اقتصاد دولي

اقتصاديون وبيئيون غاضبون.. ترمب يوجه بإلغاء الدعم للسيارات الكهربائية

التحرك يمهد الطريق أمام إبطاء تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة - البيت الأبيض
التحرك يمهد الطريق أمام إبطاء تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة - البيت الأبيض
شارك الخبر
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عن تحول جذري في سياسة السيارات الأمريكية، حيث منح الدعم الفيدرالي للسيارات التي تعمل بالبنزين بدلًا من السيارات الكهربائية.

واتُخذت هذه الخطوة، بحضور الرئيس المُحاط بكبار مسؤولي صناعة السيارات في المكتب البيضاوي، والتي عدت بأنها تُقوّض أحد أهم جهود البلاد في مُعالجة تغيّر المناخ، وتُغرق صناعة السيارات في حالة من عدم اليقين المُتجدد، وفق ما أكدته صحيفة نيويوك تايمز.


وبموجب الخطة الجديدة التي أعلنها ترامب، ستُخفِّض وزارة النقل بشكل كبير متطلبات كفاءة الوقود لعشرات الملايين من السيارات والشاحنات الخفيفة الجديدة، وسيُطلب من المصنّعين تحقيق متوسط استهلاك وقود يبلغ 34.5 ميل لكل غالون بحلول عام 2031، وهو انخفاض حاد عن معيار 51.1 ميل لكل غالون الذي حددته إدارة بايدن في حزيران/يونيو 2024، حيث وصف ترامب اللوائح السابقة، التي كانت تهدف إلى تشجيع التحوّل إلى المركبات الكهربائية، بأنها "خدعة"، وزعم أنها فرضت على المصنّعين تقنيات باهظة الثمن، مما رفع الأسعار وأضرّ بجودة المركبات.

اظهار أخبار متعلقة


وتزعم الإدارة أن هذه التغييرات ستوفر على الأمريكيين 109 مليارات دولار على مدى خمس سنوات، وستخفض متوسط تكلفة السيارة الجديدة بمقدار 1000 دولار.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تجاوز متوسط سعر السيارة الجديدة في الولايات المتحدة مؤخرًا حاجز 50 ألف دولار، ويعزى ذلك جزئيًا إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الصلب وقطع الغيار، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم.

وفي وقت سابق من هذا العام، ألغى ترامب والكونغرس الجمهوري الإعفاءات الضريبية المصممة لتشجيع شراء السيارات الكهربائية، والعقوبات المفروضة على الشركات المصنعة التي تتجاوز معايير التلوث.

ورغم إشادة أشاد المسؤولين التنفيذيين في قطاع السيارات علنًا بهذا الإعلان، أعرب كثيرون منهم سرًا عن قلقهم إزاء حالة عدم اليقين التي تُثيرها السياسات الفيدرالية المتضاربة بعد استثمار مليارات الدولارات في التحول إلى السيارات الكهربائية.


وصرحت ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ، بأن الشركة ستواصل السعي لتحسين كفاءة استهلاك الوقود بغض النظر عن اللوائح الفيدرالية، مشيرةً إلى أن اختيار السيارات الكهربائية ينبغي أن يعتمد على أدائها، لا على الحوافز الحكومية، كما صرّح جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، بأنه يمكن إحراز تقدم في خفض الانبعاثات مع الحفاظ على خيارات العملاء.

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جماعات حماية البيئة وخبراء الاقتصاد انتقدوا هذه الخطوة بشدة، ووصف أنطونيو م. بينتو ، أستاذ الاقتصاد بجامعة جنوب كاليفورنيا، ادعاءات الإدارة بشأن التوفير بأنها "خدعة" لأنها تتجاهل وفورات الوقود للمستهلكين وأضرار الاحتباس الحراري، كما حذرت كاثرين غارسيا من نادي سييرا من أن إلغاء البرنامج سيؤدي إلى استهلاك السيارات المزيد من الوقود.

وسيؤدي إلى "إنفاق المزيد من المال" على الأسر الأمريكية، وحذر خبراء آخرون من أن هذه الخطوة تُبعد الولايات المتحدة عن بقية العالم، حيث يستمر نمو سوق السيارات الكهربائية، مما قد يُصعّب على الشركات المصنعة الأمريكية المنافسة في السوق العالمية على المدى الطويل.

وحين كان ترمب رئيسًا منتخبًا، أوصى مستشاروه بإلغاء السياسات الفيدرالية التي تعزز طلب المستهلكين على السيارات الكهربائية، بما في ذلك الإعفاء الضريبي الفيدرالي بقيمة 7500 دولار لمشتري السيارات التي تعمل بالكهرباء، مع الاستمرار في تعزيز سلسلة التوريد المحلية لإنتاج المركبات النظيفة.

وفي حين أن إلغاء الخصم الضريبي للمستهلكين بالكامل سيتطلب إصدار الكونغرس لقانون، فإن ترمب لديه السلطة لتوسيع الحدود التي تحدد الشركات المؤهلة للحصول على تلك الخصومات، وإجراء تعديلات أخرى. يمكن أن يستغرق سن قاعدة قانونية دائمة عدة أشهر لإكمالها.
التعليقات (0)