قضايا وآراء

في غزة تصعيد متواصل وإبادة مستمرة؛ فأين الوسطاء..!

عزات جمال
ما يشهده قطاع غزة جريمة إبادة مكتملة الأركان يراد لها أن تتم بمباركة الوسطاء؛ فلا حصار كسر، ولا إيواء تحقق ـ وقد أدركنا الشتاءـ، ولا فتح معبر رفح، ولا توفرت الأصناف الأساسية من غذاء ودواء.. الأناضول
ما يشهده قطاع غزة جريمة إبادة مكتملة الأركان يراد لها أن تتم بمباركة الوسطاء؛ فلا حصار كسر، ولا إيواء تحقق ـ وقد أدركنا الشتاءـ، ولا فتح معبر رفح، ولا توفرت الأصناف الأساسية من غذاء ودواء.. الأناضول
تتعرض الأحياء الشرقية على طول حدود القطاع، لقصف مدفعي كثيف واستهدافات متواصلة من جيش الاحتلال، تزداد وتيرتها بين الفنية والأخرى، كما تشهد هذه المناطق اطلاق نار من الآليات العسكرية باتجاه منازل وخيام المواطنين، كما ينسحب الأمر على زوارق الاحتلال التي تحاصر القطاع من الغرب وتطلق نيرانها هي الأخرى على الصيادين والمواطنين، في خرق فاضح ومستمر لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع

على الرغم من تسليم المقاومة للصليب الأحمر هذا اليوم لجثتي اثنين من أسرى الاحتلال الذين قتلهم جيشه في غزة؛ إلا أن التصعيد هو سيد الموقف حتى اللحظة ومنذ أيام، وسط تلكؤ في إدخال الكميات الكافية من المساعدات، واستمرار الاحتلال في منع دخول أبرز الأصناف الأساسية المنقذة للأرواح، وإصراره على إدخال كماليات لا تسمن ولا تغني من جوع، إضافة لاستمرار إغلاق معبر رفح البري في وجه آلاف الجرحى والطلاب والعالقين منذ عامين خارج القطاع.

يجمع الغزيون على أن هناك صمت مطبق من الوسطاء وغياب غير مبرر لدورهم، وتخلي عن مسؤولياتهم القومية والإنسانية في لحظة فارقة من تاريخ شعبنا وقضيته، خاصة حينما لم يصدر أي موقف واضح يدين الاحتلال ويجرم سلوكه ويحذره من تداعيات استمرار خروقاته
كل ما سبق يشير لسياسة ممنهجة مخطط لها ومدروسة يقوم بها الاحتلال بعلم الإدارة الأمريكية ومباركتها، وليس رد فعل على أحداث ميدانية مزعومة لا يمكن التثبت من وقوعها، ببساطة كون هذه المناطق تخضع لسيطرة الاحتلال منذ أشهر؛ على الرغم من تأكيد المقاومة المستمر الإلتزام ببنود الاتفاق، وعملها على الأرض بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، لاستخراج من تبقى من أسرى الاحتلال القتلى لتسليمهم للاحتلال وإغلاق هذا الملف، بعدما نجح الوسطاء في إقناع الاحتلال بإدخال عدد من المعدات الثقيلة اللازمة لهذا الأمر.

يجمع الغزيون على أن هناك صمت مطبق من الوسطاء وغياب غير مبرر لدورهم، وتخلي عن مسؤولياتهم القومية والإنسانية في لحظة فارقة من تاريخ شعبنا وقضيته، خاصة حينما لم يصدر أي موقف واضح يدين الاحتلال ويجرم سلوكه ويحذره من تداعيات استمرار خروقاته، وهو أمر لم يقوموا به حتى اللحظة بلغة واضحة وحازمة لا بشكل جماعي ولا فردي، بكل أسف ومرارة الذين شاهدناهم قبل ثلاثة أسابيع يحتفلون في مصر بنجاحهم في تحقيق الاتفاق ويسارعون لتهنئة ترامب وشكره على جهوده، لا نسمع لهم صوت ولا نرى لهم حراك، عندما يوغل الاحتلال الفاشي في دماء عوائلنا وأطفالنا ونسائنا الأبرياء خلال نومهم!

بالأمس خلال 24 ساعة من الهجمات الغادرة التي شنها جيش الإبادة على بيوت الآمنين في غزة في ساعات الليل وقبيل الفجر، فقدت غزة 104 شهداء أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وفق احصائية المكتب الإعلامي الحكومي، حيث تسبب جيش الإبادة في جرح العشرات من النساء والأطفال وترويعهم وهدم عدد من البيوت فوق رؤوس ساكنيها، بعدما شن عشرات الغارات في أنحاء القطاع

إن هذا العدوان المستمر والمتصاعد على قطاع غزة غير مبرر، ويشكل شرعنة لاستمرار الإبادة في ظل انكفاء الوسطاء وغياب رد فعل مناسب يوازي حجم الجريمة، كما أن ما يحدث يعتبر عقاب جماعي ينفد بحق ما يزيد على 2.3 مليون من أهل غزة الصابرين والصامدين فوق أرضهم وفي وطنهم.
إن هذا العدوان المستمر والمتصاعد على قطاع غزة غير مبرر، ويشكل شرعنة لاستمرار الإبادة في ظل انكفاء الوسطاء وغياب رد فعل مناسب يوازي حجم الجريمة، كما أن ما يحدث يعتبر عقاب جماعي ينفد بحق ما يزيد على 2.3 مليون من أهل غزة الصابرين والصامدين فوق أرضهم وفي وطنهم.

وأخيرا ما يشهده قطاع غزة جريمة إبادة مكتملة الأركان يراد لها أن تتم بمباركة الوسطاء؛ فلا حصار كسر، ولا إيواء تحقق ـ وقد أدركنا الشتاءـ، ولا فتح معبر رفح، ولا توفرت الأصناف الأساسية من غذاء ودواء، ولا جرى البدء في البحث عن 10.000 مفقود ذابت أجسادهم تحت الركام، ولا انطلق موكب رفع الأنقاض والإعمار، ولا سيرت جسور جوية تنقذ الأرواح وتخفف من وطأة التجويع والإبادة، ولا انطلقت قوافل إغاثية بحجم المأساة.. فماذا تنتظرون؟!
التعليقات (0)

خبر عاجل