صحافة دولية

يشعرون بالخديعة.. تصاعد غضب الأمريكيين العرب من مواقف ترامب تجاه العدوان على غزة

وعد ترامب مسلمي أمريكا بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة- جيتي
تشهد الجالية العربية الأمريكية موجة غضب متصاعدة إزاء الموقف الأمريكي الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة، ما دفع العديد من أفرادها إلى إعادة تقييم دعمهم السابق للرئيس دونالد ترامب.
 
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مشاعر الخيبة والخيانة تسيطر الآن على أوساط الجالية العربية، خاصة في مدن مثل ديترويت وضواحيها، حيث يشكل العرب والمسلمون كتلة سكانية وسياسية مؤثرة.

وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي وسقوط مئات الضحايا المدنيين في غزة، شعر العديد من الأمريكيين العرب بأن أصواتهم تُهمش من قبل الإدارة الأمريكية، سواء إدارة الرئيس السابق جو بايدن أو حتى من ترامب، الذي كان يُنظر إليه في السابق كبديل سياسي قد يكون أكثر استجابة لبعض مطالبهم الداخلية.



تراجع الدعم لترامب
وأشار التقرير إلى أن مواقف ترامب الداعمة بشكل غير مشروط للاحتلال الإسرائيلي خلال التصعيد الأخير في غزة قد أثارت استياءً واسعاً بين الناخبين العرب الأمريكيين. 

وقالت الناشطة العربية الأمريكية ليلى أحمد، من ديترويت: "نحن نريد زعيماً يفهم تعقيدات القضية الفلسطينية ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني. تصريحات ترامب الأخيرة كانت صفعة لكل من يؤمن بالعدالة".

تأثير الانتخابات
أكد التقرير أن ترامب كان يواجه معضلة حقيقية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي٬  والتي تمثلت في كيفية التوفيق بين دعمه التقليدي للاحتلال الإسرائيلي والحفاظ على تأييد الناخبين العرب الأمريكيين، الذين يشكلون جزءاً مهماً من قاعدة الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل ميتشيغان وأوهايو.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعا ملحوظا في شعبية ترامب بين الناخبين العرب الأمريكيين، وأبدى العديدون منهم استعداداً للتصويت لصالح مرشحين ديمقراطيين يعتبرون أكثر توازناً في تعاملهم مع القضية الفلسطينية.

ردود الفعل السياسية
في محاولة لاحتواء الغضب المتصاعد، عقد فريق حملة ترامب سلسلة من اللقاءات مع قادة الجالية العربية الأمريكية لتوضيح مواقفه. 

وقال مستشار ترامب، جيسون ميلر، في بيان: "الرئيس ترامب يعتقد بأن السلام في الشرق الأوسط ممكن فقط من خلال دعم إسرائيل، لكنه أيضاً يدرك أهمية معالجة مخاوف الجالية العربية الأمريكية".

ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الجهود "قد لا تكون كافية لاستعادة الثقة، خاصة في ظل استمرار العنف في غزة والسياسات الإسرائيلية التي يراها الكثيرون غير عادلة".

يخلص التقرير إلى أن قضية غزة والاحتلال الإسرائيلي ستظل واحدة من القضايا الأكثر إثارة للجدل في السياسة الأمريكية، خاصة مع تزايد تأثير الجالية العربية الأمريكية في الانتخابات. 

وفي الوقت الذي يواصل فيه ترامب سعيه لكسب تأييد هذه الجالية، فإن التوازن بين دعم إسرائيل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين سيظل تحدياً كبيراً له وللرؤساء الأمريكيين المستقبليين.

في النهاية، يبدو أن الطريق إلى البيت الأبيض سيتطلب من المرشحين الأمريكيين التعامل بحذر أكبر مع قضايا الشرق الأوسط، مع إدراك أن أصوات الجالية العربية الأمريكية قد تكون حاسمة في تحديد الفائز.