يتنامى القلق
بين شباب "
جيل زد" في الولايات المتحدة، وسط شعور متزايد بالعجز عن
تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي، وهو ما دفع كثيرين للتشكيك في إمكانية
تحقيق ما يُعرف تقليديًا بـ"الحلم الأمريكي".
ووثقت هذه
الحالة من الإحباط الصحفية جيسيكا غروس في مقال رأي نشرته صحيفة
نيويورك تايمز
بعنوان: "لا منزل، لا تقاعد، لا أطفال: كيف يرى جيل زد مستقبلهم؟"،
عارضة فيه شهادات واقعية تكشف حجم المأزق الذي يعيشه هذا الجيل.
وكشفت غروس في
بداية مقالها قصة "إليزابيث"، وهي شابة أمريكية تبلغ من العمر 27 عامًا،
كانت تعمل معلمة لتدريس التاريخ والدراسات الاجتماعية، لكنها اضطرت لترك وظيفتها
الأساسية بسبب تدني الأجور، وانتقلت إلى وظيفة أخرى براتب لا يتجاوز 32 ألف دولار
سنويًا.
ورغم طموحها
بالحصول على تأمين صحي جيد والزواج وتكوين أسرة، إلا أن هذه الأحلام تبدو بعيدة
المنال، حتى إن أكثر ما تتمناه حاليًا هو ألا تصبح مشردة.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت غروس
أن حالة إليزابيث ليست استثناءً، بل تعكس قلقًا واسعًا بين أبناء جيل زد، وأشارت
إلى أنها تلقت أكثر من 200 رسالة من قراء ينتمون إلى هذا الجيل، أجمعوا فيها على
شعورهم بعدم الأمان المادي واستحالة امتلاك منازل أو تكوين أسر، فضلاً عن الخوف من
العيش تحت وطأة الديون أو مواجهة الفقر الممتد عبر الأجيال.
وأضافت
الكاتبة أن هذا الجيل لا يعتقد أنه سيكون أفضل حالًا من آبائه، على عكس ما اعتاد
الأميركيون تصديقه عن التقدم والنجاح المتزايد لكل جيل، بل إن الشعور السائد
حاليًا هو العجز، والخوف من المستقبل، والتخلي عن أحلام مثل التقاعد المريح أو
شراء منزل، نتيجة لغلاء المعيشة، وعدم استقرار سوق العمل، وتقلص فرص النمو الوظيفي.
وتوضح غروس
أن القلق بشأن المستقبل لطالما كان سمة من سمات الشباب، إلا أن التحديات
المعاصرة—من ارتفاع تكاليف السكن، إلى المخاطر التقنية مثل
الذكاء الاصطناعي—جعلت
هذا القلق يتحول إلى شعور عميق باليأس، لا سيما في أوساط من يبدأون حياتهم العملية
الآن، في عالم سريع التغير، لكنه يفتقر إلى الأمان.