أعلنت السلطات السورية، الجمعة، تمديد حظر التجوال في محافظتي طرطوس واللاذقية شمال غربي البلاد، حتى صباح السبت، على خلفية توتر الأوضاع الأمنية فيهما.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" على منصة تلغرام: "نظرا للضرورات الأمنية والعسكرية وحفاظا على أرواح المواطنين وفي ظل تواصل العمليات الأمنية والعسكرية الجارية ضد فلول النظام البائد، يمدد حظر التجوال في مدينة طرطوس حتى يوم السبت.
كما نقلت الوكالة الرسمية عن مصدر قيادي بإدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، أنه تقرر تمديد حظر التجوال في المدينة إلى يوم غد السبت.
وفي وقت لاحق، أعلنت جامعة طرطوس تأجيل جميع الامتحانات المقررة في كلياتها يوم غد السبت.
وأفادت الجامعة عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، بتأجيل الامتحانات إلى موعد سيحدد لاحقا، وفق ما نقلت وكالة "سانا".
تضييق الخناق على التمرد
من جانبه، قال العقيد حسن عبد الغني المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، إن وزارته قامت بتنفيذ "عمليات تطويق محكمة ما أدى إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام البائد، فيما تستمر القوات في تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة".
وتابع: "تواصل قواتنا التعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون".
وطلب عبد الغني المتحدث من الأهالي "الذين هبّوا لمؤازرة إخوانهم" للعودة إلى مناطقهم، مؤكدا أن "الأوضاع تحت السيطرة الكاملة والعمليات مستمرة".
تحرير مختطفين
من جانبها، أعلنت إدارة الأمن العام السورية، الجمعة، فك الحصار عن 10 من عناصرها، بعد أن طوقهم مسلحون من النظام السابق، في ظل التوترات الأمنية التي شهدتها منطقة الساحل السوري.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في إدارة الأمن العام قوله: "تمكنا من إطلاق سراح 10 من عناصرنا بعد أن حاصرتهم فلول النظام البائد الخميس، دون تسجيل خسائر في صفوفهم"، دون أن يحدد مكان العملية.
وقالت الوكالة السورية الرسمية "سانا"، إن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
وأعلنت إدارة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، شمال غربي
سوريا، فرض حظر تجول في المدينة حتى الساعة العاشرة من صباح الجمعة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تجري في عدة أحياء واستمرار وصول تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، في أعقاب هجمات نفذتها فلول النظام السابق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل 70 شخصًا على الأقل في اللاذقية جراء اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين موالين لنظام المخلوع بشار
الأسد.
وفي أحدث التطورات، تعرض مرفأ اللاذقية لهجوم مسلح شنه عناصر من فلول النظام السابق، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة داخل المدينة.
كما أعلن قائد شرطة اللاذقية تعرض فرع الأمن الجنائي في المحافظة لهجومين متتابعين من قبل فلول النظام، استُخدمت فيهما قنابل وأسلحة آلية.
وأكد قائد الشرطة أن عددًا من المهاجمين قُتلوا وأُسر آخرون، مشيرًا إلى أن فلول النظام ما زالت تقطع عددًا من شوارع اللاذقية وسط استمرار وصول تعزيزات من قوات الجيش ووزارة الدفاع التي باتت على مشارف المدينة.
وفي مدينة جبلة، جنوبي اللاذقية، تواصلت الاشتباكات داخل أحياء المدينة، حيث سُمعت أصوات رصاص كثيفة عند مدخل المدينة الشمالي القريب من قاعدة حميميم العسكرية التي توجد فيها القوات الروسية.
وسقط عدد من القتلى من الأمن العام ومن فلول النظام جراء هذه الاشتباكات.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية في بيان موجه إلى فلول النظام: "اليوم أنتم مشتتون بين الجبال، لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة".
وأضاف، وفق ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية: "الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعًا عن قتلة ومجرمين. الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم".
وختم البيان بالقول: "إلى العناصر المتبقين من فلول الأسد، لا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم".
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "سانا" عن قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية في محافظتي اللاذقية وطرطوس دعوتها جميع المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية، وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن "التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح".
وأكدت قيادة العمليات أنها وجّهت كافة الوحدات العسكرية والأمنية بـ"الالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، حفاظًا على المدنيين ومواجهة أي محاولة لاستهداف الأمن الوطني بحزم".
وأضافت أنها "لن تسمح لأي جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون، وستبقى سوريا قوية وموحدة".
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر منصة "إكس" بسقوط "أكثر من 70 قتيلًا وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".
كما قطع مسلحون من فلول النظام السابق الطريق الدولي بين طرطوس واللاذقية، واستهدفوا سيارات على الطريق، وحاصروا مشفى جبلة العام ومداخل المدينة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية للمدعو مقداد فتيحة، قائد ما يسمى مليشيا "درع الساحل"، يعلن فيها النفير العام والسيطرة على محيط مطار حميميم لإخراج الأمن العام من الساحل السوري، وفق زعمه.
وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إنه "ضمن هجوم مدروس ومعد مسبقًا، هاجمت مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد نقاطنا وحواجزنا، واستهدفت العديد من دورياتنا في منطقة جبلة وريفها، مما نتج عنه سقوط العديد من الشهداء والمصابين في صفوف قواتنا"، دون تحديد العدد.
وأضاف: "تمكنّا من امتصاص هجومهم الغادر، وسنعمل على إنهاء وجودهم.. وسنعيد الاستقرار للمنطقة ونحفظ ممتلكات أهلنا".
يذكر أن فصائل سورية بسطت سيطرتها على دمشق في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد مدن أخرى، منهية 61 عامًا من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم السلاح، استجاب آلاف الجنود، فيما رفض بعض الخارجين عن القانون، خاصة في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد، واختاروا الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن ضد القوات الحكومية.