المتلازمة
عند أهل الطب هي: مجموعة من الأعراض والعلامات (Signs and
symptoms) التي تصف بمجموعها مرضا معينا، أو اضطرابا نفسيا، أو أية حالة
غير طبيعية.
وكلمة
"متلازمة" (Syndrome) مشتقة من الكلمة اليونانية "sundromos"
التي تعني التزامن؛ أي أن ظهور
المرض يكون متزامنا مع ظهور الأعراض. وتُشتق أسماء
المتلازمات (عادة) من سمات المتلازمة "يد فم قدم"، أو تسمى باسم الطبيب
مكتشف المتلازمة، مثل "متلازمة ويليامز"، أو المكان الذي تم فيه اكتشاف
أعراض المتلازمة لأول مرة، مثل "متلازمة ستوكهولم".
فمثلا،
"متلازمة ويليامز" متلازمة نادرة ناجمة عن اضطراب وراثي ينتج (عادة) عن
خلل في جين الإيلاستين (ELN)، ومن
أعراضها:
تشوُّه
بنية الوجه: عينان مائلتان قليلا، فم عريض، خدان ممتلئان، أنف منخفض، ذقن صغير،
شفة علوية كبيرة.
صعوبات
التعلم: عادة ما تكون مستويات الذكاء أقل من المعدل الطبيعي، وقد يظهر تأخر في نمو
المهارات اللغوية، ضعف في المهارات.
اضطراب
السلوك: فرط النشاط، نقص الانتباه، صعوبة التواصل مع الأطفال الآخرين.
الأصوات التي آلمها وأوجعها انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، كوْن هذه المقاومة (في معظمها) إسلامية، وتنتمي فكريا إلى "البعبع المرعب المخيف" المعروف باسم للإخوان المسلمين
إذن،
المتلازمة أمر غير طبيعي، قدري أو "قهري"، يلازم الإنسان على غير
إرادته، لا يُرجى لها شفاء، ويصنف صاحبها على أنه من "ذوي الاحتياجات
الخاصة"، إلا صاحب "متلازمة المتنبي"!
متلازمة المتنبي
متلازمةٌ
المتنبي، يختار المرء (بإرادته الحرة) أن يكون من أصحابها.. وعادة ما يكون مثقفا،
بل وحائزا على درجة الدكتوراة في علم من العلوم، أو متحدثا لبقا، أو كاتبا معروفا،
وقِسْ على ذلك ما بقي من مظاهر التميز العلمي والاجتماعي..
لماذا المتنبي؟
ذلك؛
لأنه جمع أعراض هذه المتلازمة جميعا، في بيته المشهور:
وَلَيسَ
يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
أعراض متلازمة المتنبي
-
النِّديَّة لله تعالى.. لماذا قال الله كذا؟ كان "يجب" أن يقول كذا، أما
قول كذا فلا "أرى" داعيا له.. إذ عادة ما يكون صاحب "متلازمة
المتنبي" ملحدا في الحقيقة، ويتظاهر بالإسلام، إذا كان "مسلما
بالوراثة".
-
إنكار المعلوم بالضرورة، وما اصطلح عليه الناس، عن سابق قصد وتصميم.
-
ادعاء العقلانية، والريادة، والأهلية.
-
لَيُّ الحقائقِ، والتعسف والابتذال في تفسيرها.
-
انهيار قيمي وأخلاقي؛ فلا معنى عند صاحب "متلازمة المتنبي" للشرف،
والكرامة، والمروءة، والعِرض، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم.. إلخ.
-
تحسين القبيح، وتقبيح الحسن.
-
بُغض أصحاب الأخلاق والقيم، وتسفيههم.
- الأنانية، وعبادة الشهوة، وانعدام الرحمة.
-
الجاهزية والاستعداد الدائمين لبيع القلم والعلم لمن يدفع، ولو كان المقابل سيجارا
كوبيّا فاخرا، أو كأسا من الخمر، أو ليلة حمراء!
-
امتلاك الجرأة على التفسير السلبي لكل ما هو إيجابي.. يعني تقدر تقول
"وقح" بزيادة.
-
البلادة وانعدام الإحساس، وإلا كيف له أن يتحمل ما يلاقيه من نقد جارح يصل إلى حد
الإهانة غالبا؟
مناسبة الحديث عن "متلازمة المتنبي"
هي تلك
الأصوات التي آلمها وأوجعها انتصار
المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، كوْن
هذه المقاومة (في معظمها) إسلامية، وتنتمي فكريا إلى "البعبع المرعب
المخيف" المعروف باسم للإخوان المسلمين، رافع لواء "أسلمة" الحياة،
تلك "الأسلمة" التي يعلم أصحاب "متلازمة المتنبي" أنهم
سيكونون أول ضحاياها، إذا كُتب لها أن تجد طريقها إلى أرض الواقع..
فبعد
هذا
النصر المبين الذي أذهل العالم، تعالت أصوات هؤلاء؛ لتعيد تعريف "مفهوم النصر
والهزيمة"، وفق أعراض "متلازمة المتنبي"، وهو مفهوم منكَر، لا
يقبله العقل، ولا تقره العلوم العسكرية، بل تعده "هبدا"، ويعده الأسوياء
"هذيانا".
فالنصر،
دائما وأبدا، هو أن تحقق هدفك من المعركة.. والهزيمة، دائما وأبدا، هي أن تفشل في
تحقيق هدفك من المعركة.. والخسائر، دائما وأبدا، لا تعد مؤشرا على الهزيمة، إذا
كانت ثمنا لتحقيق الهدف من المعركة.. وشرط تكافؤ القوتين المتحاربتين لا محل له (دائما
وأبدا) للدخول في حرب، إذا لا يُعرف في التاريخ أن قوتين اتفقتا على الدخول في
حرب.. فالحرب يشنها، دائما وأبدا، القوي على الضعيف، والضعيف إما أن يقاوم أو
يستسلم.. فإذا أسفرت الحرب عن فشل القوي في إفناء الضعيف، أو إجباره على رفع
الراية البيضاء، ونجح الضعيف في إثخان العدو القوي، وإرغامه على الدخول في هدنه،
فهو الطرف المنتصر.
النصر، دائما وأبدا، هو أن تحقق هدفك من المعركة.. والهزيمة، دائما وأبدا، هي أن تفشل في تحقيق هدفك من المعركة.. والخسائر، دائما وأبدا، لا تعد مؤشرا على الهزيمة، إذا كانت ثمنا لتحقيق الهدف من المعركة
كل
هذه المسلمات تحتاج إلى دليل، عند أصحاب "متلازمة المتنبي".. لذا فإنه
من العبث، وخفة العقل، أن تجهد نفسك في إقامة دليل على ما لا يحتاج إلى دليل. إن
هذا يكون "معقولا" (فقط) في "سراية المجانين".. أما العقلاء
فلهم مع أصحاب "متلازمة المتنبي" شأن آخر.. الجلد والتوبيخ، وحبذا لو
كانا لاذعين!
حالات من أصحاب متلازمة المتنبي
الحالة
الأولى: "مفكر استراتيجي" إماراتي كتب يقول: "حركة حماس تصادق على
صفقة استسلام، كما فعل (من قبل) حزب إيران في لبنان، لتسقط (بذلك) خرافة المقاومة
الإسلامية التابعة لإيران التي لم تحرر شبرا من فلسطين، ولم تتقدم خطوة نحو القدس،
بل جلبت الدمار للبلاد والعباد أينما حلت، فالمقاومة إما أن تكون وطنية أو لا تكون".
الرد:
طيب ما تقول لمعزبك محمد بن زايد يوقَّع على "صفقة استسلام" مماثلة، ويحرر
شبر واحد بس، من الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، منذ 53 سنة.
الحالة
الثانية: طبيب مصري شايف نفسه "مفكر"، و"تنويري" وكده كتب
يقول: "فاتورة الانتصار المزعوم: 46 ألف قتيل، 80 ألف منزل مدمر، 70 في المئة
من القطاع غير صالح للسكن، 40 مليار دولار إعادة إعمار!".
الرد:
طيب.. أنا سمعت إن فيه فاتورة "انتصار" تانية، كلها سلف ودين (170 مليار
دولار دیون خارجية + 8 تريليون جنيه ديون داخلية).. بس عشان "البرميل
الأزرق" يغيظ أصحابه القدام في حارة اليهود.. صحيح.. بتكلم جد!
الحالة
الثالثة: مسؤول فتحاوي كان في استقبال خاله الأسير الذي حررته المقاومة، كتب ساخرا من عودة النازحين الغزيين إلى الشمال مشيا على الإقدام: "طوفان العودة مشيا
على الأقدام إلى الشمال، الله يكون في عونهم، في حد منتصر بيمشي؟".
الرد:
المنتصر ده غلطان يا أذكى إخواتك.. كان لازم يركبك وهو في طريق العودة إلى شمال
غزة، حتى تدرك أنه انتصر.. لكن هنعمل إيه في طيبة وسمو أخلاق أهل غزة؟!"
لا
تجادلوهم، فالنهار لا يحتاج إلى دليل.. اجلدوهم!
x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com