في الحروب
تقاس النتائج بالأهداف. دخل الكيان
الحرب بثلاثة أهداف: الأول القضاء على البرنامج
النووي الإيراني، والثاني القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني، والثالث تغيير
النظام، وكان ابن الشاة الأسبق أو حفيده يجري عمليات الإحماء في أوروبا.. فهل تحقق
شيء من هذه الأهداف؟
اغتال
الكيان 20 عالما نوويا إيرانيا، والذي لا شك فيه أن هناك المئات غيرهم، واغتال
الكيان 40 من القيادات العسكرية الإيرانية وبسرعة امتلأت الشواغر بالبديل، ألحقت
أمريكا بعض الأضرار بالمنشآت النووية الإيرانية في ضربة هي اقرب إلى الاستعراض -على
طريقة ترامب- منها إلى الفعل الحقيقي، وأغلب التقارير تقول إن البنية النووية
الأساسية ما زالت موجودة ولم يحدث تسرب إشعاعي في أي مكان.. خرج ترامب منتفشا
داعيا إيران إلى الاستسلام، مؤكدا أن زمن المفاوضات انتهى.. ولكن النظام لم يسقط!!
الخسائر
التي وقعت لإيران هي خسائر مرحلية وليست استراتيجية وتستطيع إصلاحها، وهناك من
الحلفاء من يرى في ذلك مصلحته فهناك الصين وروسيا وباكستان. وأقصى ما ذكره الكيان
هو تدمير 60 في المئة من قواعد إطلاق الصواريخ، وهذه قد لا تستغرق سوى بضعة أشهر
لإعادة إنشائها، هذا على فرض صحة بيانات الكيان.
انتهت نظرية الأمان إلى الأبد، فشل الكيان مرة أخرى في إنهاء المعركة كما يحب. لن يستطيع الكيان إيقاف نزيف الهجرة العكسية واستنزاف الطاقات والكفاءات
وفي
المقابل، فإن خسائر الاحتلال كلها استراتيجية، كل مساحة الكيان أصبحت مستباحة، وأقل
عدد من الصواريخ يجعل السكان يتدافعون كل بضعة ساعات إلى الملاجئ.
انتهت
نظرية الأمان إلى الأبد، فشل الكيان مرة أخرى في إنهاء المعركة كما يحب. لن يستطيع
الكيان إيقاف نزيف الهجرة العكسية واستنزاف الطاقات والكفاءات.
سيفكر الاحتلال
ألف مرة قبل أن يجرؤ على مهاجمة إيران مرة أخرى.. أصبح الطريق مفتوحا أمام إيران وبصورة
لم تكن موجودة في أي وقت للانضمام إلى النادي النووي.
والدليل
على نتائج المعركة أنه رغم الفارق في القوة والدعم والإسناد، بل ورغم التدخل
الأمريكي السافر ورغم الفارق في القدرة على التدمير والاغتيالات، فإن من صرخ أولا
هو الكيان وهو لا يصرخ من قليل.
هذه جبهة
جديدة فتحها الاحتلال، ولكنه أضاف إلى فشله فشلا ذريعا ولم يحقق هدفا واحدا، وهذه
هزيمة في حد ذاتها.