعتقد أن هناك أي خيار يتسق مع مبادئ الإنسانية أو حتى الدين، إلا خيار واحد بين اثنين، إما مغادرة الشركة وإنهاء التواطؤ مع الاحتلال، وإما الانضمام للحركات العمالية مثل حملتنا التي تسهم في إنهاء هذه الشراكة.
لأننا كموظفين في الشركة، لدينا قوة أكبر بكثير من خارج الشركة، يعني شخص مثل ابتهال أو فانيا لم يكن يستطيع إيصال صوته بالشكل الذي استطاعوا إيصاله إلا لو كانوا داخل الشركة، ويستطيعون أن يكونوا في المكان الذي كانوا موجودين فيه، وتتمكن ابتهال من أن تقف وتواجه مصطفى بهذا الشكل.
من ثم، إما أن تكن ابتهال أو أن تشارك في الحملة التي كانت خلف ابتهال أو أن تترك الشركة تماما، أنا أرى أن هذه هي الخيارات الوحيدة التي تتسق مع المبادئ الإنسانية في هذا الوقت.
- أخيرا، هل عرضت شركات تكنولوجيا عربية عليك وعلى زملائك المفصولين من مايكروسوفت أي فرصة عمل؛ دعما لموقفكم الرافض للإبادة الجماعية في غزة؟
في الحقيقة، قام بعض الناس بالتواصل معنا، ولكن على حد علمي لم يكن هناك جهد جاد في تطوير بدائل لهذه الشركات، ولكن بصراحة أرى أن الأولوية في الوقت الحالي، يجب أن تكون إنهاء الإبادة الجماعية في غزة وهذه الحرب المتوحشة.
وشخصيا، هذا هو ما يشغل تفكيري وتركيزي الذي وضعت فيه كل مجهودي الفترة الحالية، مواصلة الكفاح والتكلم بكل ما أوتيت من قوة حتى تحرير فلسطين بإذن الله.