سياسة دولية

ماذا قال البابا لاوون في أول اجتماع رسمي له مع الكرادلة؟

البابا لاوون يرد على سبب اختياره هذا الاسم ويبين ما هو أكبر تحد للبشرية- جيتي
أكد البابا لاوون الرابع عشر، أمس السبت، أن بابويته ستسير على نهج سلفه الراحل البابا فرنسيس، داعياً كرادلة الكنيسة الكاثوليكية إلى الحفاظ على هذا "الإرث الثمين". 

وشدد في أول اجتماع رسمي له مع الكرادلة، والذي استُهلّ بتصفيق حار، على أن الذكاء الاصطناعي يُعد من أبرز التحديات المعاصرة التي تهدد الطبقة العاملة وتمسّ بكرامة الإنسان.

وأوضح البابا الجديد، الذي تحدّث بطلاقة باللغة الإيطالية، أنه اختار اسمه البابوي تيمنًا بالبابا لاوون الثالث عشر، المعروف بمواقفه الاجتماعية في مواجهة آثار الثورة الصناعية الكبرى في القرن التاسع عشر، لا سيما من خلال رسالته الشهيرة "Rerum Novarum" الصادرة عام 1891، والتي دافعت عن حقوق العمال وكرامتهم.

وأشار البابا المولود في شيكاغو باسم روبرت بريفوست، إلى أن "الكنيسة الكاثوليكية في عصرنا الراهن مدعوّة لتجديد التزامها بتعاليمها الاجتماعية، في مواجهة ثورة صناعية جديدة تتمثل في التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، وما يرافقه من تحديات على صعيد العدالة والعمل والكرامة الإنسانية".

وأكد البابا، الذي ارتدى الرداء الأبيض البابوي، أن قيادته ستمضي في تعزيز الإصلاحات التي أطلقها البابا فرنسيس، خاصة في ما يتعلق بالعدالة الاجتماعية. 

كما وجّه البابا نداءً مؤثراً إلى القوى الكبرى في العالم يدعوها فيه إلى "وقف الحروب" والعمل من أجل إحلال السلام. وأمام حشود غفيرة احتشدت في ساحة القديس بطرس، دعا البابا إلى تحقيق "سلام حقيقي ودائم" في أوكرانيا، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين. 

كما رحّب بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، معرباً عن أمله في أن يمنح الله العالم "معجزة السلام".

وكان مجمع الكرادلة قد انتخب الخميس الماضي المطران الأمريكي روبرت بريفوست ليكون البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية، خلفاً للبابا الراحل فرنسيس، ليصبح بذلك أول أمريكي يتولى السدة البابوية. 

واختار البابا الجديد اسم "لاوون الرابع عشر"، في سابقة لم يشهدها الفاتيكان منذ القرن التاسع عشر.

وعقب تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة القديس بطرس، في إشارة إلى انتخاب البابا، أطلّ لاوون الرابع عشر من شرفة الكنيسة مرتدياً الرداء البابوي الأحمر التقليدي، وهو الرداء الذي كان قد اختار البابا فرنسيس الاستغناء عنه عام 2013. وفي كلمته الأولى عقب انتخابه، دعا البابا الجديد إلى "السلام وبناء الجسور بين الشعوب".