حاول
حلفاء كييف في
أوروبا، الأحد، توحيد صفوفهم بعدما هزّهم التقارب بين واشنطن وموسكو،
وإثر شعورهم بالذهول من الهجوم العنيف الذي تعرض له زيلينسكي، الجمعة، في البيت الأبيض.
وبدعوة
من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تعهد خمسة عشر زعيما أوروبيا، بمن فيهم الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بدعم كييف وإعادة التسلح
ضد روسيا.
وقال
ستارمر في مستهل القمة إن أوروبا تعيش "لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل".
وصرّح ستارمر وإلى جانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "هذه لحظة لا
تتكرر إلا مرة في كل جيل بالنسبة لأمن أوروبا ويجب علينا جميعا تكثيف الجهود".
وأضاف
متوجها لزيلينسكي: "آمل أن تعلم أننا جميعا معك ومع شعب أوكرانيا مهما كلف الأمر. الجميع حول هذه الطاولة".
وأضاف:
"نحن بحاجة إلى أن نتفق على الخطوات التي ستنتج عن هذا الاجتماع لتحقيق السلام
من خلال القوة لصالح الجميع".
واحتضن
عدد من الزعماء زيلينسكي، وبينهم ستارمر ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والأمين
العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
وعكست
أجواء هذه القمة تباينا صارخا مع أجواء اجتماع الرئيس الأوكراني، الجمعة، مع نظيره
الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي حيث جرت مشادة حادة.
ووبخ
ترامب نظيره الأوكراني واتهمه بأنه "غير مستعد للسلام" مع روسيا.
خطة
من 4 خطوات
وعقب القمة كشف ستارمر عن خطة من أربع خطوات
لضمان السلام في أوكرانيا.
وأكد ستارمر أن أي اتفاق جديد لدعم أوكرانيا
يجب أن يقوم على القوة، مشيراً إلى ضرورة أن تساهم كل دولة بأفضل ما يمكنها من خلال
تحمل المسؤولية وزيادة حصتها في الدعم.
وأوضح ستارمر أن القادة الأوروبيين الذين
شاركوا في القمة اتفقوا على أربع خطوات رئيسية، وهي:
- استمرار تدفق المساعدات العسكرية إلى
أوكرانيا خلال فترة الحرب، مع زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا.
- التأكيد على أن أي اتفاق سلام دائم يجب
أن يضمن سيادة وأمن أوكرانيا، مع ضرورة مشاركة أوكرانيا في أي محادثات سلام.
- في حال التوصل إلى اتفاق سلام، ستعمل
الدول الأوروبية على منع أي غزو روسي مستقبلي لأوكرانيا.
- تشكيل "تحالف من الراغبين"
للدفاع عن أوكرانيا وضمان تحقيق السلام في البلاد.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
إن باريس ولندن تقترحان هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر والبنية
التحتية للطاقة"، وذلك في تصريحات لصحيفة "لو فيغارو" عقب القمة.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن ما يميّز هدنة
بهذه الصيغة هو "أنّنا نعرف كيف نقيسها"، في حين أن خط الجبهة في البرّ يمتد
لمسافات هائلة.
إلى ذلك، اقترح ماكرون أن ترفع الدول الأوروبية
إنفاقها الدفاعي الى ما بين 3 و3.5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، في مواجهة تبدّل
سياسات الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.
الرد على ترامب
وأعلن زيلينسكي، الاثنين، أنه يعمل مع حلفائه
الأوروبيين على "مواقف مشتركة" لمحاولة إقناع ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار
بمواجهة روسيا.
وقال زيلينسكي على "تليغرام" بعد
لقاء مع حلفائه، الأحد، في لندن: "سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما
هو غير قابل للتفاوض، وستُعرض هذه المواقف على شركائنا الأمريكيين".
وشدد الرئيس الأوكراني على أن الأولوية
تتمثل في التوصل إلى "سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد يتعلق بنهاية الحرب".
واتفق الزعماء الأوروبيون الذين انضم إليهم
في لندن كل من تركيا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس الوزراء الكندي
جاستن ترودو، الأحد، على ضرورة محاولة إبقاء الولايات المتحدة إلى جانبهم.
وكرر زيلينسكي استعداده لتوقيع الاتفاقية
المتعلقة بالمعادن "إذا كان جميع الأطراف مستعدين".
وقال للصحافة: "أنا مستعد لجميع الأشكال
البنّاءة في
العلاقات مع الولايات المتحدة. وأعتقد أن لدينا كل ما نحتاجه"، مشددا
في الوقت نفسه على ضرورة "فهم بعض الخطوط الحُمر الأوكرانية".