سياسة عربية

غضب على مواقع التواصل جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على رفح (شاهد)

الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على قطاع غزة مصعدا هجماته على المناطق الغربية من رفح- الأناضول
أثارت مشاهد النزوح القسري القاسية من المناطق الغربية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة جراء تجدد العدوان والتوغل الإسرائيليين ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوضع حد للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة بعد استئناف الحرب الأسبوع الماضي، في حين تشهد مدينة رفح توغلا بريا وعمليات قصف عنيفة أسفرت سقوط شهداء ومصابين في صفوف المدنيين بالتزامن مع موجات نزوح جديدة من المنطقة.

والأحد، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على حي تل السلطان في رفح رافقه قتل وإصابة مدنيين، ومحاصرة المئات منهم، فضلا عن محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل متعمد.


وقال جيش الاحتلال في بيان، إنه "انتهى من تطويق حي تل السلطان في رفح، لتعميق سيطرته وتوسيع المنطقة الأمنية العازلة في جنوب قطاع غزة".

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مروعة تظهر نزوحا جماعيا للفلسطينيين من المنطقة على وقع تصاعد عدوان الاحتلال، وسط شهادات مروعة عن إعدامات ميدانية ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي إن "ما يحدث في رفح أكبر من خبر، وهو اختبار لوعينا، وحافز لمراجعة خياراتنا، ودعوة لأن نعيد تعريف النصر: هل هو تفوق في السلاح؟ أم استعادة لحقّ الإنسان في العيش الكريم وبناء مجتمع فاهم وعالم وصاحب موقف؟".


وأضاف في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" مرفقة بمقطع مصور يظهر مسنة فلسطينية وهي تنزح ماشية على أيديها وأرجلها من شدة التعب والإرهاق، أن "المرأة الزاحفة ليست فردا، بل رمز، وصورتها صرخة في وجه كل ساكت عن الحق، وكل مبرّر للظلم، وكل صانع لسلام على حساب دموع الأمهات".

من جهته، قال المستخدم على منصة "إكس" يوسف القاسمي: "نزوح جديد في رفح.. تحت سماء تعج بأصوات الطائرات وأرض تُثقلها المأساة، يُجبر أهالي المناطق الغربية برفح على النزوح مجددا، حاملين على أكتافهم بقايا أمتعتهم. يسيرون على طرقات مرهقة، أطفالٌ في الأحضان، وأمتعة متواضعة على الأكتاف، وقلوبٌ تفيض بالخوف من المجهول".



وكان جيش الاحتلال الذي قال إنه استكمل تطويق حي تل السلطان في رفح، حدد ثلاثة أهداف لهذه العملية، وهي "تدمير البنية التحتية للإرهاب، والقضاء على مسلحين في المنطقة، وتعميق السيطرة، وتوسيع المنطقة الأمنية في جنوب قطاع غزة"، على حد تعبيره.

وتشمل المنطقة الأمنية في مدينة رفح محور فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر، الذي تسيطر عليه إسرائيل، رافضة الانسحاب منه ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل على هذا المحور في السابع من شهر حزيران/ يونيو عام 2024، وفق ما أعلن عنه آنذاك.

وتأتي هذه العملية في إطار تصعيد الجيش الإسرائيلي إبادته الجماعية المتواصلة في غزة، وبعد ليلة قاسية شهدها الفلسطينيون في تل السلطان جراء القصف المكثف الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.


وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قالت في بيان إن "الهجوم الوحشي على حي تل السلطان، والحي السعودي، والبركسات في رفح، وحصار أكثر من 50 ألف مدني، واستهداف المواصي والطواقم الطبية، يُعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويشكل جزءًا من سياسة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة".

وحذرت الحركة من "إقدام جيش الاحتلال الفاشي على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحقّ المدنيين الأبرياء، في ظل الأنباء المؤلمة عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى الذين يتعذر الوصول إليهم ونجدة المصابين منهم، بسبب شدة الحصار والقصف الوحشي المستمر على المنطقة".