متخصص في الهندسة يرى أنه على الرغم من أن جزر
المالديف دولة صغيرة، إلا أنه لا ينبغي أن "تخضع للتنمر".
يرفض التواجد
الهندي، داعيا إلى إخراج جميع القوات الهندية من جزر المالديف، ويفضل الانفتاح على الصين المجاورة وعلى تركيا .
ولد محمد معز (مويزو) عام 1978 في ماليه عاصمة جمهورية جزر المالديف، للشيخ حسين عبد الرحمن، قاضي وعالم دين حصل في عام 2013 على جائزة الشرف الوطنية "لمساهمته في مجال التوعية الدينية والتعليم الديني".
في سن العشرين، بدأ محمد معز العمل في الحكومة عام 1998، كمتدرب فني في تخطيط البناء والأشغال العامة في وزارة البناء والأشغال العامة، وتولى إدارة شركة يمتلكها والده تعمل ضمن مجال فنادق للإيجار اليومي.
درس معز في مدرسة المجيدية، أقدم مدرسة في جزر المالديف. وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الإنشائية من جامعة لندن، وحصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة ليدز في عام 2009 ، وكانت أطروحته للدكتوراه تتعلق بـ "التأثيرات الحرارية والمعتمدة على الوقت على مفاصل ألواح السقف والجدران الخرسانية المسلحة"، كما أنه حصل أيضا على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية من معهد إدارة المشاريع الأمريكي.
تولى معز منصب وزير الإسكان والبيئة في عام 2012 خلال إدارة الرئيس محمد وحيد حسن، واستمر في هذا المنصب بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2013 في عهد إدارة الرئيس عبد الله يمين.
وأشرف معز على العديد من مشاريع البنية التحتية بما في ذلك جسر سينمالي الذي يربط العاصمة ماليه بمطار فيلانا الدولي في جزيرة هولهولي، وهو أول جسر بين الجزر في تاريخ جزر المالديف.
شهدت بقية فترة ولايته للوزارة استكمال المزيد من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك بناء العديد من الموانئ، والأرصفة البحرية والحدائق والمساجد والمباني العامة والمرافق الرياضية والطرق. وأشرف معز على إدخال تقنيات الرصف الإسفلتي الحديثة في شوارع ماليه، وتنفيذ قوانين البناء والصيانة الجديدة.
بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2018، ترك معز حزب "تحالف تنمية المالديف" وانضم إلى "الحزب التقدمي لجزر المالديف". وفي عام 2019، أصبح معز نائبا للرئيس ورئيسا لدائرة الانتخابات في حزب المعارضة آنذاك.
انتخب عمدة لمدينة ماليه في عام 2021 متغلبا على مرشح "الحزب الديمقراطي المالديفي" الحاكم .
بعد إدانة الرئيس السابق وزعيم المعارضة عبد الله يمين بتهمة الاختلاس، اختبر معز مرشحا رئاسيا عن "المؤتمر الوطني الشعبي"، وهو جزء من ائتلاف المعارضة. في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المالديفية في عام 2023، حصل على 46.06% من الأصوات، وتقدم إلى الجولة الثانية وانتخب رئيسا بعد حصوله على 54.04% مقابل 46.04% للرئيس إبراهيم محمد صليح.
وأصبح المعز الرئيس التاسع لجمهورية المالديف، والرابع المنتخب ديمقراطيا.
وبعد انتخابه بنحو أسبوع، ذهب معز والسيدة الأولى ساجدة محمد في أول رحلة رسمية لهما إلى تركيا، واجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائبه جودت يلماز في أنقرة.
تركزت حملة معز الرئاسية على الحد من النفوذ الهندي في شؤون جزر المالديف، ووصفه المراقبون بأنه مؤيد للصين التي زارها بدعوة من الرئيس شي جين بينغ.
وفي مقابلات أجريت معه قبل توليه منصبه، قال معز إن جميع القوات الهندية يجب أن تغادر جزر المالديف، وقالت وزارة الدفاع المالديفية إن حوالي 75 فردا هنديا يتمركزون في البلاد، ويُشَغَّلُون الطائرات التي منحتها الهند لجزر المالديف، وكان معز أكد أنه لن يكون هناك أي عسكري هندي، ولا حتى بزي مدني، في بلاده.
وتعهد معز بإطلاق سراح الرئيس السابق يمين من السجن.
وصادق رئيس المالديف محمد معز الثلاثاء الماضي على قرار يحظر دخول الإسرائيليين إلى البلاد. وقالت رئاسة المالديف في بيان إن منع دخول الإسرائيليين يعكس موقف جزر الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي ردا على الإبادة التي ترتكبها ضد الفلسطينيين. وهو قرار تدعمه الحكومة والمعارضة على حد سواء، ودخل حيز التنفيذ فورا بعد تعديل قانون الهجرة المالديفي الذي أُقر بأغلبية خلال جلسة البرلمان ويتضمن بندا يحظر صراحة على الإسرائيليين دخول البلاد.
وأضاف البيان الرئاسي أن المالديف، وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي، تواصل الدعوة إلى المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي التي تمارسها دولة
الاحتلال وإدانة أفعالها. وتشتهر جزر المالديف، التي تضم أكثر من ألف جزيرة مرجانية، بشواطئها الرملية ذات المياه الفيروزية، وقطاعها السياحي المزدهر.
وتعكس هذه الخطوة "موقف الحكومة الثابت ردا على الفظائع المتواصلة وأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وضامن حكومة جزر المالديف الراسخ مع القضية الفلسطينية، والتزامها الدائم بحماية وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني". بحسب البيان.
وكانت إحدى جزر المالديف منعت سابقا دخول كل من يحمل جواز سفر إسرائيليا، ومن العبارات التي كتبت حينها "لا نريد أموالكم الملطخة بالدماء". ورفعت المالديف حظرا كان مفروضا على السياح الإسرائيليين مطلع تسعينيات القرن الماضي، لكن هذا الحظر عاد من جديد بعد أن أقره البرلمان وصدَّق عليه رئيس البلاد.
وفي العام الماضي، أوصت وزارة الخارجية الإسرائيلية مواطنيها بتجنب السفر إلى جزر المالديف، وكان عدد السياح الإسرائيليين إلى المالديف انخفض بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.
وبحسب البيانات الرسمية، زار 59 إسرائيليا فقط جزر المالديف في شباط/ فبراير الماضي، مقارنة بأكثر من 11 ألفا في نفس التوقيت عام 2023.
وقال محمد معز، عبر حسابه على منصة إكس: " تؤكد جزر المالديف التزامها الثابت بالنضال الفلسطيني من أجل العدالة وحقه في العيش بسلام. نضال فلسطين هو نضال كل مالديفي. ندعو المجتمع الدولي إلى التكاتف والاستفادة من إرادته السياسية وقوته الاقتصادية للضغط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني فورا، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية".
وأكد أن إيصال المساعدات وسط الغارات الجوية المستمرة أمر غير عملي وحث المجتمع الدولي إنهاء الأعمال العدائية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير. وفي أعقاب قرار مجلس الأمن الداعي إلى وصول إنساني آمن ودون عوائق في جميع أنحاء غزة، سلط معز الضوء على الهجمات الوحشية المستمرة التي يواجهها الفلسطينيون ودعا إلى اتخاذ إجراءات دولية أقوى وأكثر واقعية.
و رحب معز بأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير تدعو دولة الاحتلال إلى منع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية في غزة.
وعين معز مبعوثا خاصا لتقييم الاحتياجات الفلسطينية، وأطلق حملة لجمع التبرعات مع وكالة "الأونروا"، ونظم مسيرة وطنية لإظهار تضامن المالديف مع فلسطين.
بقيادة معز استطاعت المالديف الجمهورية المسلمة التي تمتد على سلسلة من 26 جزيرة من الجزر المرجانية في جنوب قارة آسيا في المحيط الهندي، أن تغلق أبوابها في وجه الصهاينة، وهو ما تتمنع دول عربية عنه، رغم قدرتها، بحجة بقاء الأبواب مفتوحة لخدمة الفلسطينيين، وهي في الواقع تغلقها وتخشى غضب واشنطن.