أثار الهتاف جاء
خلال المقطع المصور المعروض من قبل الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب على نظيره الجنوب
إفريقي سيريل رامافوزا، خلال اجتماع رسمي جدلا واسعا
وتضمن الفيديو
هتافًا شهيرًا يقول: "اقتل المزارع، اقتل الخنزير"
(Kill the Boer, Kill the Farmer)،
وهي عبارة ترتبط بتاريخ الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، لكنها تظل مثار
انقسام شديد حتى اليوم.
ويعود الهتاف
الذي استخدم في مقطع الفيديو، إلى فترة النضال ضد نظام الأبارتايد العنصري، وكان يستخدم
حينها كشعار تعبوي من قبل ناشطي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC).
وقد أكدت الإعلامية والسياسية الجنوب
إفريقية "تشيدي ماديا" في مقابلة مع CNN أن الهتاف "كان موجها إلى النظام
وليس للأفراد"، مضيفة أن "الخنزير والمزارع" كانا رمزين للسلطة
القمعية، وليس دعوة للعنف ضد أشخاص بعينهم.
وقالت ماديا إن
"الأغنية كانت مثيرة للجدل بالفعل، لكنها تظل مرتبطة بتاريخ مقاومة طويل في
جنوب إفريقيا، ولا تزال بعض المحاكم تعتبرها محمية بموجب حرية التعبير
السياسي"، مشيرة إلى أن "السؤال الحقيقي هو: هل استمرار ترديد الهتاف في
الحاضر أمرٌ غير لائق أم تهديد فعلي؟".
اظهار أخبار متعلقة
محاكم وجدل
قانوني
في العام 2022،
حكمت "محكمة المساواة" في جنوب إفريقيا بعدم اعتبار شعار "اقتلوا
البوير" (التي تعني المزارعين من أصل هولندي) خطاب كراهية، معتبرة أنه
"تعبير سياسي" لا يحرض على العنف بشكل مباشر، ومع ذلك، لا تزال جماعات
مدنية ومنظمات تمثل المزارعين البيض تطالب بمنع هذا النوع من الهتافات، معتبرة أنه
"يُبقي على رواسب الكراهية العرقية".
وبحسب تقارير إعلامية
كشفت مصادر في الوفد الجنوب إفريقي قالت إن الرئيس رامافوزا تعامل مع الفيديو
بـ"اتزان"، مؤكدًا أن "العنف الزراعي" في بلاده لا يستهدف
مجموعة عرقية بعينها، بل هو جزء من ظاهرة الجريمة العامة التي تعاني منها البلاد.
وفي تصريحات غير
رسمية نقلت عن دبلوماسيين جنوب إفريقيين، أوضحوا أن العرض كان "محاولة
استفزازية" من ترامب، الذي كثيرًا ما يستخدم ملفات حساسة مثل هذه لأغراض
انتخابية أو لتعزيز صورته في الداخل الأمريكي.
يعود أصل هذا
التصعيد إلى آذار / مارس الماضي، حين بعث ترامب برسالة غير رسمية عبر وسطاء إلى
القيادة الجنوب إفريقية، معبرًا عن "قلقه من تدهور وضع المزارعين
البيض"، وهو الخطاب الذي قوبل برفض رسمي من حكومة رامافوزا، واعتُبر محاولة
للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
كما أن الجدل
يأتي وسط حملة متصاعدة من اليمين الأمريكي، ووسائل إعلام مثل Fox News، التي تروج منذ سنوات
لفرضية "إبادة البيض" في جنوب إفريقيا، رغم رفض منظمات حقوق الإنسان
لتلك المزاعم.
ديمقراطية
مضطربة.. وهوية منقسمة
تقول ماديا، في
حديثها لـCNN: "جنوب إفريقيا ما تزال تتصارع مع
ذاكرتها التاريخية"، مشيرة إلى أن الديمقراطية التي أُسست بعد عام 1994 ما
زالت تواجه تحديات، من أبرزها إعادة تعريف الهوية الوطنية، وحق الأقليات في
التمثيل، والعدالة الانتقالية.
وأضافت:
"لدينا مشاكل كثيرة، لكننا نعيش في ديمقراطية صاخبة وحقيقية.. وحرية التعبير
فيها ليست خيارًا، بل مكوّن أساسي".