صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي: الاعتماد على الطائرات الصينية المسيرة يُهدد أمن الدولة

الصين تسيطر على 80 بالمئة من إمدادات بطاريات الليثيوم- جيتي
الصين تسيطر على 80 بالمئة من إمدادات بطاريات الليثيوم- جيتي
لا تُخفي المحافل الأمنية والعسكرية الاسرائيلية مخاوفها من الاختراقات الاستخبارية للجهات المعادية، وآخرها اعتماد الجيش الخطير على نظام جمع معلومات ثابت، يفتقر إلى قدرات هجومية وجمعية متطورة، بطريقة لا تسمح بإنجاز المهام.

الضابط أوفير أبراهام، قائد وحدة جمع وتدمير الأسلحة في فرقة غزة، خلال حرب السيوف الحديدية، زعم أنه "مع بداية الحرب على غزة، وبسبب الفجوة الكبيرة في طائرات جمع المعلومات المُسيّرة عالية الجودة، تم شراء العديد من الطائرات الصينية المسيرة لسد الفجوة التشغيلية، وتلبية الحاجة، وتعكس هذه المشكلة التشغيلية مشكلة قومية أوسع نطاقًا وتتمثل في الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية".

وكشف في مقال نشرت مجلة يسرائيل ديفينس، وترجمته "عربي21" أن "الصين تسيطر حاليًا حول العالم على أكثر من 80% من سلسلة توريد بطاريات الليثيوم، والمواد القائمة على الجرافيت، والموصلات لصناعات الطاقة والسيارات والطائرات المسيرة، وعندما تقرر تقييد تصدير هذه المكونات، تتوقف أسواق بأكملها في جميع أنحاء العالم".

وأوضح أبراهام أن "إسرائيل، التي تعتمد على المكونات التي تنشأ في الصين لإنتاج الأنظمة الكهربائية لإنتاج الطائرات بدون طيار الأمنية والاستخبارات والطائرات بدون طيار وأنظمة التحكم، يسفر عن وضع يمكن أن يؤدي فيه الحظر الصيني إلى شلّ أجزاء مهمة من الصناعات العسكرية الإسرائيلية، لأنه وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تُعتبر دولة إسرائيل اليوم، بجانب الولايات المتحدة والصين، واحدة من أكبر ثلاث قوى للطائرات بدون طيار في العالم".

وأشار أبراهام إلى أن "إسرائيل تُعد اليوم مسؤولة عن 8٪ من صادرات الطائرات بدون طيار في العالم، وهي رائدة في تطوير الأنظمة بعيدة المدى، وأنظمة المراقبة، والهجوم الدقيق، ولمدة عامين، استخدمت وحدات الميدان والتجميع نماذج وأنظمة مصممة للسوق المدنية الصينية، وليس لساحة المعركة الإسرائيلية، وهذا عبث استراتيجي وعملاني على حد سواء، مثل قوة سيبرانية تستخدم خوادم سحابية لمنافسيها".

وأكد الكاتب أن "الولايات المتحدة فهمت هذا الخطر في الوقت المناسب، ففي عام 2021، حظرت وزارة الدفاع الأمريكية سياسة الطائرات بدون طيار الزرقاء التي تستخدمها الطائرات الصينية بدون طيار من قبل أي وكالة حكومية بسبب المخاوف بشأن تسرب المعلومات الحساسة، وفي الوقت نفسه، أبرم الجيش الأمريكي عقود شراء ضخمة نسبيًا من مصنعي الطائرات بدون طيار الأمريكيين، تصل قيمتها إلى مليار دولار".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف أنه "في غضون عامين فقط، ظهرت العشرات من الشركات الجديدة، وأصبحت الصناعة مستقلة ومزدهرة، وإذا كان هناك مؤشر يوضح مدى عدم الاستيعاب الإسرائيلي لجوهر الاستقلال التكنولوجي، فهو مجال التعليم، بينما تتلقى المدارس البحرية في إسرائيل ميزانية سنوية تبلغ 49 مليون شيكل، فإن "نادي الطيران"، الهيئة الوحيدة التي تدرب الشباب في مجالات الطيران والطيران والطائرات بدون طيار، لم يتلق سوى 148 ألف شيكل".

وأكد أبراهام أنه "في عصرٍ تُعدّ فيه السماء ساحة المعركة الرئيسية، يستحيل على إسرائيل الاستمرار في تدريب البحارة، وتجاهل الطيارين، ولذلك على الحكومة وضع سياسات واضحة، وتحديد عام 2027 خاليا من الطائرات الصينية المُسيّرة، أو الطائرات المدنية المُسيّرة الجاهزة، وضخّ استثمارات ضخمة في شركات الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة كجزءٍ من بناء القوة الوطنية، وتعزيز اتجاهات الشباب والطيران، لأن إسرائيل ذات القوة التكنولوجية الهائلة، لا يجب أن تكون مستهلكة تستثمر في المدى القصير على حساب المدى الطويل".

تشير هذه المخاوف الاسرائيلية إلى ضرورة الحذر من الانجراف وراء الاتجاهات والمنتجات الصينية، وضرورة خلق اتجاهاتٍ استقلالية، بزعم أن التكنولوجيا العسكرية لم تعد ترفًا، بل هي شرطٌ لوجود دولة الاحتلال في المنطقة، صحيح أن الصين تهيمن على الأسواق، لكن التحذيرات الإسرائيلية أن تصبح دولة الاحتلال تابعةً تكنولوجيًا، مما يستدعي البدء بإنتاج صناعات عسكرية مستقلة، والتوقف عن الاعتماد على الخارج.
التعليقات (0)