أعلنت الهيئة
العامة للقوى العاملة
الكويتية إلزام جميع العمال الأجانب في القطاع الخاص بالحصول
على "إذن مغادرة" من صاحب العمل قبل مغادرة البلاد، بدءًا من الأول من تموز
/ يوليو المقبل، بموجب تعميم وزاري أصدره النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير
الداخلية، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح.
وقالت الهيئة
في بيان رسمي نُشر عبر منصة "إكس"، إن هذا القرار "يأتي في إطار
تنظيم العلاقة التعاقدية بين أصحاب الأعمال والعمالة الوافدة، وضبط حركة المغادرة
بما يقلل من المخالفات المرتبطة بالسفر دون إشعار مسبق، ويحقق التوازن في الحقوق
والواجبات للطرفين".
ورغم وصف السلطات
للخطوة بأنها "تنظيمية"، إلا العمال اعتبروها عودة صريحة لأحد أبرز
أركان نظام
الكفالة التقليدي، الذي ظل محل انتقاد لسنوات من منظمات حقوق الإنسان
الدولية، بسبب ما يمنحه من سلطة لصاحب العمل للتحكم بحرية العامل في التنقل والسفر.
اظهار أخبار متعلقة
ويُعيد هذا
القرار العمل بصيغة "الخروج بإذن الكفيل"، والتي سبق أن خففتها الكويت
جزئيًا خلال السنوات الأخيرة ضمن جهودها لإصلاح سوق العمل وتحسين بيئة الاستثمار
والامتثال للمعايير الدولية، وكانت السلطات قد سمحت سابقًا للعمال بتغيير صاحب
العمل في حالات محددة، دون موافقة الكفيل، في محاولة لكسر بعض القيود المرتبطة
بالكفالة.
وبحسب بيانات
رسمية، تستضيف الكويت أكثر من مليوني عامل وافد، يشكّلون نحو 70 بالمئة من القوى
العاملة في البلاد، معظمهم يعملون في القطاع الخاص.
وقد أدى نظام
الكفالة إلى بروز قضايا عديدة تتعلق بانتهاكات حقوق العمال، من بينها حجز جوازات
السفر، والتأخر في صرف الأجور، ومنع السفر أو إنهاء العقود دون أسباب واضحة.
اظهار أخبار متعلقة
وعلى مستوى
الخليج، لا تزال السعودية تفرض قيودًا مشابهة من خلال نظام "الخروج
والعودة"، فيما اتخذت قطر خطوات متقدمة عبر إلغاء إذن الخروج منذ عام 2018،
حتى للعمالة المنزلية في 2020، أما الإمارات، فتنص قوانينها على عدم أحقية صاحب
العمل باحتجاز جواز السفر، أو منع المغادرة دون أمر قضائي.
حتى الآن، لم
تُصدر منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش أو منظمة العفو الدولية بيانات بشأن
القرار الكويتي الجديد، إلا أن مواقفها السابقة تشي برفض واضح لأي تدابير تعيد
سلطة الكفيل على حركة العامل، وكانت تلك المنظمات قد طالبت مرارًا بإلغاء إذن
الخروج ووصفت الكفالة بأنها "نظام يفتح الباب للعبودية الحديثة".