صحافة إسرائيلية

يديعوت أحرونوت: دمشق تسعى لتفاهم مع الجالية اليهودية السورية

الاجتماع أهمية مساهمة الجالية اليهودية السورية في إعادة بناء سوريا - الأناضول
في إطار محاولات النظام السوري لإعادة بناء علاقاته مع المجتمعات المختلفة، ظهرت مؤخراً مؤشرات على تزايد الاهتمام بالعلاقات بين دمشق والجالية اليهودية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت مقابلة خاصة يوسف (جو) ججاتي، وهو يهودي سوري أمريكي، تحدث فيها عن زياراته المتكررة إلى سوريا وعلاقته بالإدارة الجديدة، مشيرًا إلى أنها تواجه "صعوبة في فهم المجموعات اليهودية المتنوعة التي تنحدر من أصل سوري، والتى تضم خلفيات عرقية ودينية متعددة".

وأضاف ججاتي أن الإدارة السورية في "حالة ارتباك بشأن كيفية التعامل مع هذه المجتمعات، وهو في انتظار أن تتوصل هذه الجاليات إلى اتفاق داخلي بشأن مطالبهم، قبل أن يتخذ أي خطوات تجاههم".

في هذا السياق، أشار إلى أن الحكومة السورية قد تتعامل مع الجالية اليهودية بشكل أكثر تنظيمًا حالما يتم توضيح مطالبهم ومواقفهم المشتركة.

اجتماع سوري يهودي في نيويورك
وتعزيزًا لهذه المحادثات، أفادت وسائل الإعلام السورية أن وزير الخارجية السوري أسد الشيباني عقد اجتماعًا مع وفد من الجالية اليهودية السورية في مدينة نيويورك، وناقش الاجتماع إمكانية تعزيز العلاقات بين الإدارة والجالية، مع التركيز على دور هذه الجالية في عملية إعادة إعمار البلاد.

ويُعتبر هذا اللقاء خطوة غير مسبوقة في سياسة الإدارة الجديدة تجاه الطوائف الدينية المختلفة، بما في ذلك المجتمعات اليهودية.

الجالية اليهودية ودورها في إعادة الإعمار
ووفقًا للتقارير، فقد تناول الاجتماع أهمية مساهمة الجالية اليهودية السورية في إعادة بناء سوريا بعد سنوات من الحرب، خاصة في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية المتضررة، ويبدو أن الإدارة السورية تسعى إلى استخدام هذه العلاقات الدبلوماسية كجزء من محاولات تحييد الضغوط الدولية، وتوسيع دائرة التعاون مع الطوائف العالمية في مرحلة إعادة الإعمار.

وفي تعليقٍ لها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن هذه الزيارات واللقاءات قد تمثل بداية لمرحلة جديدة في التعامل بين سوريا والجاليات اليهودية في العالم، وهو ما قد يحمل في طياته فرصًا جديدة للإدارة الجديدة لتعزيز حضور الجالية اليهودية في مرحلة ما بعد الحرب.

الخلفية التاريخية للجالية اليهودية السورية
تعد الجالية اليهودية في سوريا واحدة من أقدم المجتمعات اليهودية في المنطقة، حيث كان اليهود جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري لآلاف السنين. ولكن مع تصاعد الصراعات السياسية، هاجر العديد من اليهود السوريين إلى خارج البلاد، ليظل القليل منهم يعيش في دمشق وحلب، بحسب ما ذكرت الصحيفة.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح هناك اهتمام متزايد بالعلاقة بين سوريا والجاليات اليهودية على مستوى العالم، وهو ما يظهر جليًا في اللقاءات التي تُعقد مع الجالية في مختلف العواصم العالمية.