صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية لتوحيد صفوف المعارضة للإطاحة بنتنياهو.. "الدولة ذاهبة للانهيار"

دعوات "إسرائيلية" لتكاتف قوى المعارضة بهدف الإطاحة بنتنياهو- جيتي
دعوات "إسرائيلية" لتكاتف قوى المعارضة بهدف الإطاحة بنتنياهو- جيتي
مع تزايد الحديث الاسرائيلي عن قرب إجراء الانتخابات المبكرة، تزداد القناعة بأن الكنيست الحالي هو الأكثر فشلاً في تاريخ الدولة، لكن التهديد الحقيقي هو الانقسام وتدمير المؤسسات، الأمر الذي يستدعي من قادة المعارضة أن يدركوا أن هذا ليس وقت السياسة الاعتيادية، ويطالبهم الجمهور باللعب كفريق واحد، والتخلي عن "الأنا"، والتوحد من أجل إسقاط حكومة اليمين الفاشي ورئيسها.

وذكر إيتان كابل العضو السابق في الكنيست عن حزب العمل، أن "الكنيست عاد إلى العمل قبل أيام، وهذه ليست مجرد جلسة أخرى، بل دليل آخر على مدى تحول الحكومة الحالية إلى رمز للفشل والتفكك، وتآكل المؤسسات التي بُنيت عليها إسرائيل، مع أن هذا الكنيست لم يعد يُشرّع باسم الجمهور الاسرائيلي ككل، بل يعمل كحامٍ سياسي لشخص واحد هو بنيامين نتنياهو".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "الكنيست ليس لوحده الذي عاد للعمل، بل المعارضة أيضا عادت هي الأخرى، وهذه المرة تقع المسؤولية كاملة على قادتها، حيث وصلت الدولة إلى أدنى مستويات الانقسام والكراهية وفقدان البصيرة، ومن يظن أن "الأيام الصعبة قد ولّت"، لا يدرك أننا لم نبلغ ذروتها بعد، فنحن نعيش في دولة بشعبين ولغتين وعالمين يتصادمان، والآن تحديدًا، وقد تآكلت كل مؤسسة، واختفت كل ثقة عامة، لا يحق لقادة المعارضة العودة إلى روتينهم السياسي المعتاد".

وأوضح أنني "لست ممن ينادون بشعار لا لنتنياهو، لكني أنتمي إلى جيل لا يزال يؤمن بخطاب الفكرة الصهيونية، والتصحيح الداخلي، وهناك لحظات في التاريخ لا يكون فيها الصراع على فكرة، بل على بقاء الدولة، وهذه هي اللحظة، هذه الدولة بحاجة إلى زلزال، وإعادة بناء أيديولوجي، لكن في هذه الأثناء سنكتفي بشيء واحد، وهو أن نردد لا لنتنياهو، لأن الأمر فعلا بات بهذه البساطة، لأن هذا الرجل فرّق كيان الدولة إلى أجزاء، وحوّل سيادة القانون إلى أداة في يده، وبات يخلق الكراهية والتحريض، ويحوّل جميع مؤسسات الدولة إلى أعداء".

اظهار أخبار متعلقة



وتابع كابل أنه "عندما يجرؤ وزير قضاء على اقتراح قانون يحدد موعد مثول رئيس الوزراء أمام المحكمة، أو عدم مثوله، فهذا لم يعد جدلاً سياسياً، بل تهديداً مباشراً لأسس النظام السياسي في الدولة، الأمر الذي يتطلب من قادة المعارضة أن يفهموا أنه إذا فشلوا هذه المرة في الإطاحة بنتنياهو، فلن تكون هناك جولات أخرى، لم يعد هناك احتياطي من ثقة الجمهور لهم، لم يعد هناك مجال للانقسامات والتعصب، وتأسيس أحزاب جديدة بنفس الأفكار القديمة".

وأضاف أنه "حتى لو حصل يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين المعارض، على 20 مقعداً، فلن يكون لذلك أي قيمة إذا استمر نتنياهو في رئاسة الوزراء، لأن التصادم داخل معسكر المعارضة يعني نصرا أكيدا له، والمسألة هذه المرة ليست في مقدار ما ستحصل عليه أحزاب المعارضة، بل بمساهمتهم في النصر الشامل المتمثل في تغيير الحكومة، لأننا كإسرائيليين بحاجة لحكومة مختلفة، حتى لو كانت مؤقتة، تتكون من: نفتالي بينيت، أفيغدور ليبرمان، بيني غانتس، يائير لابيد، يائير غولان، طالما أنها تعيد إلينا دولة طبيعية".

وأكد أن "المعارضة مطالبة بالوصول الى وضع يُمكِّنها من تشكيل حكومة يمكن فيها للإسرائيليين أن يتنفسوا، صحيح أنها لن تكون حكومة مثالية، لكنها ستُعيد لنا الأمل، ولو لفترة وجيزة، فقط لوقف هذا الانحراف، لذلك هذا وقتكم، ولا وقت استطلاعات الرأي، مما يتطلب إظهار المسؤولية، والنضج، والاستعداد للتضحية، من خلال الحديث مع بعضهم البعض بجدية، والتوقف عن التفكير بمنطق "أنا أقود"، "أنا أستحق"، "أنا التالي في الصف"، لأن هذه لغة من لا يدركون أن الدولة على حافة الهاوية".

تشير هذه الدعوة الاسرائيلية الموجهة للمعارضة أن الجمهور تعب بالفعل من سلوكها المزمن بسبب الانقسام حول المناصب، لأن هذه هي اللحظة التي سيُكتب فيها ما إذا كانت إسرائيل ستتعافى، أم ستسقط في دوامة من الفساد والانقسام الذي لا رجعة فيه.
التعليقات (0)

خبر عاجل