سياسة تركية

اعتقالات جديدة في تركيا.. وإمام أوغلو يوجه نداء للأحزاب والقضاء

إسطنبول شهدت توترات واحتجاجات بعد اعتقال إمام أوغلو بتهم متعلقة بالفساد و"الإرهاب"- الأناضول
أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الخميس، عن اعتقال عشرات المتهمين بنشر منشورات "استفزازية" عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، في حين وجه الأخير نداء من محبسه إلى القضاء والسياسيين في التحالف الحاكم للتحرك إثر اعتقاله.

وتعيش تركيا منذ الأربعاء الماضي على وقع ما وصفه بأنه "زلزال سياسي" عقب شن السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة طالت رئيس بلدية إسطنبول الكبرى ومقربين منه بتهم "فساد" و"مساعدة منظمة إرهابية".



وقال يرلي كايا: "بعد إصدار قرار بإلقاء القبض على رئيس بلدية إسطنبول الكبرى و106 مشتبه بهم آخرين، فإنه تم تحديد قيام بعض الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركات تحريضية في إطار جرائم تحريض الشعب على الكراهية والعداوة والتحريض على ارتكاب الجرائم".


وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، أنه "تم تحديد 261 مشرف حساب مشبوه، منهم 62 في الخارج، يُعتقد أنهم قاموا بتلك المشاركات"، لافتا إلى أنه جرى "القبض على 37 مشتبهًا، بينما لا تزال الأعمال جارية للقبض على المشتبه بهم الآخرين".

وعلى جانب آخر، نشر رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، هاجم فيها شخصا ما في السلطة لم يسمه، وطالب القضاء بالتحرك بعد اعتقاله.

وقال أوغلو المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، "بينما لديك العديد من البقع التي لا تستطيع حتى أن تحاسب عليها في الداخل والخارج، تحدق في ممتلكاتي وعمالي وجهودي التي تراكمت على مدى ثلاثة أجيال؛ تتحدث عن شرفنا وكرامتنا، وتسرق مستقبل أولادي".



وأضاف: "قلت لشعبي وحذرتهم أن هذه العقلية التي صادرت شهادتي، ستتسلط على مالكم وشرفكم وممتلكاتكم، وستقوم بكل أنواع السرقات والاعتداءات"، داعيا الشعب التركي إلى "يكونوا جميعا ضد هذا الشر"، بحسب تعبيره.

ووجه إمام أوغلو رسالة إلى أعضاء القضاء في تركيا، قائلا: "أنادي آلاف المدعين العامين والقضاة الأتراك الشرفاء، الذين يعيشون حب خدمة شعبهم. يجب عليكم الوقوف وفرض إجراءات على زملائكم الذين دمروا القضاء التركي، وجعلونا في ذل أمام العالم، وأهانوا سمعتنا".

وتابع في حديثه: "أنا أثق بالقضاء التركي العظيم، لا يمكنكم أن تظلوا صامتين، ولا يجب أن تبقوا صامتين".

كما أنه وجه رسالة أخرى إلى أعضاء حزب "العدالة والتنمية" وتحالف الجمهور الحاكم الذي يضم حزب الحركة القومية، مشددا على أن "هذه الأحداث (اعتقاله ومقربين منه) تجاوزت أحزابنا ومُثُلنا السياسية. الأمر الآن يتعلق بشعبنا، وخاصة عائلاتكم. حان الوقت لترفعوا أصواتكم".

والأربعاء، شنت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة في مدينة إسطنبول طالت أكرم إمام أوغلو، ما أدى إلى توترات في المشهد السياسي في البلاد، في حين وصفت المعارضة الخطوة بأنها "انقلاب ضد الرئيس القادم".


وفي بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول، تم وصف إمام أوغلو المنتمي إلى حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، والذي جرى مساء الثلاثاء إلغاء شهادته الجامعية، بأنه "زعيم منظمة إجرامية".

وطالت حملة الاعتقالات إلى جانب إمام أوغلو، 106 أشخاص آخرين، بينهم رؤساء بلديات فرعية في مدينة إسطنبول وصحفيون، وذلك على ذمة التحقيق في قضيتين منفصلتين.

وتتعلق القضية الأولى بتهم فساد و"تشكيل منظمة إجرامية"، وصدر قرار اعتقال 100 شخص على ذمتها، بينهم إمام أوغلو، في حين تمثلت القضية الثانية في "مساعدة منظمة إرهابية"، وتشمل 7 أشخاص، بينهم كذلك رئيس بلدية إسطنبول.