أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
استئناف بلاده التجارب النووية "فورًا"، بعد أكثر من ثلاثة عقود على
تعليقها، موجة من القلق الدولي، وسط تحذيرات من عودة
سباق التسلح بين الولايات
المتحدة وروسيا اللتين تمتلكان معًا نحو 87 في المئة من الترسانة النووية العالمية.
وبحسب اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، يبلغ عدد
الرؤوس النووية الموجودة في الترسانات العسكرية حول العالم نحو 9614 رأسًا نوويًا،
منها أكثر من ألفي رأس في حالة تأهب قصوى لدى الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا
وفرنسا، ما يعني أنها قابلة للإطلاق في غضون دقائق.
ورغم انخفاض العدد الإجمالي للرؤوس النووية
من ذروته التي بلغت 70 ألف رأس خلال الحرب الباردة، فإن التطورات الأخيرة، خاصة
بعد انسحاب موسكو من معاهدة الحد من الانتشار النووي، أعادت إلى الواجهة المخاوف
من اندلاع سباق تسلح جديد يشبه سباق القرن الماضي.
الترسانة الروسية.. الأكبر في العالم
ووفق
تقرير نشرته صحيفة
"الأندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة، تحتل
روسيا صدارة النادي النووي،
إذ تشير التقديرات إلى امتلاكها نحو 4459 رأسًا نوويًا، بينها 1718 رأسًا
استراتيجيا منتشرا، فيما تحتفظ بـ2591 رأسًا احتياطيا.
ورغم توقيعها على معاهدة "نيو
ستارت" مع واشنطن عام 2011، التي تحدّ من عدد الرؤوس المنتشرة إلى 1550 فقط،
فإن قرارها الأخير الانسحاب من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى (INF) أعاد القلق من
نواياها التوسعية.
الولايات المتحدة.. عودة إلى التجارب بعد 30
عامًا
تملك الولايات المتحدة نحو 5177 رأسًا
نوويًا، بينها 1670 منشورة فعليًا و1930 في الاحتياط. وتُعدّ واشنطن الدولة
الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي فعليًا، حين قصفت مدينتي هيروشيما وناغازاكي
اليابانيتين عام 1945.
وتنتشر بعض رؤوسها النووية في قواعد
بأوروبا، تشمل إيطاليا وتركيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، ضمن ترتيبات حلف الناتو.
الصين.. توسّع نووي متسارع
تأتي الصين في المرتبة الثالثة بعدد يُقدّر
بـ 600 رأس نووي، غير منشورة، لكنها تعمل بوتيرة سريعة على تحديث ترسانتها، ويتوقع
خبراء أمريكيون أن تتجاوز ألف رأس نووي بحلول عام 2030، ما يثير قلق واشنطن من
اختلال ميزان الردع الآسيوي.
فرنسا وبريطانيا.. الردع الأوروبي المستقل
تملك فرنسا حوالي 290 رأسًا نوويًا تعتمد
أساسًا على الغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية، فيما تملك بريطانيا نحو 225
رأسًا نوويًا محمولة على صواريخ "ترايدنت" الأمريكية، وتعمل على بناء
جيل جديد من غواصات "دريدنوت" لضمان استمرار الردع النووي بعد عام 2030.
جنوب آسيا.. سباق مستمر بين الهند وباكستان
يمتلك الهند نحو 180 رأسًا نوويًا، في مقابل
170 لباكستان، في سباق تسلح مستمر منذ عقود. وتخشى دوائر أمنية غربية من أن أي
تصعيد عسكري بين البلدين قد يشعل مواجهة نووية غير مسبوقة في المنطقة.
إسرائيل.. الغموض المتعمّد
تحتفظ إسرائيل بسياسة "الغموض
النووي"، إذ لم تؤكد ولم تنفِ امتلاكها للسلاح النووي، رغم أن تقارير غربية
تشير إلى امتلاكها نحو 90 رأسًا نوويًا منذ ستينيات القرن الماضي، دون إجراء أي
تجارب علنية.
كوريا الشمالية.. أصغر وأخطر
تُعدّ كوريا الشمالية العضو الأخير والأكثر
غموضًا في النادي النووي، بعدد يُقدّر بـ 50 رأسًا نوويًا. ورغم اتفاقها عام 2018
على تعليق تجاربها، فقد استأنفت التجارب الصاروخية لاحقًا، وأعلن الزعيم كيم جونغ
أون عزمه توسيع الترسانة النووية في مواجهة "التهديدات الأمريكية".
قلق عالمي من عودة سباق التسلح
ويعيد قرار واشنطن استئناف التجارب النووية فتح
فصل خطير من التنافس النووي بين القوى الكبرى، في وقت يشهد فيه النظام الدولي
تراجعًا في الثقة والاتفاقات الأمنية.
ويحذر خبراء من أن تفكك منظومة الحد من
الانتشار النووي قد يفتح الباب أمام دول جديدة للانضمام إلى "النادي
النووي"، بما يهدد استقرار العالم لعقود مقبلة.
اظهار أخبار متعلقة