سياسة عربية

متحديا القرارات الأممية.. الاحتلال يبني جدارا إسمنتيا في عمق الأراضي اللبنانية

يمتد الجدار بعمق كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية خلف الخط الأزرق عند الحدود مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون – موقع صوت لبنان
يمتد الجدار بعمق كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية خلف الخط الأزرق عند الحدود مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون – موقع صوت لبنان
كشفت تقارير ميدانية وإعلامية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ ببناء جدار إسمنتي ضخم داخل الأراضي اللبنانية، على عمق يتراوح بين كيلومتر واحد وكيلومترين خلف الخط الأزرق، ويعدّ هذا التوغل أخطر خرق ميداني منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث يشير إلى سعي دولة الاحتلال لتثبيت خطوط سيطرة جديدة على حساب السيادة اللبنانية.


وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الجدار يقام تحديدا مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون في الجنوب اللبناني، ويأتي هذا البناء وسط تصعيد متواصل على الحدود، حيث كثّف جيش الاحتلال في الأسابيع الأخيرة غاراته الجوية على مواقع قال إنها تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني، مما يثير تساؤلات حول استراتيجية "الأمر الواقع" المزدوجة التي تتبعها تل أبيب.

اظهار أخبار متعلقة


وانتشرت عبر وسائل الإعلام لقطات مصّورة تظهر وحدات هندسية إسرائيلية وهي تصّب كتلا خرسانية ضخمة على طول الحدود الشمالية، متجهة باتجاه عمق الأراضي اللبنانية، كما يظهر في المقاطع الجدار الممتد من مستوطنة أفيفيم شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا إلى المناطق المقابلة لبلدتي مارون الراس وعيترون، حيث تعمل الجرافات والآليات تحت حماية مشددة من الجيش الإسرائيلي.


وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الجدار الجديد يقع ضمن نطاق 5 مواقع إستراتيجية لا تزال خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال داخل لبنان، منذ اتفاق وقف النار، كما تؤكد المصادر أن هذه المواقع لم تسلم إلى قوات اليونيفيل بعد، مما يعكس تجاهلا إسرائيليا لدور القوة الأممية في حفظ الاستقرار على الحدود.

وتشكل هذه الخطوات محاولة إسرائيلية لإنشاء ما يمكن تسميته بـ"مناطق رمادية" داخل الأراضي اللبنانية، تثبت بها سيطرتها الدائمة على نقاط عسكرية حساسة بذريعة "الردع"، ويتناقض هذا التكتيك بشكل مباشر مع قرار مجلس الأمن 1701 الذي حدّد الخط الأزرق كفاصل بين الجانبين، ويفقد الاتفاق قيمته كآلية لفض النزاع.

اظهار أخبار متعلقة


وواجه هذا البناء اعتراضا لبنانيا رسميا متزايدا واتهامات لإسرائيل بانتهاك سيادة الأراضي اللبنانية، ويضع هذا الخرق المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتهم على فرض احترام القرارات الأممية، ومنع انهيار التهدئة الهشه، كما يؤكد بناء الجدار الإسمنتي أن إسرائيل لا تكتفي بوقف إطلاق النار، بل تستخدمه كفرصة لتغيير الحدود الأمنية عبر تثبيت احتلال جزئي دائم داخل الأراضي اللبنانية، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر والخرق المستمر للسيادة.
التعليقات (0)