سياسة عربية

تصاعد الدعوات في لبنان لإلغاء حفل فنان فرنسي بسبب دعمه للاحتلال

دعوات لبنانية لإلغاء حفلات المغني الفرنسي كينجي جيراك بسبب دعمه للاحتلال - المغني الفرنسي كينجي جيراك "فيسبوك"
دعوات لبنانية لإلغاء حفلات المغني الفرنسي كينجي جيراك بسبب دعمه للاحتلال - المغني الفرنسي كينجي جيراك "فيسبوك"
تشهد الأوساط الثقافية اللبنانية موجة رفض متصاعدة لحفلي المغني الفرنسي من أصول غجرية كينجي جيراك المقرر إقامتهما في كازينو لبنان يومي 21 و22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وسط دعوات من جمعيات وهيئات لبنانية لإلغائهما بسبب مواقفه العلنية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.

وقالت جمعية "التجمع من أجل لبنان" في بيان صادر من مرسيليا إن جيراك "المعروف بمواقفه الملتبسة أو المتعاطفة مع الكيان الصهيوني، لا يمكن الترحيب به في بلد لا يزال في حالة عداء رسمي وقانوني مع إسرائيل"، مشيرة إلى أن مواقفه تمثل "خرقا واضحا للقوانين اللبنانية، ولا سيما قانون مقاطعة إسرائيل الصادر في 23 حزيران/يونيو 1955".

وأضاف البيان أن "السماح لفنان يحمل هذه المواقف بأن يحيي حفلا في لبنان يعد تطبيعا ثقافيا مرفوضا وخطيرا"، مؤكدا أن ذلك "يتناقض مع موقف لبنان التاريخي تجاه فلسطين ويشكل إهانة لكرامة الشعبين اللبناني والفلسطيني، خصوصا في ظل الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميا بحق المدنيين".

من جهتها، واصلت مبادرة "قاطع قاوم" حملتها منذ الإعلان عن زيارة جيراك قبل أشهر، مؤكدة أنها "لن تتوانى عن التصدي لأي نشاط فني أو ثقافي يسوق لمؤيدين لإسرائيل".

وجاء في بيان صادر عن المبادرة أن المنظمين، وهم كازينو لبنان بالتعاون مع شركتي 2U2C وStar System، تجاهلوا الدعوات المطالِبة بإلغاء الحفل، رغم أنه يتزامن مع عيد الاستقلال اللبناني في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، معتبرة أن في ذلك "مساسا برمزية المناسبة الوطنية التي تجسد السيادة والكرامة".

وأعربت المبادرة عن أسفها لعدم تجاوب الجهات المنظمة، مشيرة إلى أن "العالم اليوم يقاطع الفنانين الذين يبررون المجازر الإسرائيلية، فيما يستقبل في لبنان فنان لم يخف يوما دعمه للكيان الصهيوني".

ولفت البيان إلى أن كينجي جيراك يمتلك "تاريخا حافلا بمواقفه الداعمة لإسرائيل"، إذ أقام أولى حفلاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 2022، متجاهلا حينها دعوات حركة المقاطعة الفرنسية (BDS) للتراجع عن قراره. كما شارك في 23 كانون الثاني/يناير 2023 في حفلة لجمع التبرعات لصالح "أطفال إسرائيل المحتاجين"، دون أي التفات لمعاناة الأطفال الفلسطينيين أو اللبنانيين تحت القصف الإسرائيلي.

وأضافت الحملة أن جيراك "سبق أن غنى من أجل ما سماه السلام في إسرائيل عام 2014"، وأنه "يعتبر نفسه مرتبطا بمفاهيم الكيان لأنه يعتقد أن جذور الغجر تعود إلى قبيلة هاجرت مما يسمى أرض الميعاد"، بحسب ما نقلت المبادرة عن مقابلات سابقة له.

وفي حين يرى ناشطون في المجتمع المدني اللبناني أن استضافة فنان يحمل هذه المواقف تمثل "اختراقا ثقافيا خطيرا" للقوانين اللبنانية، تؤكد المبادرات المناهضة للتطبيع أن ما يجري يتناقض مع الإجماع الشعبي الرافض لأي شكل من أشكال التعامل مع الاحتلال٬ خصوصا في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة والتوترات على الحدود اللبنانية.

وتستعد الجمعيات المناهضة للتطبيع، وفق ما أعلنت عبر بياناتها، لتصعيد تحركاتها الميدانية والقانونية خلال الأيام المقبلة، للضغط على وزارة السياحة وإدارة كازينو لبنان لمنع إقامة الحفلين، داعية الفنانين اللبنانيين والعرب إلى "التعبير عن رفضهم لهذا النوع من التطبيع الثقافي الذي يحاول الاحتلال التسلل من خلاله إلى الوعي العام".
التعليقات (0)

خبر عاجل