رفض الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب الإجابة المباشرة عن سؤال حول ما إذا كان يثق بالرئيس
الروسي فلاديمير
بوتين، وقال مخاطبًا المذيع: "أنا لا أثق بك... لا أثق
بالكثير من الناس".
وفي مقابلة مع
قناة ABC الأمريكية،
أثار ترامب جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبر رده على ثقته في بوتين
تعد انعكاسا لأسلوبه الصدامي وتناقضه في ملفات السياسة الخارجية، خصوصًا الحرب
الروسية الأوكرانية.
وجاء السؤال
خلال حوار تلفزيوني مطول أُجري بمناسبة مرور 100 يوم على ولايته الثانية، حين سأله
المذيع: "هل تعتقد أن بوتين يريد السلام؟"، فأجاب ترامب: "أعتقد
أنه يريد ذلك، نعم"، وعند الضغط عليه بسؤال مباشر: "هل تثق به؟"،
تهرب الرئيس من الإجابة، وقال: "أنا لا أثق بك"، مضيفًا أنه يعتقد أن
بوتين كان يطمح للسيطرة على أوكرانيا بالكامل، لكن "بسببي، لم يفعل".
ولم تكن هذه
المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن بوتين بلغة حذرة، فقد أثار ترامب مرارا
انتقادات بسبب ما اعتبره البعض "لينا مفرطا" تجاه الرئيس الروسي، وخلال
حملته الانتخابية، لم يخف ترامب إعجابه ببوتين، وامتنع عن توجيه انتقادات صريحة
له، حتى بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وفي عام 2018،
وخلال قمة هلسنكي الشهيرة، وقف ترامب إلى جانب بوتين ونفى علنا تدخل روسيا في
الانتخابات الأمريكية، مخالفًا تقارير وكالات الاستخبارات الأمريكية، وتصريحاته
حينها وصفت بأنها "أدنى نقطة في رئاسة ترامب" من قبل منتقديه، بمن فيهم
أعضاء في الحزب الجمهوري.
منذ اندلاع
الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022، اتخذ ترامب مواقف متقلبة، في
البداية، قال إن بوتين "ذكي للغاية" لأنه استولى على أراضٍ أوكرانية دون
مقاومة حقيقية، لكنه لاحقًا صرح بأن "ما كان لبوتين أن يفعل ذلك لو كنت
رئيسًا".
في شباط/ فبراير
2025، وبعد فوزه في الانتخابات، أجرى ترامب مكالمة مباشرة مع بوتين استمرت 90
دقيقة، ناقشا خلالها إمكانية وقف إطلاق النار. ووفق ما نشره موقع Kyiv Independent، فإن المكالمة
أثارت قلقًا واسعًا في أوروبا وأوكرانيا، وسط مخاوف من أن يقدم ترامب تنازلات
لروسيا دون تنسيق مع الحلفاء.
وأشعلت تصريحات
ترامب في المقابلة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد المستخدمين على
منصة "إكس": "اتصلوا بالطوارئ.. هناك جريمة قتل إعلامية في
المقابلة"، في إشارة ساخرة إلى رد ترامب على الصحفي. بينما كتب آخر:
"ترامب لا يثق بأحد... إلا بنفسه".
وسائل إعلام
أمريكية مثل "Fox News وThe "Guardian علّقت على المقابلة، معتبرة أن ترامب
واصل خطابه الشعبوي المعهود، مستخدمًا الهجوم الشخصي للهروب من الأسئلة الحرجة.
وتأتي هذه
التصريحات في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط ضربات
روسية مكثفة استهدفت العاصمة كييف مؤخرًا، وتدهور إنساني متزايد، وفي المقابل،
تتجه واشنطن تحت إدارة ترامب إلى مراجعة دعمها العسكري لكييف، وسط انقسام سياسي
داخلي بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن جدوى استمرار هذا الدعم.