صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: استئناف الحرب "مسيرة غباء" ونتنياهو يسعى لإدامة حالة الطوارئ

الكاتب الإسرائيلي أشار إلى أن "أهداف الحرب الحقيقية مخفية لكنها واضحة جدا"- الأناضول
شدد الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان، على أن استئناف الحرب على قطاع غزة يمثل استمرارا لما وصفه بـ"مسيرة الغباء الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي خرقت الاتفاق مع حركة حماس برفضها الدخول في مفاوضات حول المراحل التالية من وقف إطلاق النار.

وأكد ميلمان في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن العملية العسكرية الجديدة ضد قطاع غزة "لن تعيد المخطوفين، بل ستعرض حياة 22 منهم، الذين تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية بأنهم لا يزالون على قيد الحياة، للخطر"، مضيفا أن استمرار القتال "يعقد إمكانية استعادتهم إلى جانب 37 جثة محتجزة في غزة".

وأوضح الكاتب أن الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر كانت في البداية بمثابة "حرب من أجل الوطن، حيث توحد الإسرائيليون خلفها"، لكن مع مرور الوقت ورفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشة "اليوم التالي" أو البديل المستقبلي لحكم غزة، فقد باتت الحرب عبئا غير ضروري.

وأشار ميلمان إلى أن "أهداف الحرب الحقيقية مخفية لكنها واضحة جدا"، موضحًا أن من بين هذه الأهداف "إعادة إيتمار بن غفير وحزبه إلى الائتلاف الحكومي، وتعزيز مساعي تغيير طبيعة النظام في إسرائيل، بالإضافة إلى رفع صورة رئيس الأركان الجديد إيال زمير كقائد عسكري شرس، في مقابل تقزيم سلفه المستقيل هرتسي هليفي".

وأضاف الكاتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى خمس فرق لمواصلة الحرب، معظمها من قوات الاحتياط، متسائلا عن  إذا كان سيتم استدعاؤهم بنفس الحماس السابق، أو أن "الرفض الأبيض" سينتشر بينهم، كما حصل في الفترة الأخيرة.

وشدد ميلمان على أنه لا يوجد هدف واضح لهذه العملية العسكرية على قطاع غزة، باستثناء "الشعار الفضفاض حول إسقاط حكم حماس"، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تطرح أي بديل سياسي لحكم غزة.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى احتمال وجود "هدف خفي" يتمثل في التسبب في دمار واسع يؤدي إلى تهجير جماعي لسكان غزة، بما يتماشى مع ما وصفه بـ"خطة ترامب" لتهجير السكان إلى مصر والأردن ودول أخرى.

وأكد الكاتب أن نتنياهو يسعى إلى إدامة الحرب لأطول فترة ممكنة، مشيرا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن الجمهور متعب ولا ينزل إلى الشوارع للمطالبة بعودة المخطوفين، ما يجعله يرى أن بإمكانه التخلي عنهم دون دفع ثمن سياسي أو شخصي.

وفي ختام مقاله، أشار ميلمان إلى أن حركات الاحتجاج وعائلات الأسرى الإسرائيليين "لن تتوقف عن النضال هذه المرة"، لكنه شدد على أن "وقف الحرب لن يحدث إلا إذا عاد الجمهور بأعداد كبيرة إلى الشوارع، ورفض جنود الاحتياط الاستجابة للاستدعاءات".