سياسة عربية

"العدل والإحسان" المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة لن ينقذها إلا هبّة الأمة

دعا زعيم الجماعة علماء الأمة إلى كسر صمتهم، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات، بل النزول إلى الساحات لقيادة الشعوب وتوجيه الرأي العام..
دعا زعيم الجماعة علماء الأمة إلى كسر صمتهم، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات، بل النزول إلى الساحات لقيادة الشعوب وتوجيه الرأي العام..
قال محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المغربية، إن "الأعداء لا يصدّهم عن ظلمهم إلا قوة رادعة"، مؤكدًا أن "أهل غزة لن ينقذهم من الحصار إلا هبّة الأمة وأحرار العالم"، داعيًا إلى موقف عملي جماهيري ورسمي لمواجهة ما وصفه بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع.

وأشار عبادي في كلمة حماسية بمناسبة اليوم العالمي لنصرة غزة، إلى أن العواطف وحدها لم تنفع، والبيانات لم تغير الواقع، مطالبًا الأمة الإسلامية بالتحرك العاجل والميداني نصرةً لغزة المحاصرة منذ سنوات، وقال: "لقد أمطرنا العدو بالشتائم والقتل والتجويع، ولم تزده بيانات الشجب والاستنكار إلا تمادياً".

وأكد أن الأمة ليست بعيدة عن الابتلاء، بل إنها "أشد ابتلاءً" لأن التكليف يقع عليها في نصرة المستضعفين، مضيفًا: "الله يقيم علينا الحجة.. فإن لم نبادر لنصرتكم، فهو، والله، خزي وعار وحسرة دنيا وأخرى".

وانتقد عبادي صمت من وصفهم بـ"الذين يملكون القرار"، متسائلًا: "لأي عدو تُعدّون آلاف الجيوش وتقتنون السلاح؟ وهل هناك أخطر من العدو الصهيوني الذي يفتك بأهل غزة؟".

ودعا زعيم الجماعة علماء الأمة إلى كسر صمتهم، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات، بل النزول إلى الساحات لقيادة الشعوب وتوجيه الرأي العام، مشددًا على أن منابر المساجد والجامعات يجب أن تتحول إلى منصات تعبئة عملية ضد العدوان.

كما خاطب الشعوب الإسلامية، مطالبًا إياها بالاقتداء بشعوب أوروبا التي تخرج دعمًا لفلسطين رغم بعد المسافة واختلاف الدين، محذرًا من خطر “تغلغل المشروع الصهيوني داخل المجتمعات العربية والإسلامية، سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا”.

وختم عبادي كلمته بالدعاء لأهل غزة بالنصر والثبات، وللأمة الإسلامية باليقظة والوحدة، مؤكدًا أن الهزيمة الحقيقية ستكون إذا تخلّت الشعوب عن مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية.

اظهار أخبار متعلقة




ويُحيي ناشطون ومؤسسات حول العالم، في أول أحد من شهر أغسطس كل عام، اليوم العالمي لنصرة غزة، كمناسبة رمزية وتعبوية تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة سكان القطاع تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 18 عامًا.

ويأتي هذا اليوم تتويجًا لمبادرات شعبية ومدنية عبر عدد من العواصم، تشمل وقفات ومسيرات وندوات وحملات إعلامية، تُطالب برفع الحصار، ووقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية.

ويُنظر إلى هذا اليوم كمحطة نضالية موحدة تُعبّر عن التضامن العالمي المتصاعد مع الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، وتجدد الدعوة إلى تحرك فعّال من الشعوب والأنظمة لمواجهة سياسة التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان في غزة.

يذكر جماعة العدل والإحسان هي أكبر جماعة إسلامية معارضة في المغرب، تأسست رسميًا في مطلع الثمانينيات على يد الشيخ عبد السلام ياسين، الذي كان من أبرز دعاة "التغيير السلمي الشامل" في البلاد. تنشط الجماعة في المجالات الدعوية والفكرية والاجتماعية، وتتبنى مشروعًا تربويًا وسياسيًا يدعو إلى إقامة نظام حكم راشد على أساس الشورى والعدل والإسلام.

رغم عدم اعترافها بشرعية النظام الملكي على صورته الحالية، تلتزم الجماعة بالوسائل السلمية، وترفض العنف والانقلابات. وتُعرف بمواقفها المنتقدة لسياسات الدولة، وبحضورها القوي في الشارع عبر التظاهرات، والمبادرات المجتمعية، خصوصًا في القضايا الوطنية والقضية الفلسطينية.

ورغم الحظر القانوني غير المعلن على أنشطتها، فإن الجماعة ما تزال تحظى بتأثير واسع داخل المجتمع المغربي، وتعتبر إحدى أبرز قوى المعارضة غير الرسمية في البلاد.

واليوم الإثنين أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 60 ألفا و933 شهيدا، و150 ألفا و27 مصابا.

جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي للوزارة، بشأن أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين جراء الإبادة المتواصلة.

وقالت الوزارة: "وصل إلى مستشفيات غزة 94 شهيدا (منهم 4 انتشال) و439 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأضافت: "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 60 ألفا و933 شهيدا، و150 ألفا و27 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".

وأوضحت أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل إبادتها في 18 مارس/ آذار الماضي بلغت "9 آلاف و440 شهيدا، و37 ألفا و986 إصابة".

وبشأن المجوعين الفلسطينيين، ذكرت الوزارة أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات بلغت "ألف و516 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف و67 إصابة" منذ 27 مايو/ أيار الماضي.

وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة الماضية حوالي "29 شهيدا و300 إصابة"، من منتظري المساعدات.

وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وإضافة إلى القتلى والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)