سياسة دولية

الاحتلال يخطط لحملة إعلامية منسقة قبل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

الاحتلال يقوم بإعداد مواد بصرية تزعم استخدام حماس للمدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية- جيتي
الاحتلال يقوم بإعداد مواد بصرية تزعم استخدام حماس للمدارس والمستشفيات لأغراض عسكرية- جيتي
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لإطلاق حملة إعلامية منسقة قبل السماح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة لأول مرة منذ عامين من الإبادة والدمار، في محاولة للسيطرة على الرواية قبل أن يرى العالم الواقع على الأرض.

وأوضحت الصحيفة أن الخطة التي عرضتها الحكومة الإسرائيلية على المحكمة العليا تقضي بمرافقة الصحفيين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط حتى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، وهي مناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال ويقطنها بضع مئات من الفلسطينيين.

وجاء القرار خلال جلسة نظر في التماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية ضد القيود المفروضة على التغطية الإعلامية داخل غزة.

وأفادت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية ووحدة المتحدث باسم الجيش عقدتا اجتماعات مكثفة بهدف إعداد خطة لمواجهة ما وصفوه بـ"موجة التقارير المعادية لإسرائيل".

وتشمل الخطة إعداد "مواقع عرض" لاصطحاب الصحفيين إليها، بهدف إظهار ما تزعم تل أبيب أنه استخدام منازل ومدارس ومستشفيات لأغراض عسكرية من قبل حركة "حماس"، لتبرير حجم الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.

اظهار أخبار متعلقة



في المقابل، نفت حركة "حماس" بشكل متكرر الاتهامات الإسرائيلية باستخدام المنشآت المدنية، خصوصا المدارس والمستشفيات، لأغراض عسكرية، مؤكدة أن تلك المزاعم ليست سوى محاولة لتبرير "المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نحتاج إلى أدلة بصرية لتفسير ما حدث للصحفيين"، مشيرة إلى أن الحملة تهدف أيضا إلى التشكيك في أعداد الشهداء المدنيين في غزة، من خلال إعداد بيانات تزعم أن كثيراً من الضحايا لم يُقتلوا بفعل القصف الإسرائيلي.

كما أشارت إلى أن بعض المسؤولين داخل إسرائيل أبدوا تحفظاتهم على جدوى هذه الحملة، ونقلت عن أحدهم قوله: "الدمار موثّق بالفعل… هذه مرحلة ما بعد الزلزال. علينا فقط أن نخفض رؤوسنا وندع الموجة تمر".

وفي السياق نفسه، كشفت هيئة الإذاعة الإسبانية (RTVE) الثلاثاء، استنادا إلى تقرير نشره موقع "Eurovision News Spotlight"، أن إسرائيل أنفقت 167 مليون شيكل (نحو 50 مليون دولار) على تعاقدات مع شركات مثل "غوغل" ومنصة التواصل الاجتماعي الأمريكية "X"، إضافة إلى شركات إعلانية فرنسية وإسرائيلية، في إطار حملة تهدف إلى "إنكار المجاعة في غزة".

وأوضحت "YNET" أن إسرائيل تُعد "استراتيجية إعلامية منسقة قبل وصول الصحفيين العالميين إلى غزة"، مضيفة أن الخطة تتضمن "جولات برفقة الجيش الإسرائيلي وأدلة بصرية" لتسليط الضوء على ما تزعم أنه "بنية تحتية لحماس داخل المناطق المدنية".

اظهار أخبار متعلقة



وأضافت الصحيفة أن مسؤولين كبارا في الحكومة الإسرائيلية وأجهزة أمنية عقدوا "نقاشات مكثفة حول كيفية إدارة إعادة فتح غزة أمام العالم"، مع توقع دخول قوات دولية للمساعدة في تحديد مواقع الأسرى والجثامين التي تزعم إسرائيل أن "حماس لم تعد تحتفظ بها".

وأشارت إلى أن "الصحفيين سيشاهدون الدمار بأعينهم بدلاً من اللقطات التي تنتجها حماس"، موضحة أن الدولة أبلغت المحكمة العليا بأن الصحفيين الإسرائيليين والأجانب سيسمح لهم بدخول غزة قريباً تحت مرافقة عسكرية إسرائيلية حتى "الخط الأصفر".

اظهار أخبار متعلقة



وبيّنت أن "الخط الأصفر" هو المنطقة التي انسحبت إليها قوات الاحتلال الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ويمتد من شمال محافظة شمال غزة إلى مشارف مدينة رفح.

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مؤسسات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية تستعد لما وصفته بـ"موجة قادمة من التقارير السلبية التي ستركز على القصص الإنسانية من غزة، والتي يتوقع أن تبرز معاناة المدنيين وسط الدمار وقد تعيد إشعال الانتقادات لسلوك إسرائيل خلال الحرب".
التعليقات (0)