مقابلات

ناشط جزائري يكشف لـ"عربي21" تفاصيل الاعتداء على متضامنين بمطار القاهرة (شاهد)

الناشط الجزائري أكد أن قوات الأمن المصرية اعتدت بالضرب على بعض المحتجزين من المتضامنين في مطار القاهرة قبل ترحيلهم خارج البلاد- عربي21
كشف ناشط ومدون جزائري تفاصيل اعتداء ومنع السلطات المصرية دخول متضامنين إلى القاهرة، كانوا ينوون الانضمام إلى قافلة الصمود المتجهة إلى قطاع غزة المحاصر.

وقال الجزائري، أمير ساسي في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه ومجموعة من النشطاء الجزائريين انطلقوا مساء الأربعاء الماضي من مطار هواري بومدين في الجزائر، وتوجهوا إلى مطار القاهرة للالتحاق بقافلة الصمود.

"تواجد أمني وتفتيش الهواتف"
وأضاف ساسي : "وصلنا إلى مطار القاهرة في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 11 من هذا الشهر (الأربعاء)، وعند الوصول وجدنا تواجدًا أمنيًا كثيفًا، (..) تم تجميع الجزائريين في صفوف منفصلة داخل المطار، وبدأت عملية المصادقة على الجوازات تمهيدا لوضع تأشيرة الدخول".

وذكر الناشط الجزائري قائلا: "كنت أنا أول من صُودق على جوازه، وتم وضع التأشيرة عليه، ثم قال لي ضابط الجوازات، افتح الهاتف، في انتهاك واضح للخصوصية والحقوق والحريات الشخصية (..) أراد أن يطلع على رسائلي في الواتساب والصور، ليقرر إن كنت سأنجو من الحجز أم لا، ترددت، فقال لي: اذهب إلى اليمين، أي مع المحتجزين".



وتابع: "بعد حوالي ساعتين أو ساعتين ونصف من بدء المصادقة على التأشيرات للجزائريين، تم السماح لبعضنا بالمرور، بينما بقي البعض الآخر بدون جوازات حيث صادرتها قوات الأمن، وتم احتجازنا".

"حجز كارثي ومعاملة سيئة"
ووصف الناشط ساسي مكان الاحتجاز بقوله: "عندما دخلنا مكان الاحتجاز، وجدناه كارثيًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. لا طعام، لا شراب، المكان غير نظيف. كانت هناك غرفتان ضيقتان للغاية. الغرفة الأولى ضمّت مجموعة من الجنسيات: أتراك، إيطاليين، سويسريين، أمريكيين، وإسبانيين، وكلهم تقريبًا من كبار السن. أما الغرفة الثانية التي دخلناها نحن كجزائريين، فكانت تحتوي على ثمانية أسرّة، وكانت ضيقة جدًا، فيها مرحاض، طول الغرفة حوالي 8 أمتار، وعرضها نحو 5 أمتار. تم نزع الهواتف، وكانت المعاملة سيئة جدًا، ولم يُسمح لنا بالتواصل مع السفارة بأي شكل من الأشكال".


وشدد الناشط على وجود أشخاص جزائريين لا علاقة لهم بالقافلة مضيفا: " وجدنا امرأة جزائرية محتجزة جاءت للعلاج هي وزوجها، وكانت لديها عملية في اليوم التالي، وللأسف تم احتجازها معنا. أيضًا، كان هناك تجار من الجزائر لا علاقة لهم بما حصل، وتم احتجازهم كذلك. المعاملة من الأمن المصري كانت سيئة جدًا".

وأضاف: "كان معنا أحد الشخصيات البارزة من الجزائر، الدكتور نور الدين بكيس، الذي جاء للمشاركة في المسيرة التضامنية مع غزة، وهو شخصية معروفة جدًا، وأستاذ في علم الاجتماع في الجزائر. لكن المعاملة في الحجز كانت لا إنسانية مع الجميع".

"اعتقالات من الفنادق"
وكشف الناشط أن مجموعة من المتضامنين كان من بينهم فلسطينيون وجنسيات أخرى، تم اعتقالهم من الفنادق، والزج بهم في إلى المكان الذي احتجزنا فيه، من بينهم شاب فلسطيني مقيم في النرويج يُدعى عمر، واضاف: "بدأنا نصرخ ونردد بعض الشعارات معه، وكنا متفقين على إيصال صوتنا للعالم. رددنا الشعارات طوال الوقت دون توقف".

ولفت ساسي إلى أن "نحو 15 من أفراد الأمن المصري اقتحموا مكان احتجازهم حين لاحظوا قيام بعض المتضامنين بتصوير مكان الاحتجاز، حيث عملوا على تفريقنا، بعد أن حدثت مشادات واحتكاكات بيننا وبينهم".

"ضرب واعتداءات"
وأردف: "تغيّرت المعاملة تمامًا، وبدأ الضرب. تعرّض عدد من الشباب للضرب، من بينهم الشاب الفلسطيني، عمر، الذي ضُرب بشكل قاسٍ جدًا على قدمه، وتم عزله عنا. كذلك، أحد الشباب الجزائريين تعرض للضرب وأُخذ خارج الغرفة، وتم عزلنا عن بعضنا البعض، وأُفرغت القاعة. أُخرج بعض الشباب منها، حتى إن فلسطينية تم أخذ زوجها منها، فبدأت تصرخ بطريقة هستيرية".

وأكد ساسي أنه جرى ترحيل أعداد كبيرة من المتضامنين عصر الخميس، بعد نحو 15 من الاحتجاز المهين في مطار القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة

وأبدى أمير ساسي أسفه على ما جرى للنشطاء في مطار القاهرة قائلا: " لم نتوقع أبدًا أن يكون موقف مصر بهذا الشكل. نحن قدمنا كأناس سلميين، إلى مصر التي نعرفها، والتي يُفترض أن ندخلها بأمان. لكن، للأسف، دخلناها ونحن خائفين".