مقابلات

وزير الخارجية الليبي لـ"عربي21": أزمة قافلة الصمود مع مصر.. ستغادر جوا أو بحرا

الحويج أكد تعاطف ليبيا مع القافلة وأن مسألة منعها من المرور هي بسبب الرفض المصري- إكس
في أول حوار معه بعد الاجتماع مع قافلة الصمود.. وزير الخارجية الليبي بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، عبدالهادي الحويج يكشف في حوار خاص مع "عربي21" كواليس وتفاصيل الاجتماع وعلاقة القيادة العامة في شرق البلاد بالأمر.

وأكد الوزير في حواره الخاص أن "أزمة القافلة مع الدولة المصرية وليست مع ليبيا كون وجهتها معبر رفح المصري ثم الفلسطيني وليست وجهتها بنغازي أو حدودنا الشرقية، لذا لابد من توافر تاشيرات للدولة المصرية وهذا ما طلبناه منهم".

واشار إلى أن "ما تردد عن تلقيهم تهديدات أو سوء معاملة خلال تواجدهم في سرت أمور غير صحيحة كون وزارتنا ومعها عدة وزارات ومؤسسات قدمت لهم الحماية والوجبات وأدوات الراحة لكن تفاجأنا بتصريحاتهم فور انتهاء الاجتماع معهم".

وتاليا نص حوار الوزير الحويج مع مراسل "عربي21":

بداية ما آخر التطورات وردكم على قافلة الصمود؟
التقينا بمنسقي القافلة وقلنا لهم بشكل واضح إذا كان لديكم تصاريح أو تأشيرات دخول لجمهورية مصر العربية تفضلوا أهلا وسهلا بكم وسنرافقكم حتى رفح، وإذا أردتم زيارة ليبيا أهلا بكم نفتح لكم أبوابنا وبيوتنا ومرحب بكم في بلدكم هذا أولا، لكن دون تصاريح وتأشيرات تخص مصر سيكون من الصعب التعاون معكم.

*لكن أليس هذا موقفا متناقضا.. ترحبون بالقافلة ثم تمنعونها من المرور؟
رحبنا بالقافلة ونرحب بأي عمل شعبي وسيستمر ترحيبنا ويستمر موقفنا، ليس لدينا تناقض في الموقف إطلاقا كما لا يصطدم موقفنا المرحب بالموقف المصري، نحن رحبنا لكن أكدنا أن موقف الدخول إلى مصر يخص يخص الحكومة المصرية وفقط، هو شأن مصري خالص وليس شأن ليبي، وبالتالي جمهورية مصر العربية هي ما تحدد ضوابطها التنظيمية للدخول.

*منسقو القافلة أكدوا أن أوراقهم صحيحة وأن مصر هي من رفضت منحهم تأشيرات.. تعليقك
السؤال الذي يجب أن يوجه للقافلة هل يوجد أي شخص من القافلة يحمل تأشيرة الدخول لجمهورية مصر العربية هذا السؤال اللي يجب أن تجيب عليه القافلة، حتى ولو شخص واحد لديه تأشيرة الدخول يتفضل مرحب به، وأكدنا أن القافلة ليس وجهتها ليبيا ولا بنغازي ولا إجدابيا ولا طبرق، بل وجهتها معبر رفح من خلال دولة أخرى شقيقة وجارة هي جمهورية مصر العربية وهي صاحبة القرار.

*وهل يتناقض ذلك مع بيانكم الترحيبي بالقافلة والذي أثنى عليه الجميع ثم نفذتم عكسه تماما؟
الموقف الثابت من القافلة واضحا وعبرنا عنه ورحبنا به بشكل رسمي في بيان رسمي في وزارة الخارجية بالحكومة الليبية، وفي البيان نفسه نوهنا إلى بيان جمهورية مصر العربية بشأن الضوابط التنظيمية، وأؤكد عبر منصتكم أن ترحيبنا قائم وسيظل قائما وسنرحب بأي عمل سياسي وإنساني وأي قافلة تعمل على كسر الحصار على غزة وتعمل على التضامن مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية هذا موقف مبدئي لنا، ونحن سيرنا منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، عشرات القوافل الإنسانية والإغاثية والدوائية والطبية، ومازلنا نعمل على هذه المسائل، كما أننا نعامل الفلسطينيين معاملة الليبيين في كافة الإجراءات خاصة في الجوانب التعليمية والصحية.

*البعض رأى أن منع القافلة وعرقلتها جاء بأوامر من القيادة العامة برئاسة خليفة حفتر.. ما صحة ذلك؟
كلام غير صحيح بالمرة، لم تتدخل أي جهة في الأمر، ونحن في سابقة دبلوماسية وسياسية، قامت وزارة الخارجية بحكومتنا برفع العلم الفلسطيني على سارية علم وزارة الخارجية بالحكومة الليبية بجانب علم الحكومة الليبية وعلم الدولة الليبية، هذا لم تقوم به أي دولة، كما أن مجلس النواب الليبي هو المجلس الوحيد في العالم الذي استصدر قراراً بتجريم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وأيضاً القيادة العامة والقوات المسلحة سيرت أكثر من 16 قافلة غذائية وطبية وإنسانية إذاً لا مزايدة ولا تشكيك في موقفنا تجاه القضية الفلسطينية.

*حكومة الدبيبة أكدت أن المشاركين عبروا معبر رأس جدير بأوراق ثبويتة وأختام.. في حين أن حكومتكم اتهمت القافلة بعدم وجود أوراق.. أين الحقيقة؟
بداية لا نسمح لأي جهة أن تزايد علينا ولا ان تسيء إلى صورتنا أو تشوه صورة بلادنا وصورة حكومتنا وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية.

وبخصوص ما ذكرته من هذه الحكومة منتهية الولاية فإن العالم جميعا يعلم من جلس مع الكيان الصهيوني ومن عقد اجتماعات في إيطاليا وفي مختلف دول العالم وقام بالتطبيع، يعلم العالم الموقف الواضح للحكومة الليبية وللقيادة العامة ومجلس النواب، ونحن لا نرفع الشعارات.

*وما تعليق سيادتكم على تصريحات منسقي القافلة من محاصرتهم وتجويعهم ورفض وصول مساعدات لهم؟
لا نعلق على تصريحات فردية لكن ما أؤكده لك هو أننا كحكومة ووزارة ومعنا الداخلية ووزارة الصحة وعديد من المؤسسات وبتوجيهات من رئيس الحكومة نفسه قدمنا كل الدعم الإنساني لهذه القافلة، وكنا نقدم لهم بشكل يومي الوجبات الغذائية، ونقدم لهم الأدوية، وسيارات الإسعاف، والأطباء، فإين الحصار؟.

*وما الموقف القانوني الآن ومصير القافلة؟
القافلة جاءت بغرض الذهاب إلى معبر رفح ومن يريد الذهاب إلى معبر رفح عليه الدخول إلى جمهورية مصر العربية وعليه الحصول على تأشيرات، كل هؤلاء لم يتحصلوا على تأشيرات، وبالتالي كيف سيدخلون، وإذا كانت لديهم تأشيرات نحن سنكون معهم ونكون حتى جزء من القافلة وسنسير معهم.

وبخصوص سؤالك عن الحل القانوني والدبلوماسي فإننا نؤكد أن القضية ليس مشكلة قانونية وليس مشكلة دبلوماسية الأزمة تتلخص في إجراءات وضوابط تنظيمية تخص كل دولة، ودولة مصر عبرت عن ضوابطها في موقفها وفي بيانها الرسمي وملخصه أن من يريد الدخول إلى مصر حصراً من خلال السفارات.

*إذا ما المصير الآن؟
من يريد أن ينضم إلى قافلة الصمود عليه أن يتقدم إلى السفارة المصرية في تونس أو الجزائر أو موريتانيا وأخذ التأشيرات، من أراد أن يأتي برا بعد حصوله على التأشيرات أهلاً وسهلاً به، وإن لم يحصلوا على ذلك يغادرون عن طريق البحر أو عن طريق الجو هذا الشأن يخص القافلة.