فعاليات مستمرة رغم الاعتقالات بحق المتظاهرين لنصرة غزة - عربي21
فعاليات مستمرة رغم الاعتقالات بحق المتظاهرين لنصرة غزة - عربي21

أكثر من 300 ألف متظاهر بـ"اليوم العالمي لأجل غزة" في لندن يطالبون بوقف الإبادة (شاهد)

شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، واحدة من أضخم المظاهرات في تاريخها الحديث، حيث تدفق أكثر من 300 ألف متظاهر إلى شوارع وسط المدينة للمشاركة في المسيرة الوطنية الثلاثين من أجل فلسطين، والتي تزامنت مع “اليوم العالمي للعمل من أجل غزة”.

انطلقت الحشود من ساحة راسل نحو وايتهول في مشهد إنساني مهيب، تحولت فيه الشوارع إلى بحر من الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالعدوان الإسرائيلي، والمطالِبة بـ وقف إطلاق نار دائم، وإنهاء الحصار على غزة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم بحق المدنيين.

غضب عارم ورسائل إنسانية

عكس المشهد الاحتجاجي الضخم حجم الغضب الشعبي العارم تجاه استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة التي دمرت أحياء سكنية بأكملها وشرّدت آلاف العائلات.


Image1_920256164342576689440.jpg
Image2_920256164342576689440.jpg

وشهدت المسيرة وقفات تأبينية حمل خلالها المتظاهرون أسماء ضحايا العدوان، ووقفوا لحظات صمت مؤثرة. كما زيّن آخرون الشوارع بالرسوم والألوان، في محاولة لحفظ الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني ومنع محو معاناته من الوعي العالمي.

خطابات قوية من قيادات التضامن

في كلمته الافتتاحية، قال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين: "نحن هنا للمرة الثلاثين منذ أن أطلقت إسرائيل حرب الإبادة على غزة. التضامن العالمي وحركة المقاطعة جعلت إسرائيل في عزلة غير مسبوقة، لكن حكومتنا ما زالت متواطئة في هذه الجرائم”.

أما ليندسي جيرمان من ائتلاف “أوقفوا الحرب” فوجهت انتقاداً لاذعاً للحكومة البريطانية: "ما الذي لا تفهمه هذه الحكومة بشأن هذه الإبادة؟ بينما يُعتقل المحتجون أمام البرلمان، استقبل الوزراء الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بدلاً من اعتقاله كمجرم حرب”.

وفي خطاب مؤثر، قال الدكتور غسان أبو سِتّة، الجراح الفلسطيني – البريطاني والناجي من الإبادة: "بينما نقف هنا، لا تزال القنابل تنهال على أطفال غزة، والطعام محتجز عند المعابر. ورغم ذلك، يختار رئيس الوزراء كير ستارمر استقبال هرتسوغ في داونينغ ستريت. هذا تواطؤ مباشر في الإبادة”.

كما ألقى فارس عامر، ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، كلمة أكد فيها أن “إسرائيل تسعى لحرمان الغزيين من أبسط مقومات الحياة لمجرد رفضهم الاستسلام”.

مشاركة واسعة ورسالة عالمية

تعددت المنصات والشخصيات المشاركة في المسيرة، من نواب برلمانيين مثل جيريمي كوربين، وزارة سلطانة، وأبسنا بيجوم، إلى قادة النقابات مثل جو جرادي وسارة كيلباتريك، إضافة إلى ناشطين بارزين مثل مريم ميسون، تاج علي، والدكتور أنس التكريتي.

Image1_920256164418537977776.jpg
Image2_920256164418537977776.jpg

الحدث لم يكن محصوراً بلندن، بل جاء ضمن موجة عالمية اجتاحت عواصم كبرى من باريس إلى نيويورك، ومن جوهانسبرغ إلى كوالالمبور، حيث خرج الملايين تحت شعار موحّد:
“أوقفوا الإبادة.. ارفعوا الحصار.. العدالة لفلسطين”.

ضمير عالمي في مواجهة التواطؤ

أكد المنظمون أن اليوم لم يكن مجرد مسيرة، بل “إعلان نية ورفض للصمت أمام الظلم”، معتبرين أن التاريخ سيسجل مواقف الشعوب بينما “غزة تحترق”.

وقال بيان صادر عن التحالف العالمي من أجل فلسطين إن المطلوب الآن هو “تحرك دولي منسق ومستدام للضغط على الحكومات والمؤسسات التي تمكّن الاحتلال من جرائمه”.

كان مشهد أكثر من 300 ألف متظاهر في قلب لندن بمثابة رسالة صارخة إلى الحكومة البريطانية والعالم: شعب بريطانيا يقف مع غزة، يقف مع فلسطين، ولن يتراجع حتى تتحقق الحرية والعدالة.
التعليقات (0)